الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ناجي إسكندر في حواره لـ"البوابة القبطية": مواجهة الفكر بالفكر الوسيلة الفعالة لمواجهة الإلحاد.. وطوفان نوح استمر 371 يومًا.. وحجم السفينة يعادل ملعب كرة قدم

ناجى إسكندر زميل
ناجى إسكندر زميل الكلية الملكية للجراحين ومحرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطوفان كان يوضح عقوبة الله للخطية.. ولم يكن الهدف إنهاء الخطية من العالم
الموت دخل إلى العالم بخطية آدم وحواء.. والله أعد وسيلة للخلاص بقيام السيد المسيح

ظهرت في الآونة الأخيرة تساؤلات عن العلم والإيمان.. وهل هناك تناقض بين التجربة العلمية والإيمان بالله الخالق؟، مما جعل عددًا كبيرًا من الشباب يرفض الإيمان بالله، ويكتفي بالعالم المادي فقط، ويرفض البعد الروحي للحياة، فهذا الأمر جعل المؤسسة الدينية تنتبه إلى أهمية إعمال العقل، وفتح باب الحوار لفهم معنى الإيمان وتقديم الأدلة المنطقية والعلمية التي تدعم مبادئ الإيمان وترسي القواعد العلمية لمفهوم الإيمان الصحيح، نظمت الكنيسة المصرية عددًا من المحاضرات والندوات لمواجهة هذه الظاهرة التي تجتاح الشرق الأوسط والعالم العربي بعد ثورات الربيع العربي، فدعت عددًا من الباحثين في مواجهة الإلحاد وتقديم الأدلة العلمية والمنطقية للإيمان.
«البوابة» تحاور أحد الباحثين في هذا المجال، وهو الدكتور ناجي إسكندر، زميل الكلية الملكية للجراحين بإنجلترا وقد مارس الجراحة لمدة 25 عامًا ببريطانيا، وهو مهتم بأبحاث العلم والكتاب المقدس، وله برامج متعددة على القنوات الفضائية، والتي تواجهه ظاهرة الإلحاد، وتقدم الأدلة والبراهين لإثبات أنه لا يوجد تعارض بين العلم التطبيقي والإيمان بالله الخالص.. فإلى نص الحوار:

■ هل هناك تعارض بين الكتاب المقدس والعلم؟
- بداية، يجب أن نحدد ما معنى العلم، وما هو الكتاب المقدس.. هناك نوعان من العلم، الأول: العلم التجريبي، وهو العلم الذي يمارس في المعمل، فإذا أجرينا تجربة بنفس الشروط.. فسنحصل على نتائج ثابتة ومتكررة، ولا يوجد أى خلاف بين العلم التجريبى والكتاب المقدس.
أما النوع الثاني: فهو الأصول، ومنطقة الخلاف هي في علم الأصول أو العلم الافتراضي، حيث يتعامل مع أحداث حدثت في الماضي، ولا يمكن تكرارها في المعمل في الوقت الحالي، وتفسير هذا العلم يعتمد على نقطة البداية.
فهناك نقطتان مختلفتان لفهم علم أصول البداية الإلحادية، والتي تفترض أن المادة هي كل شىء ومظاهر الحياة يجب أن تفسر بالصدفة والزمن الطويل وقوانين الطبيعة التي تعمل على المادة، وهذا بالطبع لا يستطع أن يفسر نشأة الحياة، حيث إنك لو جمعت كل العناصر الكيماوية التي تكون الخلية الحية فإنك لن تستطع أن تصنع خلية حية في المعمل، حيث إن الحياة تنشأ من حياة، فلا بد من وجود مصدر للحياة لكي تبدأ الحياة وتتقدم.
فنظرية النشوء والارتقاء تفترض أن الحياة بدأت بتفاعلات كيميائية عشوائية جمعت الهيدروجين والنيتروجين والكربون، لكي تكون الأحماض الأمينية، وتجمعت هذه الأحماض، حسب نظرية النشوء، بطريقة عشوائية، لكي تكون البروتينات الأساسية للحياة، وبالطبع هذا يخالف العلم التجريبي، وهناك اعتراضات كثيرة على نظرية النشوء، حيث إننا نحتاج إلى إضافة شفرات وراثية في نواة الخلية لكي نضيف وظائف جديدة للكائن الحي، وهذه الشفرات تحتاج إلى مصدر للمعلومات، وحيث إن المعلومات لا تنشأ من المادة الجامدة، ولكنها تحتاج إلى مصدر ذكاء لكي تضيف الشفرات الوراثية اللازمة لتكوين الكائن الحي.
فهم الكون من منظار الكتاب المقدس، يبدأ بتكوين ١:١ في البدء خلق الله السماوات والأرض، وفي هذه الآية نرى بدء الزمن، والله هو مصدر القوة والطاقة للخلق، والسماوات والأرض هي المادة والفضاء الفسيح، وهذه بداية منطقية تختلف عن فكرة النشوء والارتقاء، الذي يفترض أنه في البداية لم يكن هناك شيء، وهذا اللاشيء انفجر، وعمل كل شيء وهذا يخالف العلم التجريبي.
وبهذا نرى أن فكر الكتاب المقدس، كما هو مدون في سفر التكوين، يشرح لنا أن الخلق هو عمل معجزى صنعه الله بطريقة منظمة ودقيقة لنشأة واستمرار الحياة على الأرض.
■ طوفان نوح والفلك هل هو أسطورة؟
- بالطبع.. فإن الكتاب المقدس يؤكد أحداث الطوفان على أنها أحداث حقيقية، ويوضح الزمن الذي بدأ فيه الطوفان العالمي، وأيضًا الزمن الذي انتهى فيه هذا الطوفان، ولقد استمر الطوفان ٣٧١ يومًا، وكان له آثار على تكوين الجبال والحفريات، ولقد أشار السيد المسيح إلى أحداث طوفان نوح، كما نقرأ فى إنجيل متى إصحاح ٢٤، حيث يشرح السيد المسيح عن حالة العالم فى المجئ الثاني للمسيح، ويصورها على أنها تكون شبيهة كما حدثت أيام نوح فهذا يؤكد أن أحداث نوح حقيقية.
ويشرح لنا الكتاب المقدس أن ينابيع الغمر العظيم قد انفجرت، كما أن الأمطار استمرت ٤٠ يومًا وأربعين ليلة، كما أن المياه تعالت لمدة ١٥٠ يومًا، وتناقصت المياه بالتدريج لمدة ١٥٠ يومًا أخرى، واستمر نوح في الفلك حتى جفت الأرض بالكامل، وبالطبع فإن السؤال الحتمي: هل هناك مياه كافية لإغراق وتغطية الكرة الأرضية بالمياه؟، وللإجابة على هذا السؤال، أقول إنه إذا تم تسطيح الأرض، فإن هناك كمية من المياه فى المحيطات في الوقت الحالي لتغطية مسطح الأرض بمقدار نحو ٢ كيلو متر، ولكن تضاريس الأرض في وقت نوح كانت مكونة من هضاب ومنخفضات، لذلك فإن المياه غطت أعإلى الجبال بمقدار ١٥ ذراعًا، والذراع نحو نصف متر.

■ ما تقديرك لحجم فلك نوح.. وكيف دخلت كل الدواب والطيور والإنسان إلى الفلك؟
- دعنا نعود إلى مقاييس الفلك، كما هو مدون في العهد القديم بسفر التكوين إصحاح ٦، فكان طول الفلك ٣٠٠ ذراع وعرض الفلك ٥٠ ذراعًا وارتفاع الفلك ٣٠ ذراعًا، وهذا يعادل طول ملعب كرة قدم، وكان الفلك ثلاثة طوابق، وكان هناك شباب أعلى الفلك بمقدار ذراع للتهوية والإضاءة، ولقد تم بناء سفينة بحجم فلك نوح فى ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، ولقد تشرفت بزيارة هذا الفلك منذ عدة شهور وحجم هذا الفلك ضخم للغاية، والذي بنى حسب المقاييس التي ذكرها الكتاب المقدس، وكان هناك نحو ٣ آلاف شخص يزورون هذا الفلك بجانب المعروضات الموجودة فيه، وهذا يؤكد أن حجم الفلك كان مناسبًا لاستيعاب الطيور والحيوانات وعائلة نوح الثمانية.
أما عن عدد الحيوانات التي دخلت الفلك، فإن الكتاب المقدس، يؤكد أن الله أرسل إلى نوح رأس كل عائلة من هذه الحيوانات والطيور، حيث إن الكتاب يوضح أن الله خلق الكائنات «بأجناسها»، وهذه الكلمة تكررت عشر مرات فى الإصحاح الأول من سفر التكوين، وهي كلمة محورية لأنها توضح أن الله جعل الشفرة الوراثية فى رأس كل مجموعة من الكائنات قادرة على التغير لتكوين أشكال مختلفة من نفس العائلة، فمثلًا إذا كان هناك ٢٠٠ نوع من الكلاب، فإن الله لم يخلق ٢٠٠ نوع من الكلاب فى اليوم السادس، حينما خلق الدبابات التى على الأرض، ولكنه خلق الذئب التي تحوى الشفرات الوراثية، التي كونت هذه الأنواع المختلفة من الكلاب، فحينما أحضر الرب إلى نوح رأس كل عائلة من هذه الحيوانات والطيور، ويقدر حجم وعدد هذه الحيوانات بأنه يمثل حوإلى ٤٠ ٪ من حجم الفلك.
لقد أمر الرب نوح أن يصنع أقفاصًا لهذه الحيوانات المختلفة، ولذلك نفهم أن الحيوانات المتوحشة كانت موجودة في أقفاص خاصة بها، وأن تغذية هذه الحيوانات خلال فترة الطوفان، والتى استمرت أكثر من سنة، لا تمثل مشكلة على الإطلاق، حيث إن هذه الحيوانات كانت فى مكان محدود، وإن التمثيل الغذاء لها سوف يقل لعدم وجود الحركة الكافية، ويمكن أن تعيش على البقوليات والأغذية المجففة، والتى أحضرها نوح معه فى الفلك.
■ ما ضرورة الطوفان؟.. هل تعتبر أنه من المنطق عندما يغضب الله على البشر يقرر إبادتهم؟
- الطوفان كان يوضح عقوبة الله للخطية، ولم يكن الهدف من الطوفان إنهاء الخطية من العالم، حيث إن الخطية استمرت بعد خروج نوح من الفلك هو وعائلاته، ولذلك الخطية موجودة حتى الآن، ولكن الهدف من الطوفان حكم الله العادل على الخطية، وبالطبع فإن الله محب، وعادل أيضًا، وكل صفات الله كاملة، فلذلك أصدر حكم الموت بالطوفان نتيجة خطية الإنسان، ولكن الله جهز وسيلة للنجاة، وهى فلك نوح، وأعطى الله الناس فرصة لكى يتوبوا ويدخلوا فلك النجاة، ولكنهم رفضوا بإرادتهم الحرة ولذلك ماتوا فى الطوفان.

■ بعض المدارس ترى أن قصة الطوفان قصة رمزية.. وأن الهدف منها هو رجوع الإنسان عن الخطية.. فما تعليقك؟
- الكتاب المقدس يشرح لنا أن أحداث الطوفان هي أحداث حقيقية، ويعطي أزمنة محددة لبدء الطوفان في سنة ٦٠٠ من حياة نوح، وفي الشهر الثاني، وفي اليوم السابع عشر، وهذا النوع بالتحديد لا ينطبق على القصة الرمزية أو الأسطورة، كما أن السيد المسيح أشار إلى الطوفان ونوح على أساس أنها أحداث تاريخية.
■ توجد بعض الثقافات والحضارات القديمة التي بها قصة الطوفان.. فما تفسير ذلك؟
- بعد انتهاء الطوفان.. وخروج نوح هو وعائلته من الفلك، وتكاثر البشر، حدث فلك بابل وتكوين اللغات المختلفة، وتحركت المجموعات البشرية إلى أماكن مختلفة من العالم، وكانت تحمل معها قصة الطوفان، ولذك نرى أن هناك وصفًا للطوفان في مخطوطة «جلجميش» ولكن وصف الفلك في هذه المخطوطة على شكل مكعب، ولقد تمت الدراسة الكورية فى سنة ١٩٩٢ لدراسة ثبات فلك نوح فى مياه الطوفان والأمواج المرتفعة، وثبت أن شكل المكعب غير مستق، ولا يسمح باستمرار الحياة، أما الأبعاد المذكورة في سفر التكوين لفلك نوح، فهي أبعاد تسمح بثبات الفلك في الأمواج العالية أثناء الطوفان، وبذلك نرى أن الأحداث المسجلة بواسطة «موسي» في سفر التكوين هي الأحداث الحقيقية، ولقد تم تحوير بعض حقائق الفلك والطوفان في بعض الحضارات المختلفة في ذلك الوقت.
■ هناك بعض المخطوطات في الحضارات القديمة تتضمن وصايا تشابه الوصايا العشر والتي أعطاها الله لموسى (مسلة حمورابي) فما تفسيرك لذلك؟
- لقد خلق الله الإنسان، وفيه الضمير الذي يميز بين الخير والشر، لذلك فإن الحضارات القديمة كانت تعرف أن القتل أو الكذب أو الخيانة، هي شر، لذلك استطاعوا بالفطرة أن يكتبوا بعض الإرشادات التى تتشابه مع الوصايا الصادقة التى أعطاها الله لموسي، وهذا التشابه لا يعني أن «موسى» أخذ من هذه الحضارات، ولكن مصدر الوصايا العشرة هو الرب الله، حسب ما هو مكتوب بسفر الخروج.
■ موسى والخروج وشق البحر.. هل هى ظاهرة طبيعية أم معجزة؟
- الكتاب المقدس يؤكد أن خروج بني إسرائيل بقيادة موسى وشق «بحر سوف» كان عملا تعجيزيا صنعه الرب، أما عن الآراء التى تقول إنه كانت ظاهرة المد والجذر، فإن الاعتراض على هذا الفكر أن مركبات المصريين وجنودهم قد غرقت في نفس عمق هذا البحر، فدعونا نعرف المعجزة لأنه تدخل إلهي يفوق قوانين الطبيعة، ولكنه لا يلغيها، وهناك مثال لذلك، فاذا تخيلنا أن ثمرة تفاح تسقط من فرع شجرة، فهى تتبع قانون الجاذبية الأرضية، ولكنى أستطيع أن أضع يدى تحت هذه الثمرة قبل أن تسقط إلى الأرض وأمنعها من السقوط، فأنا لم ألغ قانون الجاذبية الأرضية، ولكني تدخلت بقوة يدي لكي أحمل هذه التفاحة من السقوط، فالمعجزة هي تدخل إلهي فوق الطبيعة يصنعه الله لكي يحقق غرضًا معينًا.

■ ما الفرق بين بحر سوف والبحر الأحمر.. وفي أي البحرين حدث العبور؟
- تضاريس الأرض تتغير بشكل مستمر، كما أن مسميات الأنهار والبحار قد تتغير من وقت لآخر، فبحر سوف هو نفس البحر الذي نسميه الآن البحر الأحمر.
■ قضاء الله في العهد القديم كان مباشرًا وتحتم القضاء على بعض الشعوب.. بينما في العهد الحالي لا نرى هذه العقوبة المباشرة.. لماذا؟
- هذا السؤال يرجعنا إلى دخول الخطية للعالم، ويشرح لنا الكتاب المقدس بعصيان آدم وحواء لوصية الله، كانت النتيجة أن الخطية دخلت إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، ففي بعض المراحل التاريخية قضى الله بالموت على شعوب بأكملها، لأن شر هذه الشعوب قد وصل إلى الدرجة التي تتطلب تنفيذ القضاء الإلهي المباشر.
في العصر الحديث، هناك أمراض تقضي على ملايين البشر، فمثلا الملاريا تقضي على نحو٣٠٠ مليون شخص سنويًا، وهذا يجعلنا نتساءل: هل هذه إبادة لمجموعة من البشر؟ بالطبع فإن الإجابة بالنفي، ولكن الموت دخل إلى العالم بخطية آدم وحواء، ونحن نرى صورًا مختلفة لتنفيذ حكم الموت سواء بالأمراض أو الفيروسات أو الحروب المدمرة، فخلاصة الإجابة عن السؤال فلماذا هناك موت: والإجابة ببساطة أن الموت نتيجة الخطية، والتي هي عصيان لله، ولكن الكتاب المقدس وضح أن الله أعد وسيلة للخلاص بموت السيد المسيح وقيامته من الأموات.
■ متى بدأ فكر الإلحاد؟
- معنى الإلحاد، هو عدم قبول الله والخضوع لقوانينه، ونرى هذا الإلحاد بعد سقوط آدم وحواء في الخطية، فنرى أن قابيل لم يقترب إلى الله بالوسيلة التي أمر الله بها في ذلك الوقت، ولقد استمر فكر الإلحاد الذي يرفض وجود الله عبر التاريخ فى مختلف الحضارات، وفي العصر الحديث يتخذ فكر الإلحاد مبدأ أن المادة هي كل شيء، وينبغي أن نفسر كل شيء في الحياة بالصدفة والزمن وقوانين الطبيعة، التي تعمل على المادة، وبالطبع فإن الأفكار الإلحادية لا تستطع أن تفسر نشأة الحياة أو العمليات المعقدة في الكائنات الحية.
■ هل هناك فرق بين الشك والإلحاد؟
- هناك فارق كبير بين الشك والإلحاد، فالشك يثير التساؤل في عقل الإنسان، وهذه ظاهرة صحية وطبيعية، حيث إن الشك يقود إلى البحث وباستمرار البحث الصادق يمكن للإنسان أن يصل إلى الحق، لأن الله خلق عقولنا البشرية، وهو يشجعنا أن نستخدم العقل في معرفة الله. بينما الإلحاد هو رفض البحث عن وجود الله، بدون الاجتهاد في دراسة الحقائق المحيطة بنا.
■ ما أسباب زيادة الإلحاد في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي؟
- أحد أسباب الإلحاد هو التدين الظاهري الموجود بكثرة في الشرق الأوسط، وعدم الرد على الأسئلة المنطقية، والتي يثيرها الشباب، والتي تحتاج إلى دراسة عقلانية، لكي تجيب على هذه الأسئلة، وبالتالي فإن بعض الشباب يكتم هذه الأسئلة، ويخشى أن يناقشها بصورة علانية، وتكون النتيجة أن هذه الأسئلة تتكاثر في ذهن الشباب وتؤدي بهم إلى الإلحاد.
وهناك سبب آخر، وهو الحرية في التعبير التي ظهرت بطريقة واضحة بعد ثورات الربيع العربي، ولكي نعالج هذه الظاهرة علينا أن نحترم أسئلة الشباب ونجيب عليها بصورة منطقية تشفي غليلهم وتطيب صدورهم وتهديهم، ويقول السيد المسيح تعرفون الحق والحق يحرركم.. فالبحث عن الحقيقة قد يبدأ بأسئلة الشك.
■ يوجد بعض النظريات التي تشكك في عصمة الكلمة.. فما رأيك؟
- الكتاب المقدس يوضح أنه كتب بواسطة أناس الله.. القديسون مسوقون من الروح القدس، وحيث إن الروح القدس، روح الحق، فإن كل ما هو مكتوب فى الكتاب المقدس، هو حق، وهناك فرق بين الوحي الإملائي والوحي اللفظي.
فالكتاب المقدس كتب بالوحي اللفظي، وكان الله يقودهم بروحه القدوس لاختيار الألفاظ المناسبة لنقل المعنى الذي يريد الله أن يوصله إلى البشر، وكل الحقائق التاريخية والعلمية المذكورة في الكتاب المقدس صحيحة بالكامل، ولكن علينا أن نفهم أن الغرض من الكتاب المقدس، لم يكن مرجعًا علميا، حيث إن المراجع العلمية تتغير كل عدة سنوات، ولكن الكتاب المقدس ثابت، ولقد قال السيد المسيح لا يزول حرف من المكتوب حتى يتحقق الكل.
■ نريد معرفة كيفية مواجهة هذا التيار الإلحادي؟
- الحوار.. هو الوسيلة الفعالة لمواجهة الإلحاد، وعلينا أن نواجه الفكر بالفكر، وأن نقدم الأدلة المنطقية والعلمية التي تشير إلى الله، وعلينا أن نحترم تساؤلات الملحدين ونعطيها كل الاحترام ونقدم إجابات شافية لهم ويتم ذلك من خلال الندوات، والمؤتمرات، وكذلك أيضًا بإصدار الكتب التي تعالج هذه القضايا بصورة موضوعية، وإجراء الحوارات في القنوات الفضائية مع إعطاء المشاهد الفرصة لتقديم الأسئلة والاهتمام بالرد عليها بطريقة منطقية.