السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خطر داعشي "ع النت".. 35 كتابًا للتنظيم الإرهابي لتعليم العنف.. استهداف خاص للمراحل العُمرية الصغيرة والنشء.. تُعلم كيف تمسك بندقية وكيف تقاتل بشراسة.. خبراء: لا نملك حجبها والحل المواجهة بالفكر

اطفال داعش -صورة
اطفال داعش -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خطر التنظيم الإرهابي "داعش" قائم ومتصاعد، أخطر منحنيات خطرة، تصدير فكر التنظيم عبر شبكة الإنترنت من خلال عدد من الكتب السوداء التي تستهدف المرحل العُمرية الصغيرة والنشء، وتعلِّم كيف تُمسك بندقية وكيف تُقاتل بشراسة، الأغرب أن حجب هذا النوع من الفكر صعب بالنسبة لمصر، لكن الحل فقط بالمواجهة الفكرية، بحسب خبراء. 


كانت مجلة فورين بوليسى قد نشرت تقريرًا عن مناهج داعش الدراسية التى يضعها للأطفال ليصبحوا إرهابيين وسفاكي دماء، ومن بين تلك الكتب 35 كتابًا تعليميًّا متاحًا للجميع عبر شبكة الإنترنت تدعو إلى العنف والتطرف والقتل، حيث وجد فى كتب الرياضيات مسائل بها كم بندقية فى الصندوق؟ وكم رصاصة فى جسد القتيل؟ ومناهج عن كيف تُمسك سلاحًا وكيف تصوِّب وتقتل. 
ورأى اللواء دكتور أشرف السعيد، رئيس جهاز المعلومات السابق بوزارة الداخلية، أن حجب تلك الكتب صعب جدًّا، وتابع، هناك اتفاقيات دولية تمنع ذلك، خاصة إذا كانت المعلومات التى يتم بثها مخالِفة للأديان والعقائد، مضيفًا أن المشكلة ليست فى ذلك، لكن هذه الكتب لم يتم رفعها على مواقع ثابتة مخصَّصة لداعش، ولكن كل يوم يتم رفعها على مواقع ليست إرهابية، تارة ينشرونها على موقع ثقافى، وتارة على موقع إخباري، وتارة على موقع ديني، وهكذا في صورة مناورة يصعب تتبعها أو إصدار قرار بغلق كل هذه المواقع في وقت واحد.
وأضاف أنه لو كان الموقع مخصصًا لداعش أو بث فكر إرهابى بشكل كامل، هنا يمكن حجبه بسهولة، منوهًا بأن الحل الصحيح وأفضل طريق لمواجهة هذه الأفكار المتطرفة هو مواجهة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، ويكون ذلك بنشر الفكر الإسلامي والديني الصحيح، وحجب المواقع المتخصصة فى الإرهاب.
وتابع السعيد أن الحل ليس من اختصاص المؤسسات الدينية فقط، لكن لا بد أن يشارك فيه كل المؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدنى والصحف والإعلام وغيرها، موضحًا أن حالات قتل المسيحيين الأخيرة فى سيناء لولا مواجهة هذه الفتنة بشكل صحيح لأدت لمشكلة دولية.

وقال الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام، مدير مركز المصريين للدراسات القانونية والاستراتيجية: إن فكرة إعدام تلك الكتب حدثت فى أيام ابن حزم بالأندلس، ولم تؤت ثمارها بل زاد من الفكر المتطرف؛ لأن المتطرفين يرون أن ما تم حرقه أو إعدامه هو الحق، ولولا أنه حق لما تم إعدامه أو حرقه، مضيفًا أن شبكة الإنترنت شبكة عالمية، وإذا تم حجب بعض المواقع التي تشتمل على كتب داعش فسيكون هذا دافعًا لمعتنقي هذه الأفكار للبحث عن الكتب فى مناطق أخرى ورفعها على مواقع أخرى ليعتقد البعض أن هذه الكتب حق، ولذلك تتم محاربتها.
وأضاف عامر أن الممنوع مرغوب لدى البعض، موضحًا أن ما تم حرقه مثل كتب معالم فى الطريق وفى ظلال القرآن أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أشهر هذين الكتابين وأصبحا من أهم الكتب انتشارًا وبيعًا فى العالم بسبب حرقهما وجعل البعض يبحث عنهما فى كل مكان لقراءتهما، موضحًا أن الحجب والحرق ليس حلالًا للفكر المتطرف، لكن الحل يأتي بمناقشة الفكْر بالفكر، ومناقشة الفِكَر الفقهية والعلمية وليس الكلامية.
وتابع أنه على الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية مناقشة ما جاء فى تلك الكتب، وأيضاح مخالفتها للدين الإسلامي؛ لأن الفكر لا يناقش ولا يواجه إلا بالفكر والحجة من قِبل المتخصصين وليس من الدعاة العاديين.
وأكد عامر أنه لا يوجد قانون لحجب أى معلومات أو مواقع على الشبكة العنكبوتية، حتى لو كانت تلك المعلومات ضد الدول وضد النظام العام، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تتخذ الدولة احترازات بمنع وحجب بعض المواقع داخل الإقليم فقط، لكن لا يمكنها إجبار دول أخرى على منع هذه المواقع مثل دولة السعودية التى حجبت بعض المواقع من البث داخل المملكة فقط، موضحًا أنه من الممكن أن تقوم وزارة الاتصالات من خلال قانون يصدره البرلمان بإعطائها الحق فى حجب بعض المواقع من البث داخل الدولة المصرية.

وأوضح الدكتور طلعت عمر، الخبير فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الكتب ليست أخطر من الفيديوهات التى تقوم داعش والجماعات الإرهابية بتحميلها على اليوتيوب، مضيفًا أن داعش لديها راعٍ ومموِّل ومخطِّط لرفع كتبها وعملياتها الإرهابية فى العالم كله، مضيفًا أن هناك كتبًا أخطر من كتب داعش يتم رفعها على شبكة الإنترنت، فهناك كتب لأكَلَة لحوم البشر وكيفية خطفهم للبشر وذبحهم وتناولهم.
وأضاف أنه لا يمكن السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي التى يتم رفع كتب أو فيديوهات عليها تخص الإرهابيين؛ لأننا لا نملك مفاتحها فمصر لا تملك مفاتيح شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن من يملك مفاتيح هذه المواقع هم من يموِّلون داعش ويريدون نشر فكرهم المتطرف، موضحًا أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت توظَّف لإسقاط دول وليس للإرهاب فقط. 
وتابع: في أوكرانيا وأمريكا اللاتينية والبرازيل وفنزويلا يستخدمونها فى توجيه الناس، لافتًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت معلومة ومجتمعية، ولا يمكن مقاومتها والتصدي لها، خاصة من دول العالم الثالث التي لا تمتلك مفاتيح خاصة لها.