أم "تمارا".. هكذا يناديها جيرانها، ومعارفها، إلا أن الأوراق الرسمية لا تعترف بوجود نجلتها، رغم العديد من المحاولات لتسجيلها رسميًا، واستخراج شهادة ميلاد تحمل اسمها، لكنها جميعًا باءت بالفشل.
ميادة محسن عبدالله، 23 عامًا، تزوجت من طه يوسف مندي،والذي تركها هاربًا، في الشهر الرابع من حملها، دون أن يترك خبر مسبقًا، أو عودة محتملة، إلا أنها لم تيأس، واستمرت بها الحياة حتى أنجبت نجلتها، التي خرجت للحياة لا تعلم فيها سوى والدتها، وبالطبع دون "أب".
تروي "ميادة" معاناتها، قائلة: "أنجبت طفلتي، واسمتها (تمارا)، وهي تبلغ من العمر الأن، عام ونصف العام، ومنذ أن تركها والدها في الشهر الرابع من الحمل، وأنا في معاناة، سواء من الظروف المعيشية، أو إيجار الشقة، وغيرها من مستلزمات الحياة"، متابعة: "لم تقتصر قسوة الحياة عند ذلك الحياة، فمنذ ولادتي لطفلتي، والمعاناة مستمرة، حتى أنني لم استطع تسجيل نجلتي في الأوراق الرسمية، بسبب غياب والدها"، متسائلة: "ما هو ذنب الطفلة؟".
تعيش "ميادة" وطفلتها "تمارا"، في شقة صغيرة مع والدها المسن الذي يعولها ونجلتها، فهي لا تملك عمل أو راتب، ولا تطلب من الحياة، سوى أن تستطيع تسجيل نجلتها رسميًا، والحصول علي نفقة من زوجها الهارب حتي تعول نجلتها، في ظل الظروف الحياتية القاسية.
