الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مفتي الجمهورية: من يشوّه صورة بلاده بالخارج عاقٌّ.. الجندية شرف كبير يعتز به كل مصري.. تدمير المجتمع وترويع الآمنين غاية الإرهابيين.. والإنسان مجبول على حب الوطن

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور شوقى علام –مفتى الجمهورية– فى لقائه الأسبوعى "حوار المفتي" على فضائية "أون لايف": أن انتماء الإنسان إلى المكان الذى ولد فيه فطرة إنسانية فطر الناس عليها، مشيرًا إلى أن الإنسان مجبول على حب الأوطان، والنصوص الشرعية من قرآن وسنة نصت على ذلك.
وأشار إلى أن من يقولون إن الوطن حفنة من التراب يتجاوزون فى حق الأوطان وإساءة منهم لتاريخ الإنسان والمكان الذى ولد فيه.
وقال مفتى الجمهورية: "إن حب الوطن جزء من الإيمان مثلما جعل النبى -صلى الله عليه وسلم- حب مكة من الإيمان".
وبين مفتى الجمهورية أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما خرج من مكة وطنه كان مجبرًا، ولو لم يجبره أحد لم خرج منها؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان مجبولًا على حب الوطن، حتى أن القرآن نزل يؤكد ذلك ويسلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على فراق وطنه، بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، وقال المفسرون إن المقصود بالمعاد هو مكة المكرمة التى عاد إليها بعد عشر سنوات من عيشه بالمدينة المنورة.
وأضاف أن القرآن الكريم عبر عن حب الأوطان وضرب مثالًا على ذلك بحب الأنبياء لأوطانهم، حيث أثبتت آياته أهمية المكان فى حياة الرسل ومن أسلوا إليهم.
كما عبر القرآن عن أهمية المكان فى كثير من آياته، وكذلك الفقه الإسلامى عنى بالمكان للدرجة التى رتب عليه أمورًا كثيرة كالرخص فى السفر وما شابه، ما نستدل من خلالها أن للوطن قيمة كبيرة.
مشيرًا أيضًا أن النبى -صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على بناء المجتمع الذى أخرج منه، كما أن الوطن هو تاريخ وذكريات الإنسان لذلك فجدير بالإنسان أن يفخر به، مؤكدًا أننا ننكر من يتجاوز فى حقوق الأوطان.
وحول الابتلاء الذى يصيب الإنسان أكد مفتى الجمهورية أن النص الشرعى: إن المسلم بين دائرتين، دائرة الشكر ودائرة الصبر؛ لذا فالإنسان مبتلى فى الكون وعليه فهو بين دائرة الشكر ودائرة الصبر.
لذلك فالمسلمون مرُّوا فى عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمور اقتصادية صعبة وظروف قاسية بسبب الحصار الاقتصادي، إلا أن هذا الوضع الاقتصادى المتردى لم يزعزع حب النبى -صلى الله عليه وسلم- لمكة ولا حب أصحابه لها، ولم يتزعزع حبها فى قلوبهم قيد أنملة.
لذا فنحن فى مصر لا بد أن نبنى مهما واجهنا من صعاب ونتأسى بفعل النبى -صلى الله عليه وسلم.
وأكد مفتى الجمهورية أنه لا يوجد تعارض بين الانتماء للوطن والانتماء للعقيدة ولا لأى انتماء آخر، فكل الانتماءات تعد مكملة لبعضها البعض، فهى فطرة، والفطرة لا تناقض الفطرة التى فطر الله الناس عليها.
وأضاف مفتى الجمهورية أن كل الأحكام الشرعية متوائمة مع الفطرة التى فطر الله الناس عليها، لذلك لا يوجد تعارض بين الانتماء للوطن والانتماء للعقيدة.
فمن صور الانتماء قديمًا أن العلماء القدامى فى تراجمهم كانوا ينسبون إلى بلادهم ولو كان هناك تعارض لما فعلوا ذلك، بل على العكس هم ذكروا المكان الذى ولدوا فيه مما يدل على قضية الانتماء لديهم.
وقال مفتى الجمهورية: "إن الجماعات المتطرفة تنطلق من نفى فكرة الوطن، هم لا يعترفون بالوطن، ولكن يتعرفون بالتدمير والهلاك والإضرار بالمجتمع".
وتابع مفتى الجمهورية أن المتطرفين ينفون فكرة الوطن؛ لأن لديهم تعارض بين الانتماء للعقيدة والانتماء للوطن، لذلك بعض المتطرفين يقولون إن المسلم الماليزى أقرب إلينا من المسيحى المصري، مما يعد نفيًا منهم لقضية الوطن تمامًا لأنه وجد تعارضًا بين الانتماء للعقيدة والوطن.
وتناسوا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان ينتمى لمكة وفيها المشركون، ورغم ذلك لم يمنعه ذلك من الاعتراف بالوطن، كما أن المسلمين حاربوا مع أهل الحبشة مما يبين أهمية الانتماء ولو كان هناك تعارض رآه المسلمون بين الانتماء للوطن أو للعقيدة لما حاربوا معهم.
كما أوضح مفتى الجمهورية أن الكلام الذى ينتزع الانتماء للوطن على أساس العقيدة الغرض منه هدم الأوطان، وطالب مفتى الجمهورية الجميع بالاشتراك فى بناء الوطن والنهوض بالمجتمع، بعيدًا عن التحزبات والخلافات.
وقال مفتى الجمهورية: إن من يريد أن يحدث الفتنة الطائفية يعزف على وتر الهروب من الأوطان وإنكار فكرة الوطن والتحزب للعقيدة، لذلك نجد أن أهل قريش استغلوا قضية العقيدة لأجل إحداث الفتنة والوقيعة بين المسلمين والنجاشى وتصوير القضية على أنها بين مسلمين ومسيحيين.
وعليه لا بد أن يكون لدينا من الوعى لكشف مثل هذه المؤامرات؛ لأن العزف على أوتار الفتنة يكون سببًا فى الكثير من المشاكل، لكن ذكاء المصريين والقيادة الدينية جعلتنا نتجاوز هذه المكائد التى تحاك بنا.
وأكد مفتى الجمهورية أنه يوجد ما يسمى بعقوق الوطن على غرار عقوق الوالدين لأن كليهما منكر لفضل والديه وفضل وطنه عليه، مشيرًا إلى أن ما يحدث فى سيناء ممن تنكروا لحق الوطن يعد عقوقًا للوطن، يتخذ أشكالًا متعددة ومنها العقوق فى الحرب.
كما أن الموظف الذى يتكاسل فى أداء عمله ويعطل مصالح الناس دون مبرر فهذا عقوق للوطن بسبب تكاسله عن أداء الوظيفة العامة، بل عليه أن يؤدى الوظيفة المنوطة به على الوجه الأكمل.
كما أن من يهدم بفكره ثوابت وطنية موجودة يعد عقوقًا للوطن وهدمًا للوطن.
ومن يقوم بتشويه صورة مصر بالخارج يعد عقوقًا فى حق الوطن، فالنبى صلى الله عليه وسلم رغم الإيذاء الذى تعرض له من أهل قريش لم يسء إلى مكة بل إنه لما عاد إلى مكة نكث رأسه خاشعًا لله تعالى، وعليه من يفعل هذا يعد عاقًّا لوطنه.
كما أكد مفتى الجمهورية أن الخدمة فى الجندية شرف كبير يعتز به كل مصري، والدعوات الخبيثة ضد الجندية لا أثر لها ولدعاواها الخبيثة على أرض الواقع؛ بل إننا وجدنا إقبالًا على الكليات الحربية، فهذه الدعاوى لم تؤثر بل كانت سببًا فى الإقبال الشديد من الناس على هذه الكليات.
واختتم مفتى الجمهورية حواره بقوله إن الجندية المصرية مشهود لها من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض".