رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

لماذا حاول شقيق زوجته قتله.. ذكريات بائسة في حياة الملك فؤاد

الملك فؤاد الأول
الملك فؤاد الأول وزوجته شويكار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذهب البرنس سيف الدين شقيق الملكة شويكار إلى نادى محمد على في السابعة مساء السبت 7 مايو عام 1898، وكان البرنس فؤاد بالنادى يقف فى الشرفة، وفجأة أطلق "سيف" الرصاص على "فؤاد" فسقط على الأرض قائلا: لقد "قتلت"؛ ودنا منه سيف وأطلق رصاصتين أصابته إحداها فى صدره والأخرى مست قميصه وخيل له أنه قضى عليه وخرج من النادى إلا إنه وجد الباب موصدا وقبض عليه واقتيد إلى قسم عابدين؛ وانتقل فؤاد للمستشفى وبعد ثلاثة أيام تحسن تدريجيا؛ ومنع زوجته شويكار من زيارته وظل الأمر حتى وقع الطلاق فى 21 مايو 1898 وأودع فؤاد مؤخر الصداق 3 آلاف جنيه لدى أخيه إبراهيم حلمى وحكم على سيف بـ 7سنوات سجن.
كان زواجهما أقرب إلى الصفقة التجارية منه إلى ضرورات سياسية أو عرقية، فالأميرة شويكار رغم جمالها المتواضع إلا أنها اقتنعت تمامًا بأن الأمير الشاب فؤاد الأول، نجل الخديوي إسماعيل، يحبها ويريد الزواج منها دون غرض خفي أو مصلحة ما، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك.
شويكار لم تكنّ لفؤاد سوى مخرج حيوي من أزمته الاقتصادية؛ باعتباره كان معروفًا في أوساط العائلة المالكة وخارجها بالشاب المُفلس كثير الاقتراض مقامر سكير، يركب الحنطور ولا يدفع للسائق أجرته أو يذهب إلى منازل أصدقائه ليلًا ويطلب العشاء بكل جرأة لأنه فقط ابن الخديوي، لذلك كان الزواج هو الحل بعدما ضاقت أمامه الدنيا وتراكمت ديونه.
ولأن الأميرة الشابة كانت حفيدة إبراهيم باشا ذات الثروة الطائلة، وأيضًا كانت متواضعة الجمال، فلم يتطلب الأمر منه مجهودًا لكي توافق، بل ووافقت على شرطه بأن يؤجل سداد مهرها البالغ عشرة آلاف جنيه لـ«حين ميسرة»، وفي عام 1895 تم الزفاف في احتفال بسيط بقصر الزعفران، وبعد أيام استقال فؤاد من منصبه بالقصر وتفرغ لإدارة ثروة زوجته.
وشهد "قصر الزعفران" فصولًا كثيرة من مأساة الأميرة الزوجية، بذخ في إنفاق أموالها، إهانة بأبشع الألفاظ وخيانة زوجية وسوء معاملة من والدته الأميرة فريال التركية المتعجرفة سليطة اللسان، وأخيرًا حينما قام بضربها تحت سمع وبصر أخيها الأمير سيف الدين، حتى استطاعت الهرب إلى قصر عائلتها ولكن شقيقها الأصغر لم يستطع إنقاذها حينما جاء الزوج غاضبًا وساحبًا إياها من شعرها على سلم القصر، ليقودها بالقوة إلى قصر الزوجية ويحبسها هناك.
وبعد أيام أطلق سراحها من الغرفة ولكنه منعها من الخروج أو الاتصال بأحد، ولكن فصول القصة لم تنته إلا بمحاولة الأمير سيف الدين، شقيق شويكار، اغتيال فؤاد عام 1898 في «الكلوب الخديوي» الذي كان يعتاد أن يرتاده يوميًا؛ حيث أطلق عليه 3 رصاصات استقرت الأولى في فخذه وطاشت الثانية لتصيب كُم ثوبه وأصابت الثالثة أسفل البطن فمرت تحت الكبد وانتهت قرب القلب، وفي المقابل أخرج الأمير فؤاد الأول مسدسه وحاول إطلاقه لكنه كان خاليًا من الرصاص.
وقُدم سيف الدين إلى المحاكمة وحكم عليه بسبع سنوات سجن ونقل الى بريطانيا ووضع في مصحة عقلية ببريطانيا وحُجر عليه ثم تم تهريبه عام 1925 إلى تركيا ورفع الحجر عن أملاكه عن طريق القيم عليها.
أما الزواج فقد انتهى بعد حياة قصيرة أثمرت عن الأميرة فوقية، والتي جاءت بعد الأمير إسماعيل، الذي توفي وهو رضيع.