الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى البحريني تتحدث لـ"البوابة".. جميلة سلمان: إيران اليد الخبيثة التي تستهدف أمن المنطقة.. وأفتخر أنني خريجة جامعة القاهرة.. وترافعت أمام أكبر القضاة المصريين

جميلة سلمان عضو مجلس
جميلة سلمان عضو مجلس الشورى البحرينى مع محررة البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد 12 عامًا من ممارسة «المحاماة» أصبحت أصغر نقيب عربي
المرأة أحيانًا تكون عدوة نفسها.. وأمي لها الفضل في تعليمي
الإمارات والسعودية أفشلتا المخطط الإيراني
وطهران مولت ودربت الإرهابيين 
جميلة سلمان، عضو مجلس الشورى البحرينى والنائب الثانى لرئيس المجلس، وأول وأصغر امرأة تتولى منصب نقيب للمحامين فى الوطن العربى. تحدثت عضو مجلس الشورى البحرينى لـ «البوابة»، عن دور المرأة فى تنمية وتطوير الأسرة والمجتمع ومواجهة التطرف، وأشارت إلى محاولات إيران الحثيثة للتدخل فى شئون بلادها من خلال استغلال بعض أبناء البحرين الشيعة. 
■ ما أهم العقبات التى واجهتك كامرأة حتى وصلت لمنصبى نقيب المحامين والنائب الثانى بمجلس الشورى البحريني؟
- الرجل البحرينى رجل متفتح بقدر كبير ويقدر إنجازات المرأة البحرينية، التى أصبحت شريكا حقيقيا فى التنمية والنهضة التى شهدتها مملكة البحرين، بداية من الأسرة، والتحديات التى تواجهها المرأة البحرينية من المؤكد أقل ولا تقارن بما تواجهه المرأة بالمجتمعات العربية الأخرى، فأنا مع بداية عملى بالمحاماة وجدت تقبلا كبيرا من المجتمع البحرينى وبمجرد انتهائى من فترة التدريب أقمت مكتبا خاصا بى وحققت نجاحات بقضايا أغلبها موكلينى من الرجال، وهذا تحد كبير ويوم بعد يوم حققت شهرة كبيرة وثقة كبيرة، بسبب عدة عوامل الثقة والدقة والصدق والإخلاص بالعمل، إضافة إلى قدرات لا تقل عن الرجل، ومن الطبيعى مواجهة صعوبات وتحديات فى المهنة استطعت التغلب عليها، وبعد أقل من ١٢ عاما من ممارسة المهنة انتخبت ونجحت أن أكون أول وأصغر نقيب للمحامين بالوطن العربى عام ٢٠٠٧، فقد كنت عضوا نشطا ووجدت تشجيعا كبيرا من زملائى الرجال فقد كانوا نعم الداعمين لي، إضافة إلى الدعم الكبير الذى حصلت عليه من زوجى وعائلتي، وكان لأَمى الفضل الكبير فى دراستى القانون، لذا أكن لها ولكل أم عظيمة الفضل فى رقى وتقدم الأسرة والأمة العربية، بعد ذلك تم تعيينى بمجلس الشورى بعد ثقة حظيت بها من جلالة الملك وأصبحت عضوا بمجلس الشورى ثم انتخبت لمنصب النائب الثانى لمجلس الشورى البحرينى فى الفصل التشريعى الحإلى.
■ حدثينا عن تجربتك كامرأة عربية بمجلس الشورى، ونسبة مشاركة المرأة بالمجلس؟
- تجربة رائعة أضافت لى الكثير فلقد سن المجلس الكثير من التشريعات سواء المتعلقة بجميع مجالات الحياة إضافة لما نسعى له من إصدار قوانين تحفظ حقوق المرأة والطفل بالبحرين، وبالفعل حققنا وما زلنا نسعى لتطوير المنظومة التشريعية ويرجع الفضل لحالة الانسجام الكبيرة بين مجلس الشورى المعين والتعاون المثمر بينه وبين مجلس النواب المنتخب والحكومة أيضا، وما يتفق عليه من تشريعات بين مجلس الشورى ومجلس النواب يعرض على الملك للتصديق عليه ومن ثم دخوله حيّز التنفيذ.
المرأة البحرينية حصلت على حقها بشكل كبير سواء بالمشاركة فى الانتخابات كناخبة أو مرشحة ووصلت نسبة النساء إلى ٢٥٪‏ بمجلس الشورى بمعدل ٩ نساء مقابل ٣١ رجلا، وهى تعد النسبة العالمية المطلوبة لمشاركة النساء.
■ حدثينا عن تجربة دراستك فى البحرين والعراق ومصر؟
- كنت من المتفوقات بالمدرسة، وكانت ميولى الدراسات الاجتماعية، فتمنيت أن أحصل على منحة أو بعثة دراسية لدراسة علم الاجتماع بالخارج ولكن لم يكن هذا التخصص مطروحا فى جدول البعثات وشعرت بكثير من الإحباط، والدتى كانت ترافقنى وقت التسجيل وقالت لى إدرسى القانون فى بغداد وهى عبارة ما زالت عالقة بذهني، رغم أن الظروف السياسية كانت صعبة فى عام ١٩٨٨، والحرب العراقية الإيرانية كانت مشتعلة وكنت مترددة بسبب أوضاع الحرب فقالت لى والدتى سجلى الآن وغدا تتغير الأمور، وتم قبولى بجامعة بغداد ووقفت الحرب الإيرانية، والتحقت بجامعة بغداد ودرست القانون وقد كانت الظروف صعبة بعد الحرب وتخطينا العديد من التحديات وستبقى بغداد من أجمل العواصم التى ألفتها، وبعد عامين من الدراسة اشتعلت حرب الخليج، وهنا اتجهت إلى القاهرة الحبيبة لقلبى لاستكمال دراستى بجامعة القاهرة وأفتخر أنى خريجة جامعة القاهرة العريقة، خاصة أن القانون البحرينى مشابه للقانون المصرى وتكاد أن تكون المواد والتشريعات واحدة وشرفت أيضا أن ترافعت أمام خيرة القضاة المصريين بالمحاكم البحرينية فقد كان عدد كبير من قضاء البحرين من مصر لذا أفخر أننى تتلمذت وترافعت أمام أفضل أساتذة القانون ومن بينهم فتحى سرور والعديد من كبار القانون بمصر.
■ ما التحديات التى مازالت تواجه المرأة العربية؟ 
- المرأة المقهورة موجودة بكل المجتمعات العربية وما زالت العديدات يعانين من الاضطهاد أسريا ومجتمعيا، لكن الحقيقة أن الرجل ليس عدوا للمرأة الوحيد بل إن المرأة أيضا قد تكون عدوة نفسها.
لكن المرأة البحرينية استطاعت أن تكتسب العديد من حقوقها، منذ القدم وتعلمت وحققت نجاحا وتعليما كبيرا، المرأة الخليجية انطلقت من البحرين وكانت دوما البحرينية امرأة مناضلة، وكانت أولي مؤسسات المجتمع المدنى النسائية بالبحرين، وعندما بدأ المشروع الإصلاحى لجلالة للملك لاقت المرأة البحرينية المزيد من الاهتمام والرعاية وكانت أولويات الملك تمكين المرأة، بل وبدأ المشروع الإصلاحى بإقرار ميثاق العمل الوطنى الذى شاركت المرأة البحرينية فى إعداده وأعطى الحق للمرأة أن تكون ناخبة ومترشحة ومن هنا دخلت المرأة المعترك السياسى واستطاعت الوصول إلى المجلس التشريعى بالآنتخاب وكانت «لطيفة القعود» أول مرأة بحرينية تصل للمجلس التشريعى بالانتخاب وتم تعيين أول مرأة وزيرة للصحة الدكتورة «ندى حفاظ»، وبعدها توالت مشاركة المرأة وصار هناك قاضيات ووكيلات نيابات حتى اعتلت منصب قاض بالمحكمة الدستورية.
■ هناك حديث عن تدخل إيرانى فى الشئون البحرينية؟ 
- البحرين من أول الدول المستهدفة من قبل إيران، التى تعد اليد الخبيثة التى تستهدف أمن المنطقة، المجتمع البحرينى خليط من الأديان والطوائف والمذاهب، الشيعى والسني، اليهودى والمسيحى والهندوسي، الكل يعيش فى انسجام وتسامح ولكن المطامع الإيرانية فى البحرين حاولت اختراق ذلك النسيج منذ عام ١٩٧٠، عندما حدث استفتاء على عروبة البحرين ورفض الشعب البحرينى التبعية لإيران ولكن الأطماع ما زالت مستمرة حتى الآن واستغلت إيران بعض الشيعة لتحقيق أجنداتها، والثورة الإيرانية قائمة على الأطماع وحلم الإمبراطورية الفارسية ما زال يراودها ليس حبا فى الشيعة العرب بل تستغلهم لتحقيق سياستها التوسعية وزعامتها إيهاما منها بأنها الحامى لهذا المذهب، مع زرع نظرية المظلومية فى أنفسهم لاستغلالهم، واستطاعت إيران بالفعل استقطاب عدد من الشيعة بالبحرين وطوعتهم لتحقيق أطماعها فى دول الخليج لموقعها الاستراتيجى؛ لأنها إن استطاعت تحقيق أجندتها بالبحرين استطاعت أن تصل لباقى دول الخليج، ولكن حكمة القيادة ووعى الشعب ودعم دول مجلس التعاون خاصة الإمارات والسعودية أفشلت المخطط الإيراني، وعانت البحرين الكثير من إيران وما زالت.
■ هل استغلت إيران ثورات الربيع العربي؟
- للأسف استغلت إيران موجة بما يسمى ثورات الربيع العربي، التى استهدفت أمن المنطقة، نعم ظهرت التدخلات الإيرانية بشكل وقح وكشفت بدون استحياء عن وجهها القبيح واستقطبت بعض الشيعة بالبحرين لتنفيذ أجندتها وتصريحاتها كانت لا تقبل الشك فى استهداف أمن البحرين، وأكدت التحقيقات الموثقة والقانونية تورط إيران فى عدة عمليات إرهابية بالبحرين وأنها مولت ودربت الإرهابيين ومدتهم بالأسلحة لاستهداف أمنها واستقرارها بالتنسيق مع دول أخرى بالمنطقة موالية لإيران وبعض الأشخاص من العراق وحزب الله من خلال تقديم الدعم المعنوى والمادى.
البحرين واجهت وما زالت تواجه استهدافا من المنظمات الحقوقية الخارجية التى لها أهداف مشبوهة من دول ومنظمات وعلى رأسها إيران، إن إيران لا تحتاج أطرافا خارجية لتنفيذ أجندتها الداخلية بالبحرين بشكل مباشر لأن هناك بعض من يتبعون الفكر الإيرانى المتمثل فى ولاية الفقيه من المواطنين البحرينيين وينفذون ما تخططه إيران وينطبق عليهم من خانوا وطنهم وارتكبوا الجرائم العظمى، خاصة أن الإرهاب لا يفكر بمذهب ولا دين ولا ملة وأضراره جسيمة فالأرواح التى أزهقت على يد الإرهاب تفوق بكثير ما أزهقت فى الحروب.
■ هل هناك تنسيق بين مصر والبحرين لمواجهة بؤر الإرهاب؟
مصر والبحرين واجهتا وما زالتا تواجهان ضغوطات كبيرة والمخططات التى تعرضتا لها تؤكد ذلك، ولكن بفضل الله والتفاف الشعبين حول قيادتهما الرشيدة استطاعتا إفشال تلك المخططات، وما يؤكد ذلك ما يحدث بالعراق وسوريا وليبيا واليمن.
والسعودية كانت من أكثر الدول أيضا التى تعرضت للإرهاب وما زالت تواجه الإرهاب ونجحت نجاحا كبيرا فى محاربته، ونتمنى أن تكون هناك شراكة وتضافر كل الجهود والدول لمحاربة الإرهاب.
■ ما دور الأسرة فى مواجهة الفكر المتطرف؟
- الحكومات لن تتمكن بمفردها من مواجهة التطرّف والإرهاب، على عاتق الأسرة والمجتمع الكثير وأيضا هناك دور لرجال المجتمع المدنى وكل القطاعات الحكومية والمنابر الدينية والثقافية وكل هذه القطاعات عليها محاربة الإرهاب الذى صار آفة خطيرة لا بد من اجتثاثها وتحصين المجتمع منها، خاصة أن الجماعات المتطرفة والإرهابية استطاعت اختراق الشباب وجذبهم، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعى دورا خطيرا فى تأجيج ذلك واختراق الشباب العربى بشكل خاص وشباب كل دول العالم بشكل عام، مثل داعش والجماعات التكفيرية والمتطرفة والمتعصبة التى لم تقتصر على مجتمعاتنا العربية فقط.
■ البعض يربط الإسلام بالإرهاب كيف ندافع عن الإسلام؟
- الإرهاب بعيد تماما عن الإسلام وليس كل متطرف من أصول إسلامية، هناك تيارات متطرفة من أصول غربية، والزج بالإسلام فى الوقائع الإرهابية غير مقبول، الإرهاب ليس له دين أو دولة أو عقيدة، ولا يمكن ربطه بدين أو فكر معين وعلى المجتمعات الإسلامية مواجهة ذلك بالخطاب الدينى الذى يحث على الحب والسلام والرحمة والتسامح والعمل والإخلاص والإيمان واحترام وتقبل الآخر والبعد عن التعصب والتطرف.
■ رسالة توجهينها من مصر إلى العالم؟
- أتمنى أن يعم السلام جميع أرجاء الدول العربية ودول العالم وأن ينعم علينا الله بنعمة الأمن والاستقرار.