الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

عندما تتفق الأهداف مع خطة العدو.. ألا تكون الخيانة عظمى؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

** “,”الخطة الصهيونية الكاملة لتفكيك العالم العربي وتقسيمه إلى دويلات صغيرة“,”
في عام 1982 نشرت مجلة (Kivunim) التي تصدر عن “,”المنظمة الصهيونية العالمية“,” ومقرها القدس المحتلة.. وثائق تحت عنوان “,”استراتيجية إسرائيل خلال الثمانينيات“,” كتبها رئيس المنشورات في قسم المعلومات التابع للمنظمة الصهيونية العالمية (Yoram Beck) ، وحملت وثائق Kivunims) ) الخطط الكاملة لتفكيك وتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة.. وشملت خطة تستهدف تقسيم مصر إلى أربع دويلات وهي:
1- دولة سيناء وشرق الدلتا.. وتكون تحت النفوذ الصهيوني ليتحقق بذلك حلم إسرائيل “,”من النيل إلى الفرات“,”.
2- دولة قبطية مسيحية تكون عاصمتها الإسكندرية.. تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط، وتتسع غربًا لتضم الفيوم، ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون الذي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية، وتتسع مرة أخرى لتضم أجزاء من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة وعاصمتها أسوان.. تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان تحت اسم “,”بلاد النوبة“,” بمنطقة الصحراء الكبرى، كما رسم حدودها المشروع الصهيوني.
4- دولة مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة، وتضم الجزء المتبقي من مصر.
كان هذا ما نشر من وثائق “,”كيفونيم“,” في عام 1982.
وجدير بالذكر أن المفكر والفيلسوف الفرنسي “,”روجيه جاروديه“,” في كتابه الشهير “,”الأساطير المؤسسية للسياسة الإسرائيلية“,” خصص فصلاً كاملاً لهذه الوثائق تحت عنوان “,” اللوبي الإسرائيلي ـ الصهيوني في الولايات المتحدة “,”، وضع فيه جارودي الوثائق معنونًا إياها بـ“,”نشرة تفكيك الوطن العربي“,”، موضحًا حجم المساعدات المالية الممنوحة إلى الكيان الصهيوني لدفع السياسيين الصهاينة لوضع خطط طموحة من أجل بناء “,” إسرائيل الكبرى “,”.
هذا عن “,”النشرة الصهيونية لتفكيك الوطن العربي“,” التي أشرفت عليها “,”المنظمة الصهيونية العالمية“,” في القدس المحتلة.
** “,” المشروع الصهيوأمريكي لتفتيت العالم الإسلامي لبرنارد لويس“,”
في عام 1980 وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بدأ المؤرخ الصهيوني الأمريكي (برنارد لويس) بوضع مشروع خاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية كل على حدة .
وفيه تم تحديد الدول العربية والإسلامية ( مصر والعراق وسوريا ولبنان والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. وغيرها) وخطط العمل على تفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق برنارد بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت.. وقد تم هذا تحت رعاية “,”بريجنسكي“,” مستشار الأمن القومي لرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وفي عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع “,”برنارد لويس“,”، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.
والمشروع مليء بالتفاصيل.. وما يعنينا فيه الآن هو ما يخص مصر وخطة تفكيك وحدتها وفقا لما وضعه برنارد لويس:
ناقش المشروع وضع مصر الخاص (آنذاك) بشكل تفصيلي قائلا:
- توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية في مصر العليا، نحو 8 ملايين نسمة.
وكان السادات قد أعرب في خطابه (مايو من عام 1980) عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة على غرار لبنان، أي مسيحية جديدة في مصر.
- وأوضح المشروع أنه بخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية، والدولة في حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التي خصصت لها بعد اتفاقية السلام.
- وإن استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي يجب أن يكون هدفًا أساسيًا من الدرجة الأولى، وإن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما في وسعهم كي يعودوا إلى أحضان العالم العربي، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع في سيناء إلى ما كانت عليه.
- إن مصر لا تشكل خطرًا عسكريًا استراتيجيًا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلي، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيه 1967 بطرق عديدة.
- إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هي بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين التي سوف تزداد حدتها في المستقبل، وأن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسي في الثمانينيات على جبهتها الغربية.
- إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة، على عكس ما هي عليه الآن، لن يشكل أي تهديد لإسرائيل بل ستكون ضمانًا للأمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا.
- إن دولاً مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منهما سوف لا يكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التي ستتعرض لها مصر. فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى، وإن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية في مصر العليا، إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التي تتمتع بالسيادة الإقليمية في مصر بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم، هي وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخي.
ثم عرض المشروع كيفية تقسيم مصر على النحو التالي:
1- سيناء وشرق الدلتا : تكون تحت النفوذ الصهيوني ليتحقق حلم (إسرائيل من النيل إلى الفرات).
2- الدولة النصرانية : تكون عاصمتها الإسكندرية. ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت غربًا لتضم الفيوم، وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون لربط هذه المنطقة بالإسكندرية، وقد اتسعت لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة : المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية، عاصمتها أسوان، تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
4- مصر الإسلامية : عاصمتها القاهرة، الجزء المتبقي من مصر، يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى).
والملاحظ هنا أنها نفس التقسيمة التي جاءت في الوثائق التي نشرتها (Kivunim) الصهيونية عام 1982.
ما سبق هو عرض للخطة الصهيونية لتحقيق الحلم الصهيوني القديم في إقامة ما يسمى بـ“,”دولة اسرائيل الكبرى“,” التي تُعرف بـ“,”خطة تفكيك الوطن العربي“,”.
فماذا عن:
** خطة وهدف جماعة الإخوان في تقسيم مصر وإقامة “,”دولة الخلافة الإسلامية الكبرى“,”؟
ماذا عما يحدث الآن في داخل مصر.. مصر التي يحكمها ويسيطر عليها فصيل سياسي هو “,”جماعة الإخوان المسلمين“,”؟
هذه الجماعة التي أعلنت ومنذ الأيام الأولى لسيطرتها على السلطة في مصر عن أن هدفها هو “,”إقامة دولة الخلافة الإسلامية“,”.. جاء هذا على لسان مرشدها العام محمد بديع قائلا.. “,”إ ن هدف الجماعة هو نشر الخلافة الإسلامية، وأن ذلك يجب أن يتحقق في أحد الأيام“,”.. وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان محمود غزلان “,”أن الخلافة هي حلم الإخوان الذي لن يتنازلوا عنه مهما طال بهم الزمن..“,”، وعلى لسان أيمن الظواهري، قائد تنظيم القاعدة، داعيًا المسلمين إلى “,”العمل لإقامة دولة الخلافة التي لا تعترف بالدولة القومية ولا الرابطة الوطنية ولا الحدود التي فرضها المحتلون بل لإقامة دوله خلافه راشدة..“,”، وعلى لسان صفوت حجازي الذي لم يخجل أن يعلنها واضحة متسائلا: “,”لماذا لابد أن تكون القاهرة هي عاصمة دولة الخلافة؟ ولماذا لا تكون القدس هي العاصمة؟“,”.. إلى غيرها من أحاديث وترهات جهلاء (مشايخ) دكاكين الفضائيات!
كل هذه التصريحات على لسان مرشدها وأعضائها ومتحدثيها تؤكد كيف أن الجماعة لا يعنيها التمسك بوحدة مصر، وما يعنيها هو تحقيق هدف إقامة “,”دولة الخلافة الإسلامية“,” التي ستكون مصر - أو في الحقيقة جزء من مصر - ولاية من ضمن ولايات دولة الخلافة التي ستضم مختلف البلدان الإسلامية الموجودة والمتناثرة في جميع مناطق وقارات العالم!
وليس هذا هو الخطر الوحيد، بل الأخطر أن هذه الجماعة ومنذ تقلدت شئون مصر وهي تسير بخطى تبدو كأنها تعجل بتحقيق “,”المشروع الصهيوأمريكي لبرنارد لويس“,”.. فإذا نظرنا إلى البند الخاص بجيش مصر الذي جاء ذكره في مشروع برنارد على النحو التالي: “,” وبخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية، والدولة في حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التي خصصت لها بعد اتفاقية السلام).
سوف نجد ومنذ سيطرة جماعة الإخوان على السلطة، والجيش محمل بأعباء خارج إطار مهمته الأولى والأساسية، وكأن هناك تعمد تحميله إياها لإبعاده عن مهامه الأساسية في الحفاظ على أمن مصر القومي، وتأمين حدود مصر الخارجية من أعدائها.. فالجيش الآن أصبح مسئولا عن مهمة توفير الأمن الداخلي في مصر والتي هي مهمة الشرطة في المقام الأول، وذلك بعد تخلي وزارة الداخلية عن القيام بمهامها، تحت حجج واهية لضرب “,”عدد من العصافير“,” بحجر.. وتحقيق عدد من الأهداف تستهدفها الجماعة، منها : - نشر حالة من الفوضى والاحساس بعدم الامان وبلبلة العقول بأن الثوار هم من يحدثون الفوضى وعدم الاستقرار، وبالتالي خلق حالة كراهية داخل الناس تجاه الثورة والثوار، رغم أن الأحداث أثبتت أن الجماعة هي التي تدفع بالبلطجية من ميليشياتها لخلق حالة الفوضى وإثارة الفزع وقتل معارضيها واستخدام كل وسائل القمع والترهيب وغير الأخلاقية في التصدي للمتظاهرين من شباب ونساء ورجال.. أيضا تأكيد فكرة أن رجال الشرطة أنفسهم أصبحوا غير قادرين على ضبط الأمن وبالتالي لابد من تغيير جهاز الشرطة بكادر جديد يكون قادرًا على ضبط الأمن، وبالطبع سيكون من أعضاء الجماعة، أي ما يسمى بأخونة الشرطة.. وهذا ما أدركه أخيرا رجال الشرطة أنفسهم وصرخوا عبر وسائل الإعلام رافضين إياه محذرين منه.. ونتيجة لهذا وغيره أصبح الجيش محملا بعبء تأمين الأمن الداخلي.
من ناحية أخرى، وهو الخطر الأول والأهم والمتعلق بالوضع داخل سيناء، أصبح الجيش يواجه عددًا من الخطط الشيطانية مجتمعة.. في مقدمتها مراكز التدريب الموجودة في شرق سيناء لتدريب ميليشيات الإخوان، والمجموعات الإرهابية المسماة بـ“,”الجهادية“,” المُجيشة داخل سيناء بجنودها وأسلحتها التي تأتيها من كل متربص بمصر، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني نفسه، والتي تعد خطرًا على مصر بنفس حجم الخطر الذي يمثله جيش الكيان الصهيوني عليها.. وليس هذا هو الخطر الأكبر الوحيد في سيناء، لكن هناك خطرًا كبيرًا وعظيمًا يتمثل فيما أسميه أنا “,”الصفقة“,” التي تمت ما بين أمريكا وجماعة الإخوان، والتي بمقتضاها تم فرض محمد مرسي رئيسًا لمصر وبالقوة - التي وصلت إلى التهديد - في مقابل حل مشكلة الصهاينة بتوطين الفلسطينيين في سيناء لتنتهي بهذا قضية فلسطين المحتلة وشعبها، وهي القضية التي حملتها مصر لسنوات طوال كحق عليها وواجب وليس تفضلا. وهكذا يتشتت دور جيش مصر الذي قال عنه برنارد في مشروعه التفكيكي “,”إنه القطاع الوحيد في مصر الذي يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية“,”.. وبهذا تعطي جماعة الإخوان الفرصة السريعة والمبكرة لتنفيذ خطة برنارد في تفكيك مصر بضرب القطاع “,”المقلق“,” للصهاينة والأمريكان لفاعليته وانضباطه.. أي ضرب جيش مصر!
ثم فلنسترجع أيضا ما جاء في مشروع برنارد التفكيكي والخاص بتمزيق وحدة مصر وفيه يقول: “,” إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هي بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتي سوف تزداد حدتها في المستقبل، وإن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسي في الثمانينيات على جبهتها الغربية، إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة، على عكس ما هي عليه الآن، لن تشكل أي تهديد لإسرائيل، بل ستكون ضمانا للأمن والسلام لفترة طويلة، فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى، وإن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التي تتمتع بالسيادة الإقليمية في مصر بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم هي وسيلتنا لأحداث هذا“,”.
أليس هذا ما تفعله جماعة الإخوان منذ انفرادها بالسلطة؟ أليست هناك حالة من “,”الاستقتال“,” في شق الصف الوطني، وفي إشعال الفتنة الطائفية على أرض مصر من خلال التصريحات المستفزة والمعادية لمسيحيي مصر من قِبل جهلاء الفضائيات التي وصلت إلى دعوتهم لمسيحيي مصر لمغادرتها والذهاب إلى دول أخرى “,”إذا لم يكن الحال يعجبهم“,”؟!!.. أليس في إغماض الأعين عما يحدث في النوبة المصرية – رغم الإعلان عنه وبالصور والوثائق - من تكديس للأسلحة والمطالبة بالاستقلال عن مصر ما يصب في هدف وصالح المشروع الصهيوأمريكي لبرنارد لويس؟!
والسؤال: هل وبعد ما سبق يكون افتراءً وظلمًا منا أن نقول إن ولاء جماعة الإخوان ليس لمصر أبدا بل هو لـ“,”دولة الخلافة الإسلامية“,” التي ستضم، من بين ما تضم من ولايات، جزءًا من مصر يسمى “,”ولاية مصر“,”، وتكون عاصمتها جاكرتا أو أبوجا أو كولالامبور أو كابل أو القدس أو.. أو.. أو..؟!.. وبعدها تختفي القاهرة واسم القاهرة عن الوجود.. أو يأخذه الصهاينة يطلقونه على اسم شارع من شوارع “,”دولة إسرائيل الكبرى“,” للذكرى والتاريخ والكيد والمكايدة.
أما السؤال الأخير فهو: هل هذه الجماعة (جماعة الإخوان) هي جديرة بأن تحكم مصر.. أم أنها يجب محاكمتها بتهمة اتفاق أهدافها وأهداف العدو؟!