الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"أطفال الشوارع".. ندوة بـ"آداب كفر الشيخ"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت ندوة علمية بقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ بعنوان "ظاهرة أطفال الشوارع في المجتمع المصري.. الحلول واستراتيجيات المواجهة" تحت رعاية الدكتور ماجد القمري، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور عبدالله علام، عميد كلية الآداب، وبمشاركة الدكتور أحمد زايد، عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة سابقًا، والدكتور خالد الطلي، وكيل الكلية، والدكتورة همت بسيوني، رئيس قسم الاجتماع، والدكتور فيصل متولي، مقرر الندوة، والدكتور اسكندر بشاي، رئيس الندوة، والعميد سامح الطنوبي، المستشار العسكري للمحافظة.
وقال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع وعميد آداب جامعة القاهرة سابقًا: إن ظاهرة أطفال الشوارع بمصر قنبلة موقوتة، ويجب أن تتكاتف الدولة ومنظمات المجتمع المدني للعمل على حلها، نظرًا لتفاقم المشكلة يومًا بعد يوم حيث قدرت أعداد أطفال الشوارع بمصر من قبل منظمة اليونسيف العالمية ب600 ألف طفل تقريبًا، يتركز العدد الأكبر منهم في القاهرة الكبرى والإسكندرية والمدن الرئيسية بالمحافظات.
وأشار إلى أن بعضهم يعمل في التسول والبعض الآخر في بيع المناديل وعدد قليل يمارس النشاط الإجرامي من سرقة وتحرش واغتصاب، وقلة صغيرة في سيناء يتم استقطابها في العمليات الإرهابية للمراقبة وجمع المعلومات وأحيانًا الهجمات الإرهابية.
وعرف "زايد" أطفال الشوارع بأنهم هم "الذين يمضون اليوم في الشارع ويقومون بأعمال هامشية سواء كانت لديهم أسر أو خارج نطاق الأسرة، بينما عرفتهم منظمة "اليونسيف" بأنهم المقيمون بشكل دائم أو شبه دائم مع انقطاع العلاقة بالأسرة"، أما في علم الاجتماع فيعرفوا بأنهم "أطفال بلا مأوى ومعرضون للخطر".
وعرض أستاذ علم الاجتماع، خصائص أسر اطفال الشوارع، بأنهم أسر متفككة نتيجة ظروف اقتصادية صعبة أو ظروف اجتماعية قاسية نتيجة انفصال الزوجين وتفكك الأسرة، أو نتيجة العنف والمعاملة القاسية للأطفال، أو عدم وجود مسكن نتيجة كبر حجم الأسرة أو نتيجة الطرد من المنزل لسبب أو لآخر، أو الظروف المتدنية للتعليم.
وكشف "زايد" أن العيش في الشارع للأطفال له مغريات كم أن له مخاطر وعواقب وخيمة، أما المغريات الحرية والاستقلال الذي يتوهم طفل الشارع أنه يتمته به من حيث الهروب من المسائلة أو القسوة في المعاملة.
وأشار إلى أن العواقب تتمثل في الاندماج والخضوع لكيانات إجرامية علي غرار عصابة التوربيني في "طنطا" – ضياع المستقبل – الإصابة بالأمراض الناتجة عن عوامل عدة منها النوم في أماكن غير صحية أو الاختلاط مع مجرمين مصابون بأمراض معدية نتيجة العلاقات الجنسية الشاذة وغيرها.
وأضاف "عميد آداب جامعة القاهرة سابقًا" أن هناك عواقبًا وخيمة على المجتمع نتيجة ظاهرة أطفال الشوارع، ومنها انتشار الجرائم والتحرش والسرقات - تكلفة اقتصادية نتيجة تزايد الإنفاق الحكومي على مكافحة الجرائم – الحرمان من التعليم وما يترتب عليه ضياع قوة العمل نتيجة ضياع جهود الطاقة الفاعلة لأطفال الشوارع- وكذلك التكلفة الاجتماعية نتيجة التفكك الأسرى وفقدان الأخلاق والقلق من هذه الفئة والإحساس بعدم الأمان نتيجة وجودها –ضعف الانتماء لدى أطفال الشوارع.
وكشف "زايد عن بعض الحلول لمواجهة انتشار هذه الظاهرة والتي بدأت في حقبة السبعينات مع بداية الانفتاح الاقتصادي ولجوء أطفال كثيرون من محافظات شتى للهروب للقاهرة الكبرى للبحث عن لقمة العيش وانتهاز الفرص نتيجة ما شاهدوها وسمعوا عنه من تراكم رءوس الأموال في القاهرة، حيث أشار إلى ضرورة تكاتف جهود الدولة والمجتمع المدني لعمل أماكن تستوعب أكبر عدد من أطفال الشوارع لتأهليهم نفسيًا وسلوكيًا ودمجهم في المجتمع عبر تعليمهم مهن يستوعبها سوق العمل، مع غرس روح الانتماء في وجدانهم وعدم النظرة الدونية لهم.
ودعا إلى ضرورة توعية الأسر بمخاطر التفكك الأسري وزع الأخلاق في وجدان اطفالهم لحمايتهم من الاندماج في مجموعات إجرامية وعدم التعامل بعنف وقسوة مع الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة تكاتف دور العبادة – مراكز الشباب – التضامن الاجتماعي – منظمات المجتمع المدني، في رصد الظاهرة وعلاجها بكافة الطرق، فضلا عن حل مشاكل العشوائيات والغوص فيها – حل مشاكل الفقراء ومشاكل التعليم والاسكان ومحاولة خلق فرص عمل.