الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"مؤشر دافوس": "الشرق الأوسط" تستحوذ على 62% من رأس المال البشري.. سد الفجوة بين "الجنسين" في سوق العمل يزيد الناتج المحلي الإجمالي في مصر بنسبة 34%

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف تقرير صادر عن مؤشر رأس المال البشري التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام تستحوذ على 62% من إمكانيات رأس المال البشري، في العالم، مشيرًا إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في معدلات التحصيل العلمي للجيل الأصغر في المنطقة.
وتوقع التقرير الصادر بعنوان "مستقبل الوظائف والمهارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن يزيد مجموع الحاصلين على تعليم عالي في المنطقة بنسبة 50% بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أنه بالرغم من ذلك، فإنه يوجد اثنين من كل خمسة خريجين عاطلين عن العمل.
وقال التقرير: إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غنية بسكانها من الشباب المتنامين والمتعلمين، فيما لديهم القدرة على تعزيز نمو المنطقة بشكل كبير، في حال تمتعوا بالمهارات المناسبة للوظائف المستقبلية، وإذا حصلوا على فرص عمل جديدة ومنتجة إلا أنه وبوجود نسبة 31% من الشباب العاطلين عن العمل، بات هناك حاجة ملحة للقيام بإجراءات جديدة وعاجلة لتقدير هذه الإمكانات وبالإضافة إلى ذلك، وحتى عندما تتوافر المواهب الماهرة، وبشكل أخص لدى النساء المتعلمات، لا يتم إدراجها بفعالية في صفوف القوى العاملة.
وتابع: "لا يمكن لنا أن نقتنع بالوضع الراهن ويشير التقرير أيضًا إلى أن هناك عددًا قليلًا من اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستعدة بشكل كامل للانقطاع الوشيك للوظائف والمهارات والناجم عن التغيّر التكنولوجي لذلك، فإن المسألة الحاسمة بالنسبة للمنطقة هي كيفية الاستفادة من هذه الفرصة الديمغرافية والتكنولوجية قصيرة الأجل، وإعداد سكانها ممن هم في سن العمل والطلاب للعمل المستقبلي". 
ويهدف التقرير إلى أن يكون بمثابة دليل عملي لرجال الأعمال والحكومات والمجتمع المدني وقادة التعليم.
وتتضمن النتائج الرئيسية للتقرير، الذي يستخدم بيانات جديدة من لينكدإن احتمالية البطالة لدى الشباب اليافعين أكثر بحوالي خمسة أضعاف منها لدى الراشدين في المنطقة، ومع ذلك، وعلى عكس الأنماط العالمية، يشكل خريجو الجامعات ما يقارب ثلث مجموع العاطلين عن العمل في المنطقة.
وتأتي "الإمارات العربیة المتحدة ومصر والأردن والمملکة العربیة السعودیة"على رأس الدول التي توفر الوظائف ذات المھارات العالیة. ومن بين الوظائف الشائعة ذات المهارات العالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك المصرفيين التجاريين والمحاسبين ومعلمي المدارس والأكاديميين والمهندسين واستشاريي تكنولوجيا المعلومات، وفقًا لبيانات لينكد إن. 
وكشف التقرير تتبع اتجاهات النمو وتراجع الوظائف في أسواق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن تزايد الطلب على الصحة والتعليم والرعاية والخدمات الشخصية وعلى المهارات المبدعة، والعاملين في مجال السفر والسياحة.
ونظرًا إلى أن المنطقة تواجه بالفعل فجوة في المهارات وفقًا لقادة الأعمال، فإنها ستحتاج إلى إعداد القوى العاملة الحالية والمستقبلية لمستقبل الوظائف، لا سيما الوظائف التي تتطلب المهارات العالية، لكي تبقى قادرة على المنافسة. 
ويشير التحليل إلى أن 41% من جميع نشاطات العمل في الكويت معرضة للتشغيل الآلي، كما تبلغ هذه النسبة 46% في البحرين والمملكة العربية السعودية و47% في الإمارات العربية المتحدة و59% في مصر و50% في المغرب وتركيا و52% في قطر، وبالتالي سيكون من المهم أيضًا إعادة تأهيل القوى العاملة التي من المحتمل أن تتأثر بذلك وتطويرها، لإدارة التحولات الجارية في سوق العمل.
وتتميز السيدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمستويات عالية من التحصيل العلمي والمهارات، لذا فهن تمثلن قدرات رأس مال بشري كبيرة.
ومع ذلك، لا تزال الفجوات بين الجنسين في القوى العاملة كبيرة، إذ تراوحت بين 40% فقط في الكويت وقطر إلى ما يقارب 80% في الجزائر والأردن، وسيشكل إدماج المزيد من المواهب النسائية مسارًا رئيسيًا لتخطيط القوى العاملة في المنطقة.
وقالت سعدية زهيدي رئيسة مبادرة التعليم والمساواة بين الجنسين في التوظيف، وعضو اللجنة التنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي: "أظهرت البيانات أنه للإعداد لمستقبل العمل، يجب على المنطقة أن تتخذ إجراءات للاستثمار في المواهب، والمهارات، وإغلاق الفجوات بين الجنسين، وخلق فرص عمل ذات قيمة مضافة لفتح الطريق أمام إمكانيات الشباب، وتجهيز الاقتصادات لمعالجة تحديات القرن الحادي والعشرين".
ويجري العمل على مواجهة تحديات فرص العمل والمواهب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكجزء من الجهود الأوسع نطاقًا لمبادرة النظام الاقتصادي العالمي بشأن تشكيل مستقبل التعليم والمساواة بين الجنسين في التوظيف، يجري توسيع نطاق مشاريع النهوض بالمهارات والمساواة بين الجنسين في المنطقة، وستم تطويرها خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يعقد في الأردن من 19 إلى 21 مايو.
ولإعداد القوى العاملة لمستقبل الوظائف، يُعد مشروع "رؤية جديدة لتوظيف الشباب العربي" بمثابة منصة توفر رؤية جديدة وتجمع بين جهود الأعمال التجارية لتنمية المهارات الموجهة نحو المستقبل. ويدعم المشروع أيضًا الحوار البناء بين القطاعين العام والخاص من أجل الإصلاح العاجل والأساسي لنظم التعليم وسياسات العمل.
وأوضح عمر الغانم، الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم ورئيس مشروع "رؤية جديدة لتوظيف الشباب العربي": "أن المنطقة بسكانها الشباب، تقف على أهبة الاستعداد للاستفادة من إمكاناتها البشرية الهائلة، ولكننا بحاجة إلى القيام بدورنا لتحقيق ذلك، فلا بد لنا من أن نبذل المزيد من الجهد لصقل مهارات الأفراد للوظائف، الآن ومستقبلًا، ولتوفير العمالة ذات القيمة العالية التي تحتاجها هذه المنطقة للتفوق من خلال الثورة الصناعية الرابعة. وتساهم مبادرة "رؤية جديدة لتوظيف الشباب العربي" في تحقيق هذا الهدف وهي ملتزمة بإحداث تأثير دائم على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وحصلت مبادرة "رؤية جديدة لتوظيف الشباب العربي" على التزامات من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتوفير مهارات التوظيف لـ 250000 شخص في المنطقة. 
ويدعو المشروع الشركات والمؤسسات، بالاشتراك مع الحكومات والمجتمع المدني وقطاعي التعليم والتدريب، إلى توسيع نطاق العمل والمساهمة في تحقيق أهداف أوسع من أجل صقل مهارات، وتطوير، أو إعادة تأهيل مليون شخص بحلول عام 2018 و5 ملايين شخص بحلول عام 2020 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا وغيرها من المناطق.
وللمساعدة على سد الفجوات بين الجنسين في مكان العمل، يجمع نموذج “فرقة العمل المعنية بالمساواة بين الجنسين” قادة القطاعين العام والخاص معًا لفهم العوائق التي تحول دون تقدم المرأة في مكان العمل على نحو أفضل واتخاذ إجراءات للتعجيل بالتقدم المطلوب. 
ويركز نموذج فرقة العمل - الذي سبق تجريبه في أربعة بلدان ويجرى حاليًا توسيع نطاق عمله في جميع أنحاء العالم - على تغيير القوالب النمطية عن المرأة في العمل، وزيادة مشاركتها في سوق العمل على كافة المستويات، وإغلاق الفجوة في الأجور بين الجنسين. وستكون البحرين أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنفذ هذا النموذج المعزز، حيث تعمل كرائد في المنطقة لهذا العمل التعاوني بشأن المساواة بين الجنسين.
وعلّق خالد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية البحريني: "مع ارتفاع معدلات تعليم النساء نسبيًا، ستحقق البحرين مكاسب اقتصادية كبيرة من خلال إدماج المزيد من السيدات في القوى العاملة. ويجري حاليًا إحراز تقدم في البحرين، ونحن نتطلع للاستفادة من ذلك من خلال فرقة العمل المعنية بالمساواة بين الجنسين، والتي تعمل مع القطاعين العام والخاص لتسريع التغيير.
يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البحر الميت في الأردن من 19 إلى 21 مايو. وبدعم وحضور الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله، يصادف هذا العام الاجتماع التاسع للمنتدى في الأردن والاجتماع السادس عشر في المنطقة.
وسيشارك في الاجتماع الذي يُعقد تحت عنوان ""الإعداد للانتقال الجيلي "أكثر من ألف من قادة الأعمال والسياسيين وممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية ووسائل الإعلام، من أكثر من 50 دولة.