الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"بلح" برشلونة وريال مدريد يجتاح الأسواق

رمضان 2017 بطعم «الكلاسيكو»

بلح برشلونة
بلح برشلونة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يدفعك حبك لفريقك على اقتناء كل ما يحمل شعار النادى، فالقمصان الرسمية للنادى أو حتى المقتنيات الشخصية التى تحمل اسم النادى كـ«الحقائب أو محفظة النقود» تعتبر إحدى أهم علامات الانتماء للفريق، وقد يمتد الأمر إلى اكتساء المنزل أو على الأقل غرفتك الشخصية بصور اللاعبين والمدربين، أو حتى صور اللاعبين فى منصات التتويج، ولكن فى ٢٠١٧ امتد الأمر إلى حد «ياميش رمضان»، فبدأ الباعة فى تسمية أنواع البلح على أسماء الفرق الأوروبية الشهيرة التى تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين، حيث بدأ الباعة فى تسمية أنواع البلح بـ«برشلونة وريال مدريد» استمرارً لسياسة «دلع البلح»، التى يتبعها أصحاب المهنة فى محاولة منهم للترويج للبضاعة بشكل مبتكر يتناسب مع شعب يتابع «كلاسيكو الأرض» أكثر من متابعته لأسعار السوق.
البداية من شارع التحرير بالدقي، وتحديدًا أسفل كوبرى الدقي، حيث يوجد عدد من المحلات التى تبيع البلح «موسميًا» يقول هادى جابر، أحد أصحاب المحلات هناك: «البلح سلعة ككل السلع التى تباع فى رمضان، تصنيفها «موسمية» ولذلك لو لم أستطع بيعها فى موسمها لن أبيعها إلا السنة القادمة، وتظل فلوسا مركونة إلى أن يشاء الله بنصيبها ويأتى زبونها ليشتريها، ولذلك كل التجار يمكن أن تفعل أى شيء حتى يتم بيع البلح فى موسمه، لأن القرش المتحرك خير مليون مرة من القرش المركون، وأى بلح يتبقى بعد رمضان يعتبر قرش مركون، ولذلك سمينا البلح بأسماء معلقى الكرة العرب، والمطربات والفنانين، ولاعبى الكرة، والرؤساء أيضًا، ولكن لم نلق أى رواج كما لقيناه مع الفرق الأوروبية، فالأهلى والزمالك وأبوتريكة وشيكابالا وكل هذا الكلام يأخذ «التصنيف المحلي» وليجذب «العيال الصغيرة» والأب لا يتمنى إلا إرضاء أولاده، خاصة لو تساوموا على شراء البلح مع اشتراط أكل الطفل له».
ويتابع حامد الضبع، أحد تجار البلح بالمنطقة، أى تاجر فى الدنيا يحاول «تحلية بضاعته»، فتجار السيارات يقولون على سياراتهم «طيارات» وهناك من يقول إنها سيارة تفهمك، ومن يقول إن البوتاجاز يطبخ لوحده، والثلاجة يمكن أن تجمد المنزل بأكمله وليس الطعام الموجود بداخلها فحسب، وبالتالى «بلح ريال مدريد وبلح برشلونة» قد يكون دافعا للمشترى من مهاويس الكرة الذين أصبحوا أكثر من مهاويس السياسة عام ٢٠١١، وأنا على استعداد أن اسمى أنواع البلح بأى اسم، المهم هو أن أبيع البضاعة.
وعن رواج بلح «برشلونة وريال مدريد» يقول عامر الكفافى، أحد تجار البلح بمنطقة بولاق الدكرور: لا أحد يعرف الآن ما هو البلح السكوتى أو البلح الرطب، ولكن الناس ستشترى بلح ريال مدريد، خاصة لو كان الناس تشجع هذا الفريق، وأنا أقسم بالله لا أعرف من هو ريال مدريد أو برشلونة، ولكن الأولاد عندى فى المحل أكدوا أنها فرق أوروبية تحظى بتشجيع الدنيا كلها، وأنا ليس لدى أى مشكلة فى أى شيء إلا بيع البلح.
ويتابع: الحقيقة أن البلح شهد رواجا مع تسميته بهذه الأسماء، فالموضوع تقريبًا يكاد يكون الضعف، فالسوق فى مصر مشتاقة لأى جديد حتى ولو كان بالكذب، والحمد لله الموضوع أثبت كفاءة من العام الماضي، والمكسب فى زيادة خاصة مع الشباب الذى يأتى ليشترى البلح مع أمهاتهم، فكما نجحت الفكرة مع بيع الشنط التى تطبع عليها صورة اللاعبين، وهى أساسا سيئة الخامة والجودة، نجحت الفكرة هذه المرة مع البلح علمًا بأنه يمكن أن يكون بلح الأهلى والزمالك وريال مدريد وبرشلونة من نفس النوع، وكل زبون يعمل فاهم ويأتى ليقول بلح الأهلى أفضل من أى نوع، ويشرح التفاصيل ويقنع نفسه ومن حوله أيضا بالفرق الوهمى الموجود فقط فى خياله.