الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"جنى".. ملاك أراد الله لها الحياة وحكم عليها البشر بالموت

استغاثة إلى محافظة البحر الأحمر

«جنى»
«جنى»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«جنى» الاسم غير الحقيقي لطفلة ولدت منذ أقل من ٧ سنوات؛ حيث تم العثور عليها على أحد أرصفة شارع النصر أمام سوبر ماركت بمدينة الغردقة، طفلة تركها والداها عقب ولادتها بساعات وألقوا بها فى الشارع، ولكن الله عز وجل لا ينسى من خلق؛ حيث سخر لها الله من يحميها ويؤنسها فى الساعات الأولى من ولادتها، ثم يسخر لها من تأويها وتتكفل بها فى بيتها، وعلى الرغم من أن التقارير الطبية تؤكد أن الطفلة لن تعيش كثيرا بسبب إصابتها بضمور فى المخ وشلل بالأطراف وتصلب في العضلات، فضلا عن فقدان البصر بالكامل، ولكن أمها البديلة أرادت أن ترافق تلك الفتاة إلى باب الجنة.
التقت «البوابة» تلك السيدة لتروي لنا تفاصيل مأساة قصة الطفلة «جنى» وما ينتظرها من مصير.
«وجيدة. م. أ»، وهو اسم الأم البديلة للطفلة «جنى»، والتي تعول فتاتين أكبرهما «أسماء» وهي زوجة منذ عامين، والثانية «روان» وتبلغ من العمر ١٦ عامًا، والثالثة هي «جنى»، وتزيد «وجيدة» أنها مطلقة منذ سنوات عدة، مؤكدة أن سبب الطلاق هو اعتراض طليقها على تبنى الطفلة بسبب الحالة الاجتماعية المتدنية للأسرة.
وتضيف أن طليقها ساومها بين تبنيها للطفلة وطلاقها وعدم الإنفاق عليها وعلى ابنتيها، وكان اختيار الأم البديلة هو التنازل عن جميع حقوقها مقابل «الطلاق» بموجب حكم محكمة الأسرة؛ حيث قامت برفع دعوى خُلع عليه، ومنذ ذلك الحين أصبحت وجيدة والدة ووالد الثلاث بنات.
وعن الطفلة «جنى»، تواصل «وجيدة» حديثها قائلة إنها عثرت عليها منذ ما يقرب من ٧ سنوات، وبالتحديد يوم ٣١ أكتوبر عام ٢٠١٠، بجوار أحد صناديق القمامة بشارع النصر أمام سوبر ماركت بمدينة الغردقة؛ حيث كانت الطفلة بحالة يرثى لها، وكان الحبل السري ما زال يتدلى من بطنها.
ومنذ ذلك الحين أصبحت الابنة الثالثة لها بموجب القانون، بعد أن قامت باستخراج شهادة ميلاد للطفلة، والتي سمّتها «جنى» اعتقادًا منها أن جنى هى من ستقوم بمرافقتها إلى الجنة.
وتكمل: وبعد الطلاق انعدم مصدر الدخل تمامًا وترتب على ذلك تدني الحالة المعيشية إلى الصفر، ولم تستطع «وجيدة» دفع إيجار السكن، وانتقلت إلى منطقة مبارك ١١ شمال مدينة الغردقة؛ حيث تقيم بشقة صغيرة ملك لبنك الإسكان والتعمير فرع البحر الأحمر، كسكن مؤقت لحين تحسن الحالة المعيشية، وقامت بالبحث عن عمل، واستطاعت بعد عناء شديد إيجاد عمل في أحد المنازل. 
وفي هذا الوقت تفجر «وجيدة» مفاجأة قائلة: «إنه أثناء رحلة العناء في علاج «جنى» يظهر لها طبيب من إحدى دول الخليج ليعرض عليها مبلغ ٥٠٠ ألف دولار مقابل التنازل عن الطفلة لإجراء بعض التجارب عليها، ورغم الحالة المعيشية الصعبة التى تمر بها «وجيدة»؛ فإنها رفضت تماما أن تكون طفلتها بالتبنى حقل تجارب بديلة للفئران والحيوانات. 
وتؤكد أن المصروفات الأساسية للطفلة شهريًا ٩٣٠ جنيها مقسمة إلى «٤٠٥ جنيهات لعدد ٣٠ علبة لبن، و٣٣٠ جنيها لعدد ٣٠ علبة عصير، و٧٥ جنيها ثمن دواء المخ، و١٢٠ جنيها لعدد ١ لفة حفاضات، فضلًا عن مصروفات الكشف والملابس وغيرها. 
وتشير إلى أن الشقة الصغيرة التى تقيم بها الآن هى وابنتيها ليست ملكًا لها ولكن لبنك الإسكان والتعمير فرع البحر الأحمر، حيث يقوم البنك الآن بسحب الشقق من غير المستحقين، مؤكدة أنها لا تملك ثمن إيجار سكن آخر، علمًا بأن الشقة التى تقيم بها عبارة عن غرفة واحدة وصالة وحمام ومطبخ صغير، موضحة أن البنك سيقوم بطردهم منها ليصبح الرصيف والشارع هو المأوى الوحيد لامرأة رفضت نصف مليون دولار مقابل التنازل عن طفلة ليس لها ذنب فى اختيار حياتها ووالديها اللذين انتزع من قلبيهما الرحمة والرأفة.