الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد اعتراف "الوزارة" بالخروج من التصنيفات العالمية.. "البوابة نيوز" ترصد محطات التعليم بالعصر الحديث.. "محمد علي" يؤسس 50 مدرسة متخصصة.. وإنشاء أول جامعة بالعهد الملكي.. ونظام مبارك مسئول عن التدهور

الدكتور طارق شوقي
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعترف الدكتور «طارق شوقي»، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بخروج مصر من التصنيفات العالمية، مؤخرًا، وقال خلال فعاليات مؤتمر التعليم في مصر، الذي نظمته جامعة القاهرة، ومؤسسة «أخبار اليوم»: «ترتيبنا في مستويات التعليم متأخر جدًا، وخرجنا من التصنيفات العالمية، خلال الفترة الأخيرة، وأن منتجنا لا يرضينا ولا يرتقي لسوق العمل». 
«البوابة نيوز»، ترصد في التقرير التالي، قصة التعليم في مصر، خلال العصر الحديث، من النهوض إلى الأفول:



أسرة محمد على باشا
اهتمت أسرة «محمد علي باشا»، بالعلم والتعلم، وأنه السبيل الوحيد للتقدم، بعد تأكدهم، أن عدم التعلم سيصيب الأمة، بالجمود والتخلف والانعزال.
فقبل 200 عام، دخل التعليم الابتدائي مصر، عقب خروج الحملة الفرنسية، وتولي محمد علي حكم البلاد.
وأصدر بعدها قرارًا بإنشاء 50 مدرسة، تضم 5 آلاف تلميذ، وكان ذلك إيذانا، ببداية عصر جديد للنهضة التعليمية، ودخول المدرسة النظامية، لأول مرة في المنطقة العربية، على غرار المدارس الأوروبية، وكان يُقام حفل سنوي كبير، يحضره الوالي الحاكم، لتكريم الخريجين.


التعليم العالي
أنشأ الملك فؤاد الأول، أول جامعة أهلية، والتي حملت اسمه، قبل تغييرها إلى جامعة القاهرة، بعد 1952، والتي كانت منارة للعلم والعلماء، كما تم إنشاء جامعة إبراهيم باشا، التي سميت بجامعة عين شمس، بالإضافة إلى إنشائه جامعة الأزهر.
كانت مصر، في قمة تقدمها العلمي، حيث برز العديد من العلماء المصريين، مثل الدكتور مصطفى مشرفة، الذي كان واحد من ضمن 7 حول العالم، يعرفون سرّ الذرة، والدكتورة سميرة موسى، درست في كلية العلوم، وكانت عالمة ذرة أرادت استخدام علمها لمكافحة السرطان، الذي قضى على حياة والدتها، وتم اغتيالها في كاليفورنيا بعد 1952.
وأيضا يحيى المشد، عالم ذرة مصري، وأستاذ جامعي، درس الهندسة الكهربائية، فشهد له طلابه، وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية، وجمال حمدان، أحد أعلام الجغرافيا المصريين، ولد في قرية ناي بمحافظة القليوبية.
وبرز أحمد شوقي، شاعر فريد من نوعه، والذي لقب بأمير لجميع الشعراء، بالإضافة إلى حافظ إبراهيم، والكثير من الشعراء، الذين برزوا في هذه الفترة، ونذكر أيضًا نجيب محفوظ، الذى تأثر الكثير من كتاباته التي نال عليها، جائزة نوبل بهذه الفترة. 



التعليم فى زمن ناصر
كانت البداية لوضع أسس التعليم المجاني في مصر، على يد الرئيس جمال عبد الناصر، وبدأت مرحلة النهضة في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والتعليمية، وأيقن «عبد الناصر»، أن بناء دولة قوية حديثة، تعتمد على أبنائها في ملاحقة التقدم والتطور، لا بد أن يرتكز على تعليم قوي متطور، يُواكب التغيرات العلمية والبحثية، التي حدثت في العالم، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتفجير القنبلة الذرية.
لذا بدأ جمال عبد الناصر، حكمه بوضع سياسة تعليمية، أوكل  تنفيذها إلى واحد من رجال الثورة، هو «كمال الدين حسين» الضابط الشاب ذو الرؤية المتبصرة، لواقع التعليم المتدني، والذي عبر عن رؤيته، بقوله: «إن مصر دولة تُعاني من الجهل والتخلف، وهما معولا الاستعمار، الذي يقوض به كل مظاهر التقدم».
كان قد اقتصر التعليم قبل ثورة 23 يوليو على القادرين؛ لأن مصروفاته كانت مرتفعة، باستثناء بعض المؤسسات كالأزهر الشريف، وكتاتيب التحفيظ، وكان تعليم الأبناء في ذلك الوقت مُخاطرة من الآباء، حيث كان يضطر من يريد أن يعلم أبناءه إلى بيع أرضه الزراعية، أو الاستدانة، وكان أغلب المصريين يكتفون بأن ينال أبناؤهم شهادة متوسطة، تجعلهم يحصلون على وظيفة تُساعد في نفقات الأسرة، وتُساهم في تكوين الابن لأسرة جديدة، ولكن أمور التعليم بدأت في التغير بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.



مشروع وطني
التعليم في زمن الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر»، كان مشروعًا وطنيًا مكتمل الأركان، لم يكن للتجارة والبزنس دخل فيه على الإطلاق، ولذلك لم تشهد مصر، في حقبتي الخمسينيات والستينيات مدارس خاصة على غرار الوقت الحالي.
واعتمد «عبدالناصر»، في نظام التعليم على مبدأ العدالة الاجتماعية، التي تتضمن حق المساواة بين المصريين، ولذلك ساوى في التعليم بين أبناء الفقراء والأغنياء،  وأجلس أبناء العمال والفلاحين، بجوار أبناء الأغنياء، وكبار موظفي الدولة في فصول واحدة، وفق الذكاء والتفوق، وليس وفق الاعتبارات الطبقية والمادية.
ويعد «جمال عبد الناصر»، أول رئيس عربي وشرق أوسطي، ينشئ نظامًا مجانيًا للتعليم، بدأه تدريجيًا حتى وصل التعليم المجاني في مصر إلى مختلف مراحل التعليم من «الروضة» وحتى «الجامعة».
وأقر الرئيس «عبد الناصر»، خطةً تنميةً طموحةً، جعلت مجانية التعليم، ذات عائد قوي وحقيقي، على المجتمع في تلك الفترة؛ ما أتاح تكافؤ الفرص، وكان الجهد والعمل والكفاءة وقتها؛ المعيار الوحيد للتدرج في «التعليم» و«التوظيف» بعد التخرج.
وتقول «التقارير العالمية» عن «جودة التعليم في مصر»، في فترة الستينيات، إن التعليم في مصر لا يقل تطورًا عن التعليم في كُبرى الدول الأوروبية؛ ولذلك ما زالت مصر تعيش حتى الآن على إنجازات خريجي التعليم في فترة الستينيات، مثل: «أحمد زويل» و«مجدي يعقوب».



عهد السادات
خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بدأ التعليم في التدهور للعديد من العوامل والظروف التاريخية في حينها، وقلت الكفاءة في التعليم، وظهرت المدارس على فترتين و3 فترات، كما ظهرت المدارس الخاصة لانصراف الدولة عن التعليم، وتوحشت ظاهرة الدروس الخصوصية
ساعدت قوانين الاستثمار، وما صاحبها من القوانين في فترة «السادات»، في استمرار تشجيع الاستثمار في التعليم الخاص، كما أدت الزيادة في موجات الهجرة إلى ارتفاع أسعار النفط منذ حرب أكتوبر 1973م، وإلى رواج اقتصادي، أسهم في الإقبال على التوسع في إنشاء المدارس الخاصة، لما لها من عائد آمن، وليس فيه من المخاطر أو الحاجة إلى خبرات جديدة، كما هو الشأن في المشروعات الاقتصادية الأخرى.
وزاد الطلب على التعليم الخاص في عقد السبعينيات وحتى اليوم من جراء ما شهده التعليم الحكومي من ازدحام وحشد للطلاب، أدى إلى كثافة عالية في الفصول وإلى تشغيل نسبة عالية من المدارس بنظام الفترتين والفترات الثلاثة نتيجة للقصور في بناء مدارس حكومية جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة.


مبارك والتعليم 
وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تعرض التعليم لمؤامرة حقيقة لإفراغه من مضمونه، كان المعلم في عهد مبارك، يتقاضى 800 جنيه، وهذا اضطر المدرس للجوء إلى الدروس الخصوصية، وفي مؤتمر «دافوس»، تم تقييم التعليم في 140 دولة، فحصلت مصر على المرتبة 139.
6 وزراء جلسوا على مقعد وزارة التربية والتعليم،  في عصر الرئيس محمد حسني مبارك، ساءت فيها أحوال التعليم، وصارت فيها المدارس من سيئ إلى أسوأ.
ومن أبرز من تولى وزارة التعليم، في عهد مبارك، الدكتور أحمد فتحي سرور، لمدة 4 سنوات، وذلك قبل توليه رئاسة مجلس الشعب عام 1990، وقام بإضافة «سنة سادسة»؛ لطلاب المرحلة الابتدائية، ليقوم بعد ذلك الدكتور حسين كامل بهاء الدين، بإلغائها؛ مما تسبب في فجوة بين طلاب الجامعات لعام كامل.
كما أقر نظام العامين في الثانوية العامة، بعد أن كانت الثانوية منذ اختراعها سنة واحدة فقط؛ لتنتشر في عهده الدروس الخصوصية بشكل غير مسبوق، ولتنتشر ظاهرة مراكز الدروس الخصوصية، لأول مرة في تاريخ مصر بشكل فج، وظلت مستمرة حتى الآن.