الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسلسلات رمضانية ساخنة.. "كثيرًا" من العُري"قليلًا" من الحياء.. تشجع على الجريمة وتشرح أسهل الطرق للعنف والاغتصاب.. نفسيون: تقود المجتمع كالقطيع.. خبراء: الدراما أمن قومي وعلى الدولة التدخل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقبل الله مشاهدتكم.. هكذا دعت الفضائيات لمشاهدة دراما رمضان هذا العام.. في صورة ماراثون لعروضها الغنية بتوابل العري والعنف، الأغرب أن دراما المرحلة تأتي نتائجها بالعكس فبدلا من مواجهة العنف وظاهرة الاغتصاب تشجع على الجريمة ليكشف الأمر أن الثقافة في مصر انحدرت، والمجتمع صار كالقطيع يسير حسب بوصلة الدراما.
وكانت الفضائيات الخاصة قد بدأت قبل أيام فى عرض بروموهات الأعمال الدرامية التى سيتم عرضها فى الشهر الفضيل، والتى تضمنت مشاهد من العنف والقتل والاغتصاب والعري، وكأننا لسنا فى شهر الصيام، لتكتمل الصورة بمجموعة من المسلسلات والأفلام التى انتشرت فى السنوات الأخيرة تتحدث عن العنف والثأر، والتى تتناولها السينما والدراما المصرية فى الآونة الأخيرة بعد ثورة يناير، ومن أبرز تلك الأفلام فيلم عبده موتة، وإبراهيم الأبيض، والجزيرة 2، ومسلسلات كسراي عابدين، ومولانا العاشق.
في السياق، كشفت إحصائيات رسمية عن ارتفاع معدل جرائم القتل فى مصر، فى نهاية عام 2015 سجلت 1885 جريمة قتل، بينما كانت فى نهاية عام 2015 قدرت بـ 774 جريمة قتل، إضافة لارتفاع جرائم السرقة إلى 9284 جريمة فى عام 2015، وسجلت حوادث الجنايات فى عام 2015 لتصل إلى 5814 جريمة.
وفى إحصائية رسمية أخرى كشفت أن عام 2012 شهد أكبر نسبة جرائم فى الأعوام السابقة بواقع 28 ألف جريمة، وفى عام 2011 27452 جريمة، وعام 2013 27349 جريمة وفى عام 2014 26804 جريمة.

الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى استنكر الظاهرة وقال أن المجتمع المصرى منذ السبعينات وهو يعاني الأهمال الثقافي وتابه، ظاهر ذلك واضحا في عهد مبارك الذي أتى بوزير الثقافة فاروق حسنى الذى دمر الثقافة المصرية، قائلا: "الثقافة معناها كيفية التعامل مع الناس ونشر الأخلاق بالمجتمع، لكن الكارثة ان الوضع يسير نحو الانحدار وأصبحنا نسير بنظام القطيع نقلد السيئ، موضحا أن أولوية تحسين المجتمع ثقافيا هو الذى سينقذ المجتمع والثقافة ليس لها علاقة بالتعليم فالثقافة هى فن التعامل مع الناس بحسن أخلاق.
أضاف فرويز، أنه مع الانخفاض الثقافى المصرى نرى الأعلام والدراما ونقلدها ومستوى التعليم والثقافة لدينا يجعلنا لا نفكر، بل أصبحنا نقلد ما يحدث بالدراما والأفلام فمن يرى ممثل يمسك ساطور أو سنجة أو سلاح ويقف شبه عاريا أصبح شبابنا يقلده، حتى قضايا السرقات اصبحنا نقلدها، مضيفا أن المسئولين بالدولة بعيدين تماما عن الإصلاح الثقافي والمجتمعي وأن الأعلام هو المسئول الأول عن الوعى وثقافة وتفهم المجتمع للأحوال وحياته وتقبل الآخر فأوروبا سبب تقدمها هي الثقافة وتقبل الآخر.



ورأى الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب فى كلية الطب جامعة عين شمس، أن هذا لنوع من الدراما يزيد بالفعل من العنف فى الشارع المصري، مضيفا أن شركات الانتاج تقوم بعمل استطلاعات رأي فى الأعمال التى ستنجح وعلى أساس هذا يتم عمل المسلسل او الفيلم فمثلا فى الصعيد يرون أنهم يحبون افلام ومسلسلات الثأر ومناطق أخرى تهتم بمشاهدة اعمال العنف والبلطجة ومناطق أخرى ترغب في مشاهدة دراما العرى وهكذا يستمرون في خططهم للمزيم من المشاهدة والربح، قائلا:"هذا جزء من حروب الجيل الرابع وهى استخدام الدراما فى السيطرة على عقول الناس ليسير المجتمع على أهوائهم".
توقع حسين، أن يؤدى ذلك لكثير من التغيير فى سلوكيات الناس وسيزيد من العنف فى الشارع المصري، مؤكدا أن الحل بالتوعية بوجود بدائل فى بعض المسلسلات والبرامج الإعلامية لتوعية الناس ضد هذه الأعمال ومهاجمتها حتى نقلل منها، إضافة إلى ضغط المؤسسات الحكومية باعتبار أن الدراما هى أمن قومى مصري تؤثر على ثقافة المجتمع فلابد من توجيهها حتى لا تغير ثقافة الناس وتغير وعيهم للسيئ. 



وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إن الثأر والعنف موجودين فى الصعيد قبل أن يظهر بالأعلام والدراما، ولكن قد يقلد بعض الناس ما يأتى فى الدراما والأفلام من عنف، مضيفا أن العنف والثأر مرتبط بعدة عوامل والدراما والأفلام هى أحد هذه العوامل المسببة له، موضحا أن علاج هذه الظاهر فى المجتمع يأتى بتغيير الثقافة والخطاب الديني، لافتا إلى أنه بسبب دراما العنف والعري انتشرت البلطجة فى المدارس وأيضا الاغتصاب نتيجة عدم عقاب المخطئ، مشددا على ضرورة أن يكون الأمن سريع فى ضبط الجناة والقضاء سريع وعاجل فى محاكمتهم حتى يردع من يفكر فى أن ينشر ثقافة العنف فى المجتمع.