الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل فشل العالم في مكافحة الإرهاب؟ "2-2"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمكن القول إن مرد الفشل الدولى فى مكافحة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية يرجع إلى أن التعامل معه ما زال بشكل منفرد وإذا وقع حادث إرهابى بدولة ما فإن إجراءات التعامل مع الحدث تتم داخل حدود هذه الدولة وتتخذ الدول المتاخمة لها إجراءات احترازية فقط – وذلك إذا اتخذت!! ولم نجد رؤية متكاملة تطرح استراتيجية عالمية للتصدى لكل أنواع الإرهاب رغم أن المنظمة العالمية المتمثلة فى الأمم المتحدة من المفترض أنها المنوط بها وضع هذه الاستراتيجية وتنفيذها على الأرض، وعليه لم يكن من المتوقع أن تتعامل التجمعات القارية والإقليمية بسلوك مختلف عن توجه الأمم المتحدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر لم يطرح حلف شمال الأطلسى -وهو تحالف عسكرى مهمته توفير الأجواء الآمنة لأعضائه - صيغة جماعية للتعاون فى مكافحة الإرهاب، وما ينطبق على «الناتو» ينطبق على الاتحاد الأوروبى ودول الكومنولث المستقلة – جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق – وإذا انتقلنا إلى منطقة الشرق الأوسط وهى واحدة من أكثر مناطق العالم تأثرا بالإرهاب نلاحظ الأمر لا يختلف كثيرا رؤية وسلوكا حيث نجد جامعة عربية لا تضع مواجهة الإرهاب على رأس أولوياتها وليس معنى بحث قضايا الإرهاب فى أجندة اللقاءات الرسمية أن هناك تعاونا حقيقيا لمكافحة الإرهاب!!
ويبقى أمل وحيد فى منطقتنا يتمثل فى التعاون الثنائى بين الدول الأكثر تقاربا وتفهما لخطورة الإرهاب ومن ثم جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا للمملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتعكس حقيقة تغيب عن كثيرين وهى أن الأمن القومى العربى لا يتحقق إلا بالتكامل «المصرى – السعودى» سياسيا واقتصاديا وعسكريا شاء من شاء وأبى من أبى، ومن هنا تأتى مكافحة الإرهاب والعمل على اجتثاثه من جذوره عاملا مشتركا يجمع البلدين، ولهذا لا يجب أن تعطى الفرصة للذين يصطادون فى الماء العكر أمثال دويلة قطر وغيرها لضرب إسفين فى العلاقات المصرية السعودية، ومن الضرورى تفهم الخلافات العابرة فى وجهات النظر وهى واردة ومن المفترض ألا تؤثر على علاقات البلدين. بعبارة أخرى أنه كلما حدث تعاون بين القاهرة والرياض ارتفع منحنى الاستقرار النسبى فى المنطقة وطرحت أفكار يمكن ترجمتها لسياسات تعالج النزاعات فى بؤر التوتر بالمنطقة العربية مثل سوريا وليبيا واليمن وتحد فى الوقت نفسه من تمادى أطماع أطراف إقليمية أخرى فى الشرق الأوسط وفى مقدمتها إسرائيل وإيران!
ورغم الحاجة الماسة للتعاون الإقليمى فى مجال مكافحة الإرهاب فإن العالم ما زال فى حاجة لتكوين جبهة قوية تتصدى للإرهاب بكل صوره تعتمد على استيعاب حقيقى لأبعاد الظاهرة ليس من حيث نتائجها فقط ولكن من حيث أسبابها التى يتجاهلها البعض ولا يتعاطى معها وكأن أى حادث إرهابى يقع هنا أو هناك هو الأول أو كأنه أمر جديد، خلاصة القول إن موضوع الإرهاب قضية فكرية بالدرجة الأولى وربما هذا هو السبب فى عدم وجود رؤية واحدة لمكافحته حتى الآن، ويبقى تساؤل ربما الإجابة عليه تبلور سبب الإخفاق الدولى فى اقتلاع جذور الإرهاب هل هو نتاج فقدان العالم ما يمكن تسميته العدالة الدولية واختلال توازن القوى بين الشمال الغنى والجنوب الفقير والإصرار على اتباع سياسة المعايير المزدوجة؟!.