الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حرافيش "محفوظ" أكذوبة.. فضحها رحيل "فاتن"

الأديب العالمى نجيب
الأديب العالمى نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تحظ نجلتا الأديب العالمى نجيب محفوظ، بالاهتمام الكافى، سواء من قبل الدولة، أو من الوسط الثقافى والأدبي، أو حتى وسائل الإعلام، وربما يرجع ذلك إلى طبيعتهما الهادئة، فبعد رحيل والدهما أنفض «مولد» المثقفين المترددين على منزل الأديب العالمى صباحًا ومساءً، نجلتا أديب «نوبل» ورثتا من والدهما الطيبة، فلا تميلان إلى الضجة والصخب، بل تعشقان العيش بسلام.
منذ ما يقرب من الثلاثة أسابيع، رحلت أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ الشهيرة بـ«فاتن» وسط صمت مطبق، وتمت مراسم الدفن بعيدًا عن الأضواء، بناءً على رغبة شقيقتها فاطمة الشهيرة بـ«هدى»، وهو الأمر الذى طرح العديد من التساؤلات فى الأذهان، أين حرافيش نجيب محفوظ من الاطمئنان على ابنتيه؟، أين وزير الثقافة من بنتى الأديب العالمي؟، هل اتصل للاطمئنان عليا فى أيام المرض الأخيرة؟، هل كلفت الوزارة بتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لبنتى أديب رفع اسم مصر فى عنان السماء بحصوله على أول نوبل عربية فى الآداب؟، أم أن «مولد» نجيب محفوظ أنفض بوفاته؟.
المؤكد فى الأمر، أن كل من ادعى حب نجيب محفوظ وأنه من مريديه لم يكن أكثر من عاشق لرجل فى أوج شهرته، أو عاشق لشهرة يمتلكها مبدع لم يبخل على أحد بصحبته ومجالسته، ولكن الواقع بعد رحيل محفوظ أثبت أن هذا العشق مزيف وغير صادق، بدليل المفاجأة والدهشة التى تصدرت كلمات عدد من الكُتاب والمبدعين فور علمهم بخبر وفاة ابنة نجيب محفوظ منذ أيام، وهو أمر له دلالة كبيرة.
أسطورة «حرافيش» نجيب محفوظ سطرها بيمينه على الورق، ولكنها باقية وخالدة بخلود وبقاء هذه الأمة ومعرفتها باللغة العربية، ولكن من أطلقوا على أنفسهم «حرافيش» نجيب محفوظ، ما هم إلا أكذوبة ثبت عدم صدقها وصحتها برحيل الأديب الكبير، ولو أن حرافيش نجيب محفوظ وأصدقاءه حقيقة لاستمر العطاء بعد رحيله لأقرب المقربين له، وهما ابنتاه وهذا ما لم يحدث.
«البوابة»، تواصلت مع الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، لمعرفة ما إن كان تواصل مع نجلتى الأديب الراحل، والذى قال إنه يعلم بوفاة ابنة الأديب العالمى نجيب محفوظ منذ ثلاثة أسابيع.
وأضاف النمنم: ابنة نجيب محفوظ توفيت فى نفس الفترة التى رحل فيها الناقد عبد المنعم تليمة، وتابع النمنم، مبررًا عدم نشر الخبر إلا مؤخرًا: «بنتا نجيب محفوظ عشتا حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء والإعلام، ولذا يجب على الجميع احترام هذه الخصوصية».
ومن جانبه، قال الكاتب والروائى نعيم صبري، إنه لم يكن يعلم بخبر وفاة فاتن ابنة الأديب العالمى نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن ابنتى محفوظ كانتا كتومتين ومنعزلتين، ولذا وجب على الجميع احترام خصوصيتهما.
وأشار إلى أنه ألتقى بهما عدد من المرات أثناء حياة والدهما، عندما دعاه الراحل فى بيته للاحتفال بأحد التكريمات، كما التقى بهما مرة أخرى عند وفاة والدتهما، مشيرًا إلى أنه حرص على تهنئتهما فى الأعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية.
وأضاف صاحب رواية «شبرا»، أن عزلة ابنتى محفوظ سببها الأول هو والدهما، الذى حرص على فصل حياته الشخصية عن الحياة العامة، ولم يكن يحب أن تكون عائلته محور حديث وسائل الإعلام والصحافة، كما أنه كان يلتقى بأصدقائه المقربين فى المقاهى والأماكن العامة وليس فى بيته.
وقال الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، إن الأديب العالمى نجيب محفوظ، طيلة حياته، اختار أن يبتعد بأسرته وبعالمه الشخصي، عن حياته العامة، مشيرًا إلى أنه ترك لأسرته، طوال حياته، أن تختار الطرق الخاصة بها، بكل ديمقراطية، ودون محاولة أن يفرض رأيه ولم يُجبر واحدة من ابنتيه على أن تتبنى تصوراته حول العالم أو حول السعادة. وأضاف حمودة: أتصور الآن أنه من الواجب علينا أن نحترم الاختيار الذى تختاره بنته لحياتها الشخصية، فهى إنسانة أولا وأخيرا قبل أن تكون ابنة لكاتب أصبح ملكًا للجميع.