الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العلاقة بين الإعلام والفساد!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل هناك علاقة بين الإعلام والفساد؟ يمكن القول إن الإجابة تحتمل (نعم ولا).
تكون الإجابة بنعم عندما ينحرف الإعلام عن مساره ويحدث خلل في أداء وظائفه ونتساءل عن الإعلام المنحرف؟ وماهو شكل الخلل الوظيفي له؟ وبدون مقدمات يساهم الإعلام بأفكاره وبرامجه في تكريس البيئة الفاسدة التي تبرر للمفسدين فسادهم حيث يصبح الخلل الوظيفي نتيجة طبيعية للفوضى الإعلامية وفساد المؤسسات الإعلامية من الداخل نتيجة لمجموعتين من العوامل الأولى مرتبطة بالنسق القيمي السائد في المجتمع والأخرى نتيجة الاختلال في البناء الإداري والمالي للمؤسسة الإعلامية. 
ويتبادر إلى الذهن سؤال من أين يأتي فساد المؤسسة الإعلامية؟ أرى أنه عدم وجود سياسة تحريرية يؤدي إلى الابتعاد عن الأداء المهني وهذا الأخير يخلق أنماط سلوك قد تؤدي إلى الفساد حتى في أبسط أشكاله مثل لجوء الإعلامي إلى تسهيل ظهور ضيوف بعينهم دائما مقابل خدمات ما قد تكون مادية أو معنوية بالإضافة إلى سيطرة الإعلان على الإعلام!! وقد يؤدي ذلك إلى تمكين الترويج الإعلاني من الهيمنة على الأفكار البرامجية بحيث يصبح هدفها الجذب والإثارة بغض النظر عن الوظيفة أو الهدف حتى ولو كان على حساب قيم المجتمع وثوابته الأخلاقية ما تقدم قد يؤدي إلى تجميل صورة الفساد الاجتماعي مثل برامج تروج لأفكار الدجل والشعوذة والنصب الإعلاني والإعلامي وإثارة الغرائز الجنسية والدخول في مناطق شائكة تناقش الثوابت الدينية تحت زعم حرية التعبير كما قد يؤدي إلى فساد سياسي نتيجة التلاعب بعملية تشكيل الرأي العام عن طريق بث أفكار متطرفة مغلفة بمعسول الكلمات مثل الحرية والديمقراطية. 
وهناك أيضًا المذيع الناشط!! فقد يرسخ الفساد في الذهن أنه الفساد المالي والاجتماعي فقط وأتصور أن الفساد هو أيضًا فساد الفكر فبعض المذيعين ومقدمي البرامج يرون في أنفسهم ناشطين سياسيين لهم أفكارهم وتوجهاتهم ومن حقهم أن يفرضوها على المتلقي في برامج أحادية الجانب تمتد بالساعات هي أقرب ما تكون للمحاضرة منها للبرنامج التليفزيوني أو الإذاعي وهذا أمر جانبه الصواب فالناشطون السياسيون مكانهم الأحزاب السياسية وليس أمام الكاميرا أو خلف الميكروفون ويظل الناشطون السياسيون ضيوفًا للبرامج فقط في إطار عرض الرأي والرأي الآخر. 
وانتقل إلى إجابة الشق الثاني من السؤال عن علاقة الإعلام بالفساد أجبنا بنعم فيما سبق ونجيب في الشق الثاني بلا ونقصد بلا أن الإعلام يحارب الفساد والمفسدين ويتصدى لكل أشكال الفساد الإعلام يلقي الضوء على نماذج الفساد ولا يخاف في قول الحق لومة لائم عندما يتحرر الإعلام من حالة الجدل التي تسيطر عليه ويتفرغ للبناء أو ما نطلق عليه الإعلام التنموي هنا تتراجع فرص الفساد وتبدو في الصورة فرص تكامل المجتمع من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتصبح الوسيلة أفكارًا برامجية تقدم عبر النوافذ الإعلامية المختلفة بشكل جاذب للمتلقي يرى فيه حياته وتطلعاته عبر الأثير في الإذاعة والتليفزيون وكلمة أخيرة إن فصل الملكية عن الإدارة في المؤسسات الإعلامية حافز على التصدي لأشكال الفساد فتدخل المالك فرد أو حكومة في توجية أو فرض السياسة التحريرية للمؤسسة الإعلامية قد يحبط القائمين بالرسالة الإعلامية ويبعدهم عن الأداء المهني الأمر الذي يهيئ مناخًا خصبًا لبيئة قد يتسلل إليها الفساد والمفسدون.