الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

لمن الحكم اليوم في إيران؟.. احتدام العراك السياسي للفوز بـ"الرئاسة".. "روحاني" يطلب التمديد ويشير لإنجازاته في الملف النووي.. و"رئيسي" يدفع بنفسه كمرشح للفقراء.. و55 مليون صوت بيدهم القرار

حسن روحاني، إبراهيم
حسن روحاني، إبراهيم رئيسي،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوجه الناخبون الإيرانيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الجمعة، من أجل التصويت بالانتخابات الرئاسية في البلاد، والتي تجرى بعد الاتفاق النووي التاريخي عام 2015.
وأثار مصير هذا الاتفاق شكوكًا منذ تولى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب منصب، بيد أنه بالرغم من خطابه العدائي لبنوده، فإنه لم يتخذ حتى الآن أى خطوات جادة لالغاء الاتفاق

وتحتدم المنافسة بين الرئيس الإيراني الحالي، حسن روحاني، ومنافسه الآخر، إبراهيم رئيسي الذى يمثل التيار المحافظ.
وتأتي الانتخابات في وقت حرج في إيران، خاصة منذ عام 2014 عندما خضع المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي لعملية جراحية واصبح منصب المرشد في خطر.
ويعتبر خامنئي له القول الفصل في جميع المسائل الحكومية في إيران، ولكن في حالة وفاته يمكن للرئيس أن يلعب دورًا حاسمًا في تعيين الزعيم المقبل، على الرغم من أنه ليس من حقه أن يختاره.
وكان خامنئي رئيسًا في الثمانينات عندما توفى آية الله الخميني، المرشد الأعلى آنذاك، ثم تم ترقيته من قبل مجلس الخبراء، الهيئة المسؤولة عن اختيار القادة الإيرانيين الأعلى، خلفا لخميني.
وتعتبر تلك الانتخابات استفتاء حول كيفية أداء روحاني اقتصاديًا بجانب منافسته على الرئاسة الإيرانية، فبعد الاتفاق النووى، استقر الاقتصاد الإيراني وأسقط التضخم ولكن البطالة ما زالت مرتفعة، وتساءل خصومه عما إذا كانت إدارته قد فعلت ما يكفي لتحقيق فوائد اقتصادية ملموسة.
وصور رئيسي نفسه كمرشح للفقراء ويدير حملة تركز على الأولويات الاقتصادية، تسمى "العمل والكرامة".
وهناك نظام من أجل الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فتلك الانتخابات لها نظام خاص بها، حيث يمكن لأي شخص بالغ من أصل إيراني تقريبا يحمل الجنسية وبطاقة هويته جواز السفر الذهاب إلى وزارة الداخلية للتسجيل كمرشح، ولكن ليس كل شخص مسموح له بالمشاركة.
 فمجلس الوصاية، وهو هيئة قوية من ستة رجال الدين وستة فقهاء، يدقق في كل ترشيح، وهنا يقول إن الكفاءة السياسية والولاء للمبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية ودينها هي من بين القضايا الرئيسية التي ينظر فيها المجلس.
هذا العام، من أصل أكثر من 1600 تقدموا بطلب الترشح، تم قبول ستة مرشحين فقط، وسجلت أكثر من 100 امرأة أيضا، ولكن لم يكن أي منها قد تجاوز عملية التدقيق.


وبالإضافة إلى روحاني، كان المرشحون الخمسة المتبقون هم إسحق جاهانغيري، وهو أول نائب للرئيس روحاني، ورئيس بلدية طهران، محمد باقر قالباف، ورئيسي، والسياسيون البارزين نسبيا مصطفى ميرساليم ومصطفى هاشمي طابا، وكان من بين الذين منعوا من الترشح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
وتراجع قاليباف لصالح رئيسي يوم الإثنين الماضي، كما تراجع جاهانجيري لصالح روحاني كما كان متوقعا يوم الثلاثاء، وكان يعمل أساسًا بهدف الدفاع عن أداء رئيسه خلال المناقشات التلفزيونية وفي مسيرات الحملة.
وإذا لم تتحقق الأغلبية العامة في الجولة الأولى، فإن المرشحين اللذين يحصلان على أكبر عدد من الأصوات سيتنافسان في جولة ثانية، وتجري الانتخابات وتعلن النتائج تحت إشراف مجلس إداري في وزارة الداخلية. ويبلغ سن التصويت 18 عاما، ويقدر أن 55 مليون إيراني مؤهلون للتصويت.
ويعتبر حسن روحاني، يذكر ان حسن روحانى، 68 عاما، وهو المعتدل الحالى الذى يدعمه الاصلاحيون، هو كبير المفاوضين النوويين الايرانيين السابقين الذى عمل سكرتير مجلس الامن الوطنى الاعلى فى ايران منذ 16 عاما، وكان مسؤولا عن التفاوض مع الغرب حول الملف النووي الايراني.
 وفي ظل روحاني، أوقفت إيران تخصيب اليورانيوم، وأبدت مزيدًا من التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لسنوات عديدة، كان روحاني حليف وثيق على أكبر هاشمي رفسنجاني، المصلح النسبي الذي توفى في يناير.


غالبًا ما يوصف روحاني بأنه معتدل وليس إصلاحي، ولكنه أيضا رجل دين كبير مع أوراق ثورية لا تشوبها شائبة وكان مستشارًا للمرشد الأعلى، خامنئي، وشغل مناصب حساسة للغاية في البرلمان والمؤسسة..

ولد روحاني في عام 1948 في مدينة صخرخه الصغيرة في محافظة سمنان، وكان أكبر خمسة أطفال في ما أسماه عائلة "دينية وثورية" عاشوا في منزل متواضع تحيط به الكروم والرمان. والده يملك البقالة. تتذكره والدته سكينة صبيًا هادئًا تفوق في المدرسة وقراءة القرآن وتمتع بالسباحة والتسلق.

تعلم في قم، درس القانون في جامعة طهران، في التسعينات، حصل على درجة الدكتوراه من قبل جامعة جلاسكو.

قضى روحاني وقتًا في باريس مع آية الله الخميني ورفسنجاني المنفيين ودخل البرلمان بعد الثورة. 

خلال الحرب مع العراق في 1980، قال: إنه قاد الدفاع الجوي الوطني. وفي عام 1986، شارك في محادثات سرية مع مسئولين أمريكيين كجزء من ما أصبح يعرف باسم قضية إيران-كونترا المتعلقة بالأسلحة مقابل الرهائن.

في عام 1989، توفي العام الخميني وأصبح رفسنجاني رئيسًا، وعين روحاني أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي. في عام 2003، وعندما كانت المنطقة في حالة من الاضطراب بعد الغزو الأمريكي للعراق، أصبح كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، واتفق طوعا في محادثات مع الاتحاد الأوروبي 3 (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لتعليق تخصيب اليورانيوم مؤقتا.

ويتنافس ابراهيم رئيسي مع روحاني، وهو من المحافظين الايرانيين، وهو رئيس أستان قدس رضوي، وهي أغنى مؤسسة خيرية في العالم الإسلامي، والمنظمة المسؤولة عن اكثر الاماكن المقدسة الإيرانية، الإمام رضا، في مشهد شرق إيران. 

على مدى العام الماضي، رشح رئيسي ليصبح خليفة خامنئي، ويشير بعض المحللين إلى أنه يجري إعداده لتحقيق خلافة محتملة وأن الفوز في الانتخابات الرئاسية سيمهد الطريق أمامه لتلك الخطوة بشكل كبير.