السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"حماس" تغير جلدها.. الرقيب: تغييرات سطحية وليست فكرية.. و"الوثيقة" لا تلغي الوفاق بين الحركة وجماعة الإخوان.. وسلامة: مجرد مناورات للبقاء في صدارة المشهد السياسي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت حركة "حماس"، تغييرات كبيرة، يُمكن وصفها بالجذرية، لإظهار أنها تتغير، لتتلاءم مع التغيرات الدولية، إذ فاز الأسير المحرر يحيى السنوار، برئاسة المكتب السياسي في قطاع غزة، في محاولة لتطوير الأنظمة الإدارية.
ويعبر فوز "سنوار" عن توجه حقيقي داخل الحركة، للتعامل مع المرحلة القادمة بشكل أكثر حزمًا وجدية، خصوصا فيما يتعلق بالسياسات الخارجية، والعلاقة مع إيران، الممول الأساسي للجناح العسكري في حماس.
وسعت الحركة لتحسين علاقاتها مع المحيط العربي، وتسويق نفسها كحركة معتدلة، من خلال وثيقة، أصدرتها مؤخرًا، لتسويغ الاعتراف بإسرائيل، وذلك بالتزامن مع زيارة محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في واشنطن، لفتح نوع من الحوار عن الحركة داخل البيت الأبيض.

وغيرت الحركة قيادتها، بانتخاب إسماعيل هنية، أمس السبت، بدلًا خالد مشعل، في رئاسة المكتب السياسي، وكانت من أبرز تصريحات "هنية" حال فوزه أن حركته فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر.
فيما رأى محللون سياسيون أن هذه التغيرات، تظهر اعترافًا بالعجز عن الاستمرار في الوضع الحالي، لكنها لا تحمل بدائل جدية لإنقاذ القطاع، ولا لإنجاح المصالحة مع السلطة، فضلًا عن اعتبارها طريقا جديدا يمكن أن يحسن وضع الفلسطينيين، خاصة بعد أن مواجهة حماس أزمة اقتصادية مضاعفة، خاصة بعد تخلّي قطر وتركيا عن وعودهما بدعم قطاع غزة، مقابل فتح قنوات تواصل بين حماس وإسرائيل، ويرجح أن هذه الوعود قد قادت إلى تنازلات الحركة في الوثيقة التي أعلنت عنها الإثنين الماضي.

وعلق الدكتور أيمن الرقيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة "فتح"، على مستقبل "حماس"، بعد التغيرات الأخيرة التي أوقعتها الحركة، بقوله: إن كل هذا مجرد تغيرات سطحية وليست تغيرات فكرية، معتبرًا الوثيقة التي أصدرتها حركة حماس اليومين الماضيين هي وثيقة كلامية لا علاقة لها بالأفعال.
وأضاف الرقيب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الوثيقة التي أصدرتها حماس لا تلغي الوثاق بين الحركة وجماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما أكده خالد مشعل، القيادي في حماس، أن الحركة هي جناح الإخوان، مبينًا أن حماس تريد أن تقود منظمة التحرير، والشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن حماس تدرك جيدًا أن المتغيرات في المنطقة لا تسمح بقبول الإخوان، أو من يؤيدهم، إلى أن تغير الجماعة جلدها، كما حدث في المغرب، وتونس، وبالتالي لابد أن يحدث في غزة، ولكن لا يوجد أي تغيرات فكرية في الحركة.
وعن دور هنية في تصحيح العلاقات مع مصر، أوضح القيادي بحركة "فتح"، أن هنية يسعى بشكل جاد في تصحيح العلاقات بين حركة حماس ومصر، وزيارته لمسئولين مصريين يؤكد هذا، ولكنهم لم يذكروا نصًا أن الحركة انفصلت بشكل نهائي عن جماعة الإخوان، بل تحدثوا على أنهم حركو وطنية فلسطينية، تتبع المنهج الإسلامي، متوقعًا وجود شيء من التقارب والتحاور خلال الفترة القادمة بين الحركة ومصر، ويعود ذلك لرؤية مصر الإنسانية تجاه غزة، ولرؤية مصر الأمنية أيضًا.

ومن جانبه، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن كل إجراءات حماس خلال الفترة الماضية هي مجرد مناورات، ومحاولة للإبقاء على الحركة في صدارة المشهد السياسي، مبينًا أن تخلي مشعل عن منصبه وتسليمه لـ"هنية" هي محاولة للتوافق والملاءمة مع الظروف الحالية.
وتابع سلامة "أن فوز "هنية" يمثل مكسب كبير للحركة في علاقتها مع مصر، وذلك في ظل ما يتمتع به من علاقات واسعة مع المسئولين المصريين، وبالتالي ستكون هناك مساعي للحركة في تحسين العلاقات المصرية، وفي حالة قبول الدولة سيكون من أجل تحقيق الأمن القومي المصري".