الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"مشعل" يحرج "عباس" ويغازل القاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن الإثنين الماضى المكتب السياسى لحركة حماس عن الوثيقة الجديدة للحركة فيما أشار مشعل أن الوثيقة يجرى الإعداد لها منذ عامين.
وتضمنت الوثيقة فى أهم بنودها أن الوثيقة لا تعترف بشرعية الكيان الصهيونى وحذفت الدعوة الصريحة لتدمير إسرائيل التى كانت فى الميثاق التأسيسى للحركة الذى أقر عام ١٩٨٨.
وفيما يبدو أن الحركة لجأت لإظهار نفسها فى شكل دبلوماسى مرن وأعربت أن خلافها مع الكيان الصهيونى سياسى وليس دينيا وهى نبرة جديدة للحركة فى خطاباتها عن النزاع مع العدو الصهيوني، وأنها قد تكون قادرة على أن تكون خلفا لعباس الذى تجاوز عمره الـ ٨٠ عاما وما زال متمسكا بالسلطة ويرفض حتى تعيين نائب له بالرغم من ظهور توترات شعبية على الساحة الفلسطينية ضد سياسات حكومة عباس وخاصة مع اجتزاء نسبة من رواتب الموظفين بغزة والانقطاع المستمر للكهرباء فى القطاع أسفرت عن حركات احتجاجية تطالب بإقالة حكومة عباس.
وحيث أجرى استطلاع رأى مؤخرا كانت نتائجه أن ٦٤ ٪ من الشعب الفلسطينى يرفضون محمود عباس نظرا لسياسته المنبطحة لإسرائيل وتصريحه السابق مع إعلامى مصرى بأنه ضد المقاومة والكفاح المسلح والعمليات الاستشهادية الفلسطينية، وهو صاحب اتفاقية أوسلو التى قدمت الكثير من التنازلات للعدو الصهيونى.
وفى ظل التوترات الفلسطينية الداخلية فإن الكيان الصهيونى المحتل وداعمه واشنطن يلقى إحراجا دوليا وتضامنا شعبيا غربيا وعربيا مع إضراب الكرامة الذى يقوده المقاوم مروان البرغوثى القابع فى سجون الاحتلال منذ ١٥ عاما مما قد يضطر قوات الاحتلال للإفراج عنه وهو منافس قوى لخلافة عباس وله جماهيرية شعبية واسعة لدى الفلسطينيين الذين يصفونه بمنديل فلسطين وبالتأكيد هنا إسرائيل لها تخوفاتها إن اضطرت للإفراج عنه.
وفى حين يسعى عباس جاهدا لتدعيم حكمه من خلال عدة جولات يجريها حيث زار القاهرة السبت الماضى ومن ثم إلى واشنطن للقاء ترامب وسط تخوفات فلسطينية مما قد يحمله هذا اللقاء من بلاء على الشعب الفلسطينى.
قد يكون موقف مصر - وهى أحد الأقطاب الأساسية المؤثرة فى المشهد الفلسطينى - معروفا من عباس وأنها فى دعم غير معلن رسميا لمحمد دحلان، الموقف الذى يرفضه عباس بشدة وأعرب عنه من خلال تصريح جناح فتح الداعم له الذى هاجم مؤتمر العين السخنة الذى عقد فى القاهرة فى اكتوبر الماضى لإحداث مصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وهو اعتقد الأمر الذى جعل مشعل يغازل القاهرة من خلال تأكيده فى وثيقة الحركة الأخيرة أن الحركة ليست مرتبطة بامتدادات إقليمية أو دولية فى إشارة لتنصل رسمى ومعلن من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.
بيان الحركة لاقى قبولا إقليميا وأيدته حركة فتح فى علامة جديدة على مستقبل العلاقات بين الحركتين فى ضوء معطيات الوثيقة الجديدة.
الحركة تبرز نفسها الآن داخليا وخارجيا كبديل يصلح لخلافة عباس.وفى ضوء كل ذلك نستطيع أن نقول إن عرش محمود عباس أصبح مهددا والمنافسة أصبحت أكثر شراسة وأبعد من غريمه دحلان.
فهل سيلجأ عباس من خلال زيارته لواشنطن إلى تقديم المزيد من التنازلات فى سبيل الإبقاء على وجوده فى سدة الحكم فى فلسطين. أم أن واشنطن فى ظل المتغيرات الجديدة قد تحسم موقفها وتتخلى عن عباس للأبد؟.. تساؤلات سيجيب عنها المشهد الفترة القليلة المقبلة.