على الرغم من الأزمة التى تعانى منها صناعة السينما حاليا سواء على المستوى المصرى أو على المستوى العربى والإفريقى، تزداد بشكل كبير أعداد المهرجانات الفنية بكثافة شديدة فى المنطقة ذاتها التى تأثرت بمشكلات إنتاجية وفنية كبيرة، وبدلًا من أن نصلح ما أفسده الدهر، إلا أننا ما زلنا نحتفل بما قدمناه فى الماضى، ونحتفل أيضا بما لا نقدمه فى الحاضر.
حيث تنطلق خلال شهر سبتمبر المقبل فعاليات مهرجان جديد للسينما فى مصر، حيث تقام الدورة الأولى لمهرجان الجونة للسينما من أجل إحياء تاريخ السينما، فى تكرار لنفس الدور الذى تلعبه ٧ مهرجانات سنويًا بمصر وتنطلق هذه الفعاليات تحت شعار «سينما من أجل الإنسانية» وستقام فى منتجع الجونة على شاطئ البحر الأحمر من أجل الاحتفاء بماضى وحاضر ومستقبل السينما تحت رعاية وزير الثقافة الكاتب الصحفى، حلمى النمنم فى الفترة من ٢٢ ـ ٢٩ سبتمبر المقبل.
والغريب فى الأمر أن المهرجانات الجديدة تأتى بمواعيد متضاربة بشكل مثير للجدل، حيث تنطلق أيضا فى نفس التوقيت من شهر سبتمبر فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الأفرو آسيوى.
وأعلنت المستشارة علياء غنام مدير إدارة المجتمع المدنى بجامعة الدول العربية، دعم الجامعة للمهرجان الدولى للسينما الأفروآسيوية الذى سيقام فى مدينة شرم الشيخ فى شهر سبتمبر المقبل.
وأكدت مدير إدارة المجتمع المدنى بالجامعة العربية أهمية المهرجان الذى ستشارك فيه ٤٠ دولة ويتضمن عروضًا سينمائية لأكثر من ١٠٠ فيلم سينمائى، وأيضا تتخلله عروض شعبية من قبل فرق الدول المشاركة ولفتت إلى أن المهرجان يأتى دعمًا للسياحة المصرية ويقدم رسالة بأن مصر بلد الأمن والأمان.
وقالت إن المهرجان سينطلق فى سبتمبر المقبل برعاية الجامعة العربية ومنظمة التضامن للشعوب الأفروآسيوية ووزارتى الثقافة والخارجية فى مصر والمركز الثقافى الروسى والمركز الثقافى الصينى، وعدد من الجهات الحكومية من دول مختلفة.
وما يزيد الأمر إثارة فى تصريحات المستشارة علياء غانم، هو أن حلمى النمنم وزير الثقافة يرعى المهرجان على الرغم من أن موعد انطلاقه هو نفس موعد مهرجان الجونة للسينما.
أما بالنسبة للمهرجان الأفروآسيوى، فيعد إضافة لقائمة المهرجانات الإفريقية المصرية والتى اقتربت أن تزيد علي عدد مهرجانات السينما المصرية ذاتها، ليخرج علي الحد المألوف. ففى العادة تخرج لنا كل دولة بمهرجان واحد إفريقى على الرغم من عدد المهرجانات المرتفع لديهم فإذا اطلعنا على المهرجانات بدولة المغرب، والتى تعد أكثر الدول صناعة للمهرجانات الفنية وتضم أكثر من ٦٤ مهرجانًا سنويًا لا يوجد بينها سوى مهرجان واحد إفريقي وهو مهرجان «خريبكة» للسينما الإفريقية. وكذلك دولة تونس والتى تضم ١٢ مهرجانًا سنويًا، تحتوى أيضا على مهرجان إفريقى واحد وهو مهرجان «قرطاج».
ولكن هذا الأمر يختلف بمصر اختلافًا كليًا، فعلى الرغم من أن مصر تحتوى على ٧ مهرجانات إلا أنه يتخللها ثلاثة مهرجانات إفريقية وهي: مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ومهرجان الأفرو عرب صينى، ومهرجان الأفروآسيوى.
هذا بخلاف مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان القاهرة الدولى لسينما المرأة، والذى تشارك به أيضًا الأعمال الإفريقية.
