الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"لوبان".. المرأة الحديدية تخسر السباق الرئاسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فشلت مارين لوبان في الفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد أن تفوق عليها منافسها المرشح الوسطي للرئاسة إيمانويل ماكرون في الانتخابات التي عقدت اليوم الأحد، وذلك بعد أن كانت قد حققت المركز الثاني أمام نفس المرشح في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، الشهر الماضي.
ولدت مارين لوبان في 5 أغسطس 1968، وهي سياسية فرنسية وعضو في البرلمان الأوروبي عن فرنسا، ورئيس حزب الجبهة الوطنية (فرنسا) اليميني وهي ابنة مؤسسه ورئيسه السابق جان ماري لوبان الزعيم اليميني الذي خاضت ضده صراعًا حول زعامة الحزب. 
أصبحت منذ 2016 مرشحة عن حزبها واليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية 2017 التي تُظهر استطلاعات الرأي أنها حققت فيها أفضل نتيجة في تاريخ اليمين المتطرف وكان يقابلها فيها فرانسوا فيون وإيمانويل ماكرون كأكبر منافسيها، وهو ما اعتبره مراقبون انتصارا للمرأة الحديدية.
مارست مارين لوبان مهنة المحاماة بين 1992 و1998، وانتُخبت عضوًا في البرلمان الأوروبي في سنة 2004، وأعيد انتخابها في سنة 2009، تترأس حزب الجبهة الوطنية منذ 16 يناير 2011، والتي كانت أيضًا مرشحة عن الجبهة الوطنية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2012.
ورغم تسجيلها تراجعًا طفيفًا في استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة، تشدّدت مارين لوبان (48 عاما) في خطابها فأضافت "تعليقا للهجرة الشرعية" إلى وعودها الانتخابية.
وبعد الاعتداء الإرهابى بشارع الشانزيليزيه في وسط العاصمة باريس، طالبت الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بـ"رد أمني أكثر شمولية" في فرنسا. 
وكانت تدعو هذه المرأة، العضو في البرلمان الأوروبي، إلى الخروج من العملة الأوربية الموحدة وفرض ضرائب على المنتجات المستوردة، كما كانت تعد بتعليق اتفاقات شنجن لحرية تنقل الأفراد داخل الاتحاد الأوروبي، وطرد الأجانب المدرجة أسماؤهم على لوائح التطرف لدى أجهزة الأمن، وإلغاء حق الجنسية للمولودين على الأراضي الفرنسية.
ولم تتوانَ "لوبان" عن القول، خلال حملتها الانتخابية: "لو طلب مني أن أصف نفسي، فأعتقد في الحقيقة أنني سأرد ببساطة أنني بما لا جدال فيه فرنسية في الصميم، باعتزاز وإخلاص. أتلقى الإهانات الموجهة إلى فرنسا كأنها موجهة إلى مباشرة".
كانت تجذب أنصارها من شتى الأعمار والأوساط الاجتماعية لخطاباتها بانتباه شديد في تجمعاتها العامة، وكانوا يقاطعونها مرارا، هاتفين: "نحن في ديارنا"، في شعار وصفه خصومها بأنه "صيحة معادية للأجانب"، فيما اعتبرته هي "صرخة حب" لفرنسا، وغالبا ما كانت تشهد تجمعاتها الانتخابية اعداد كبيرة.
عمدت" لوبان"، منذ توليها رئاسة الجبهة الوطنية، العام 2011، خلفا لوالدها الذي باتت علاقاتها معه مقطوعة رسميا، إلى استبعاد المسئولين الأكثر تطرفا والناشطين المعادين للسامية التواقين إلى زمن فرنسا الاستعمارية وربما بالنسبة للبعض إلى نظام فيشي المتعاون مع المانيا النازية، والكاثوليك المتزمتين. 
غير أنها أثارت صدمة شديدة حين نفت مؤخرا مسئولية فرنسا في حملة توقيفات شملت أكثر من 13 ألف يهودي في باريس إبان الاحتلال النازي للعاصمة الفرنسية، رغم اعتراف باريس رسميًا بذلك منذ 1995، وواجهت بالنتيجة غضب خصومها وجمعيات يهودية وإسرائيل.
وفي سعيها لنيل مصداقية دولية، قامت بعدة رحلات إلى الخارج سمحت لها بتسجيل نقاط مميزة. ففي مطلع العام، نشرت صورا لها في بهو "برج ترامب" في نيويورك، من دون أن تلتقي الرئيس المنتخب. وفي الشهر التالي، رفضت خلال زيارة إلى لبنان، وضع حجاب للقاء مفتي الجمهورية. وفي نهاية مارس، التقت في موسكو الرئيس فلاديمير بوتين، معلنة أنه يعرض "رؤية جديدة" لـ"عالم متعدد الأقطاب".
لم يكن أحد يميل إلى الاعتقاد بأن مارين لوبان، الأصغر بين بنات جان ماري لوبان الثلاث، والمطلقة مرتين والأم لثلاثة أولاد، وهي تساكن حاليا لوي آليو، أحد مسئولي الحزب، سوف تخوض غمار المعترك السياسي، بل كان من المقرر عوضًا عن ذلك أن تخلف شقيقتها ماري كارولين والدهما الذي هيمن على الحزب نحو أربعين عامًا.
غير أن الحياة السياسية الصاخبة والمتقلبة للجبهة الوطنية والخلافات العائلية في التسعينيات فتحت الطريق أمام هذه المحامية صاحبة الطباع النارية.