الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي السابق بالبحرين يتحدث لـ"البوابة": الاتفاق النووي الإيراني خطيئة كبرى.. والتعاون المصري الخليجي قائم.. زيارة ترامب لـ "الخليج" تأكيد على مساندته لنا ضد تهديدات طهران

الدكتور خالد خليفة
الدكتور خالد خليفة الخليفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور خالد خليفة الخليفة، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى السابق بالبحرين، عضو لجنة الحكماء العرب لنزع السلاح النووى، نائب رئيس جامعة البحرين للشئون الأكاديمية والبحث العلمى بالبحرين، أن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تواجه الخطر القادم من إيران الذى يهدد المصالح الأمريكية والمصالح الخليجية والعربية، وزيارة ترامب المقبلة للسعودية رسالة واضحة أن أمريكا تساند وبقوة المملكة ودول الخليج فى حالة ما إذا نشبت حرب بالمنطقة مع إيران، مؤكدا أن إدارة ترامب اليوم تنظر إلى الاتفاق النووى الذى أبرمته إدارة أوباما وبعض الدول الأوروبية مع إيران على أنه بمثابة خطيئة كبرى استطاعت معها إيران استرجاع العديد من المليارات الدولارية التى كانت مجمدة لدى تلك الدول بما مكن إيران من توسيع سياساتها العدوانية تجاه دول المنطقة، خاصة المملكة السعودية.. وإلى نص الحوار:

■ ما أهم التحديات التى تواجه المنطقة العربية؟
- التطرف والإرهاب الذى أسفر عن الدمار والخراب للعديد من البلدان التى لها تاريخ، وللأسف أغلب الدول التى وقعت تحت وطأة الحروب واستغل أصحاب النهج المتطرف ومن يستهدفون أمن المنطقة بأثرها، المرحلة الصعبة التى تمر بها الدول العربية لنشر فكرهم المتطرف، بهدف تأخير مسيرة التنمية بدولنا وتدمير مجتمعاتنا، ومعالجة ذلك من خلال وضع حلول ورؤى فكرية وثقافية أكثر منها عسكرية وأمنية، وهذا التحدى سيظل يحارب مجتمعاتنا العربية، ولا بد أن نتكاتف جميعًا حتى نحارب التخلف والجهل بالتنوير والتعلم والثقافة، خاصة أن هناك العديد من الظواهر والأفكار بالمعتقدات المتطرفة التى تستهدف مسح العقول وتغييب الضمير.
■ كيف ترى زيارة ترامب المقبلة للسعودية؟
- زياره ترامب المقبلة إلى المملكة العربية السعودية مهمة لشقين، الأول زيادة الاستثمارات السعودية فى الولايات المتحدة وزيادة حجم التبادل التجارى لصالح الجانب الأمريكى، خاصة فى ضوء الاتفاقات التى شرع فيها الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وقدرت قيمتها بعشرات المليارات، إضافة إلى إبراز تأييد الولايات المتحدة ودعمها فى مواجهة الخطر القادم من إيران الذى يهدد المصالح الأمريكية والمصالح السعودية والخليجية، وهى رسالة واضحة أن أمريكا تساند وبقوة المملكة ودول الخليج حال نشوب حرب بالمنطقة مع إيران، ولعل زيارات السيسى فى تلك الجولة الخليجية تحمل رسالة مفادها أن التضامن المصرى الخليجى قائم ويفعل، ولن تترك دول الخليج بمفردها حالة وقوع أى تهديد لأمنها القومي، وتأتى بعدها زيارة ترامب لتقطع الشك باليقين عن تأكيد المساندة للدول الخليجية فى صراعها المتصاعد إزاء التهديدات الإيرانية.
واليوم إدارة ترامب تنظر إلى الاتفاق النووى الذى أبرمته إدارة أوباما وبعض الدول الأوروبية مع إيران، باعتباره خطيئة كبرى استطاعت معها إيران استرجاع مليارات الدولارات التى كانت مجمدة لدى تلك الدول بما مكن إيران من توسيع سياساتها العدوانية تجاه دول المنطقة خاصة المملكة السعودية.
■ ما دور جامعة الدول العربية فى مواجهة التحديات والإرهاب بالمنطقة؟
- الجامعة العربية تعانى من البيروقراطية، وتحتاج إلى آليات منذ إنشائها، ومن المؤسف أنها تسير على نفس النهج ولم تر تطويرًا، وهذه الآليات القديمة لم تعد مناسبة للعمل الآن، ولا بد من وضع آليات جديدة مع تفعيلها، فمثلًا الاتحاد الأوروبى به آليات قوية ومفعلة لم تتوقف على حدود دولة دخلت أو خرجت من الاتحاد، فهو الذي يجمع الدول تحت شرعية دولية، لذلك سيظل قويًا ولن تعصف به أية رياح، لكن الدول العربية لا تمتلك الآليات التى تؤهلها لذلك، وهى رغم ما تعانيه تأتى الدول إلى الجامعة بالمشكلات، والجامعة أحيانا لا تملك الحلول لتلك المشكلات، وعندما اقترح الملك حمد ملك البحرين إنشاء محكمة عربية لتناقش قضايا الأمة العربية، كان هذا المقترح إيجابيًا جدًا، لكن كيف يتم تنفيذ ذلك دون آليات قوية.
■ هل تسعى إيران لتهديد أمن الخليج فقط أم الأمن القومى العربى بشكل عام؟
- البحرين من أول الدول المستهدفة من قبل إيران، التى تعد اليد الخبيثة التى تستهدف أمن المنطقة، المجتمع البحرينى خليط من الأديان والطوائف والمذاهب، الشيعى والسني، اليهودى والمسيحى والهندوسي، الكل يعيش فى انسجام وتسامح، ولكن المطامع الإيرانية فى البحرين حاولت اختراق ذلك النسيج منذ عام ١٩٧٠، عندما حدث استفتاء على عروبة البحرين ورفض الشعب البحرينى التبعية لإيران، ولكن الأطماع ما زالت مستمرة حتى الآن واستغلت إيران بعض الشيعة لتحقيق أجندتها، والثورة الإيرانية قائمة على الأطماع وحلم الإمبراطورية الفارسية ما زال يراودها ليس حبًا فى الشيعة العرب، بل تستغلهم لتحقيق سياستها التوسعية وزعامتها إيهاما منها بأنها الحامى لهذا المذهب، مع زرع نظرية المظلومية فى أنفسهم لاستغلالهم، واستطاعت إيران بالفعل استقطاب عدد من الشيعة بالبحرين وطوعتهم لتحقيق أطماعها فى دول الخليج لموقعها الاستراتيجي، لأنها إن استطاعت تحقيق أجندتها بالبحرين، استطاعت أن تصل لباقى دول الخليج، ولكن حكمة القيادة ووعى الشعب ودعم دول مجلس التعاون خاصة الإمارات والسعودية أفشلت المخطط الإيراني، وعانت البحرين الكثير من إيران وما زالت.
■ هل استغلت إيران ثورات الربيع العربي؟
- للأسف استغلت إيران موجة بما يسمى ثورات الربيع العربي، التى استهدفت أمن المنطقة، نعم ظهرت التدخلات الإيرانية بشكل وقح وكشفت بدون استحياء عن وجهها القبيح واستقطبت بعض الشيعة بالبحرين لتنفيذ أجندتها وتصريحاتها كانت لا تقبل الشك فى استهداف أمن البحرين، وأكدت التحقيقات الموثقة والقانونية، تورط إيران فى عدة عمليات إرهابية بالبحرين، وأنها مولت ودربت الإرهابيين ومدتهم بالأسلحة لاستهداف أمنها واستقرارها، بالتنسيق مع دول أخرى بالمنطقة موالية لإيران وبعض الأشخاص من العراق وحزب الله من خلال تقديم الدعم المعنوى والمادى. 
البحرين واجهت وما زالت تواجه استهدافًا من المنظمات الحقوقية الخارجية التى لها أهداف مشبوهة من دول ومنظمات وعلى رأسها إيران، إن إيران لا تحتاج أطرافًا خارجية لتنفيذ أجندتها الداخلية بالبحرين بشكل مباشر، لأن هناك بعض من يتبعون الفكر الإيرانى المتمثل فى ولاية الفقيه من المواطنين البحرينيين وينفذون ما تخططه إيران وينطبق عليهم من خانوا وطنهم وارتكبوا الجرائم العظمى، خاصة أن الإرهاب لا يفكر بمذهب ولا دين ولا ملة وأضراره جسيمة. فالأرواح التى أزهقت على يد الإرهاب تفوق بكثير ما أزهقت فى الحروب.
■ هل هناك تنسيق بين مصر والبحرين على مستوى الأمن القومى لمواجهة بؤر الإرهاب؟
- بالفعل يتم ذلك، ولكن ليست كل التفاصيل العسكرية والأمنية يمكن الإفصاح عنها، مصر والبحرين واجهتا وما زالتا تواجهان ضغوطًا كبيرة، والمخططات التى تعرضتا لها تؤكد ذلك، ولكن بفضل الله والتفاف الشعبين حول قيادتهما الرشيدة استطاعتا إفشال تلك المخططات، وما يؤكد ذلك ما يحدث بالعراق وسوريا وليبيا واليمن.
■ ما أهم ملامح دور لجنة الحكماء العرب لنزع السلاح النووى؟
- لجنة الحكماء العرب أنشئت بغرض منطقة خالية من السلاح النووى إقليميًا وتقدم اللجنة للزعماء العرب تقريرًا للعرض على جامعة الدول العربية وستتم مناقشته خلال القمة العربية بالأردن مارس الجاري، وخلال عملنا أصبحت لدى قناعة تامة بأن الدول العربية فى أمس الحاجة إلى توطين التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، فلم يعد ما يخيف مجتمعاتنا العربية من هذه التكنولوجيا، ومن المؤسف أننا بعيدون جدا عن تلك التكنولوجيا المهمة جدا، التى تعد المستقبل بالنسبة للعلوم فى الدول العربية والتى أصبحت الرائدة فى مجال التنمية الصحية والتعليمية والزراعية، خاصة أن المستقبل فى تبنى هذه التكنولوجيا من أجل الأغراض السلمية، مع الابتعاد عن التكنولوجيا التدميرية، واليوم أصبحت لدينا قناعة بأن التكنولوجيا النووية هى خير للمجتمعات العربية، ولا بد من السير قدما فى الحصول عليها والعمل بشكل متواصل من أجل استقطابها وتوطينها ببلادنا. 
■ هل للجنة دور فى الرد على ما يتردد حول مخاطر تلك التكنولوجيا على بلادنا؟
- غير صحيح، الطاقة النووية اليوم من أهم مصادر الطاقة الآمنة والنظيفة للبيئة والرخيصة، وجميع المصادر لها إيجابيات وسلبيات، الموبايل والتكنولوجيا الحديثة بشتى أنواعها ومنتجاتها، لها إيجابيات ولها عيوب، وعلينا أن نحصل على الإيجابيات ولا تعرقلنا السلبيات، وعلينا أن نقارن ونتأكد من إمكانية التنفيذ خاصة أن تلك التكنولوجيا إيجابياتها وفوائدها تتخطى السلبيات بمراحل.
■ حدّثنا عن دور مركز عيسى الثقافى فى مواجهة الفكر المتطرف، الذى يطلق عليه «بيت العرب» بصفتك المدير التنفيذى له؟
- المركز عبارة عن مجمع ثقافى وعلمى يشمل عدة عناصر أهمها المكتبة الوطنية، ومكتب الوثائق الوطنية، ومنذ إنشائه عام ٢٠٠٨ يحمل اسم الأمير عيسى بن سلمان، وهو يهدف إلى نشر والثقافة والعلوم بمختلف فروعها، للنشء الصغير وأيضا الشباب بالمدارس والجامعات ونتطلع من خلاله لنشر الوعى والثقافة والتنوير، والمركز وقع العديد من بروتوكولات التعاون بين الإمارات والسعودية ومصر والمغرب فى مجالات متعددة أبرزها مواجهة الإرهاب من خلال عقد ندوات ومؤتمرات ومبادرات عربية، للتأكيد على الترابط والتواصل والتفاعل الإيجابي، لتحصين أطفالنا وشبابنا من الإرهاب، من خلال التنوير والتركيز على الإعداد الجيد للنشء لكونه البذرة الخضراء النقية ومن السهل غرس الأسس والمبادئ به، مع الأخذ بالاعتبار مهارة أعدائنا الإرهابيين والمتطرفين الذين لديهم قدرة كبيرة فى اختراق مواقع التواصل الاجتماعى والوصول لشبابنا وبناتنا، وعلينا جميعا ترسيخ التقاليد والأعراف، وكسر أى حواجز بين أجيالنا والأجيال الشابة، خاصة أن حربنا ليست سهلة.