الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خطايا شياطين الإنس.. آباء اغتصبوا بناتهم وفضوا غشاء بكارتهن.. 10 حالات معلنة خلال عدة شهور.. وعشرات الحالات متوارية خوفًا من الفضيحة.. نفسيون: مرض.. واجتماعيون: "الأبتريل والترامادول" كلمة السر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفضيحة مدوية، اعتداء جنسي من داخل الأسرة، آباء تجردوا من الرحمة، طلقوا أبوتهم، مالوا إلى شهواتهم واغتصبوا بناتهن عنوة أكثر من حالات معلنة خلال عدة أشهر، وعشرات الحالات الأخرى المتوارية خلف الأربعة جدران خوفًا من الفضيحة، ماذا يحدث؟ يحدث كارثة في غياب إحساس، في غياب عقيدة. 
لم تدرك فاطمة تلك البنت الصغيرة في محافظة دمياط، أن حياتها ستتحول إلى جحيم بسبب والدها كان لديها حلم تريد تحقيقه ولكن صدمها الواقع على صخرة اللارحمة واللإنسانية التي اتسم به أبوها الذي اغتصبها عدة مرات، بحسب قولها.
وفي محافظة الإسماعيلية، أقدم الأب على معاشرة ابنته التي تبلغ من العمر 17 عاما، بعد أن استغل غياب زوجته طيلة النهار لانشغالها بالعمل باليومية فى الأراضي الزراعية حيث هددها بالذبح.
المؤسف في الأمر أن المشهد تكرر خلال الأعوام الأخيرة بصورة ملفتة للنظر، فهناك العديد من الحالات التي ظهرت بها تلك المعالم فنجد على سبيل المثال لا الحصر قصة بشعة تتعلق بوالد من محافظة الشرقية اغتصب بناته الثلاث بل والأكثر بشاعة أنه أنجب منهن جميعًا، وأمام زوجته بحجة أنها لا تنجب أولادًا بل وقال الرجل خلال التحقيقات "مراتي ما عرفتش تجبهولي.. بناتي جبهولي".
وفي الإسكندرية استسلمت الأم لرغبة طليقها وأعطته حضانة بناتها إلا أنه بسبب إدمانه المخدرات وأقراص الترامادول اعتاد على معاشرة ابنته الكبرى الطالبة من حين لآخر تحت تهديد السلاح.
وفي محافظة دمياط تقدمت طالبة بكلية الحقوق ببلاغ ضد والداها تتهمه بمعاشرتها جنسيا حتى حملت منه سفاحا فى الشهر الثامن اعتاد على اغتصاب ابنته، بعد أن اعتادت زوجته ترك المنزل باستمرار غضبًا من سوء سلوكياته، فتركت ابنتها فريسة لهذا الأب الذى فقد أدنى مفاهيم الإنسانية.
وفي البدرشين أقدم مسجل خطر على اغتصاب نجلته الصغيرة وعمرها 8 سنوات داخل منزله بمنطقة البدرشين، وهو الأمر الذي نما إلى علم أخيه فأبلغ عنه الشرطة التي توجهت إليه وألقت القبض عليه على الفور، وهو ما تكرر مع أب بمحافظة الشرقية، والذي أبلغ عنه ابنه باغتصاب شقيقته يفيد البلاغ من "ح.م.ف" 20 عاما، يتهم والده "محمد.ف.ع" 45 عامًا، عامل، بالتعدى جنسيًا على ابنته "إ" 16 سنة طالبة وغير تلك الحالات، حالات أخرى كثيرة. 
الواقع أنه لا توجد دراسات أو إحصائيات دقيقة عن النسب نتيجة التكتم في الأمر والخوف من الفضيحة، ولكن هناك دراسة سابقة حول واقع الاعتداء الجنسي على الأطفال أشارت إلى أنه يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة. 

هنا يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: إن أغلب الحالات التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة جاء سببها تعاطي الأب المخدرات وهي التي تلغي لديه الشعور نهائيا بما يقوم به خاصة عقار الأبتريل الذي يعد الأول من نوعه في قوة التأثير على السلوك، ويأتي بعده الترامادول في المرحلة الثانية.
وأضاف أن هناك أبعادا نفسية أخرى تتعلق بالأمر مثل المشاكل النفسية الناتجة عن الظروف الاجتماعية، والتي تنشأ بين الزوج وزوجته فيطردها الزوج خارج المنزل وتعود له حينما يقرر ذلك، لافتا إلى أنه إذا ادعت البنت اغتصابها من والدها فإن أول من يدافع عن الزوج هنا هي زوجته، وخوفا من التعرض للفضيحة إذا ما تحدثت البنت.
وأشار إلى أنه لا يعد هناك ظاهرة فهي حوادث فردية، ولكنها تزايدت مؤخرا لانتشار المخدرات، علاوة على تزايد حديث وسائل الإعلام عنها ولكنها حالات موجودة منذ فترة كبيرة.
واستنكر فرويز قصور المحاكمات وعدم إنجازها وهو الأمر الذي يعرقل إجراءات سير العدالة على المتهمين في تلك القضايا، مطالبًا بضرورة إنجاز محاكمات القضاء لكي يكون هناك قصاص عاجل ورادع لهؤلاء، لمنع تكرار مثل تلك الحوادث، والحدث لا يعتبر منتشرا لكنه موجود وزاد الآن لزيادة السكان بصورة فجة، وارتفاع بيزنس المخدرات، وانتشار وسائل الإعلام، والآن مع المواقع الإخبارية يبين أنها زادت.
ولفت إلى وجود آثار سلبية على الصعيد النفسي يحدث للضحايا فقد يعانون من آثار نفسية مدمرة أو اضطرابات نفسيه، وقد يتحول الأمر إلى إصابتهم بأمراض عقلية فيما بعد.
وأوضح الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن هناك أبعادا اجتماعية وراء أي حادثة تقع داخل المجتمع، لافتا إلى أن الدراسات تشير إلى أن وقوع حوادث اغتصاب الآباء لبناتهم أمر يقع بكثرة داخل المناطق العشوائية التي تفتقر إلى التعليم، ويرتفع بها معدلات الفقر.
ولفت هاني إلى أن أي أب يقوم بذلك هو مريض نفسي، ولديه نفس دنيئة، ولديه كبت جنسي يخرجه في بنته، في الوقت الذي من المفترض أن يحميها فيغتصبها، لافتا إلى أنه وفي المعتاد الفتاة تخاف الحديث عما تعرضت له من جريمة جنسية إما خوفًا من التعرض للاعتداء الجسدي عليها من والدها أو خوفًا من التعرض للفضيحة.
وأشار إلى أن مرتكب تلك الجريمة إنسان فقد الأهلية والتصرف فأصبح يقترب من تلك الأمور، وهو يعاني كذلك من تدني مستوى الثقافة الدينية والنفسية، فيفكر مثل الحيوان بالضبط، ويخالف قواعد الله، مؤكدا أن زيادة الجهل والفقر وغياب التثقيف الديني وغياب القيم هي أبرز الأسباب.
وأوضح، أنه تكمن خطورتها في بقاء أثرها حتى البلوغ إذ يظل يذكرها ذلك الطفل المعتدى عليه جنسيًا فتسيطر عليه مشاعر الكآبة والمحرجة التي يتعرض لها في صغره، وحاله أهون بقليل ممن لو كان المعتدى عليها جنسيا (طفلة) لأن ذلك يؤثر مستقبلا وبدرجة أكبر في اتجاهها نحو الزواج والحمل وفكرة الارتباط بالرجل، وربما أثر ذلك حتى على مدى إقبالها على الحياة.
وفي دراسة أعدتها الدكتورة عزة كريم، مستشار علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، وصفت الظاهرة بـالخطر، الدراسة حملت عنوان "سلوك الوالدين الإيذائى والحماية القانونية للطفل"، ذكرت عن تلك الظاهرة أن الاعتداء الجنسي، يقصد به الاتصال الجنسي بين أحد الآباء والأبناء أو تسهيل هذا الاتصال بين الطفل وآخرين بما يلحق به الضرر الجسماني والنفسي، وقالت الدراسة، رغم أن هذا النوع من الإيذاء غير محدد إحصائيًا نظرًا لتنافيه مع القيم الأخلاقية والدينية، لهذا فهو يتم فى الخفاء ونادرًا ما يبلغ عنه أو يعترف به، وأشارت الدراسة إلى أن هذا الشكل من الإيذاء يوجد داخل المجتمع المصري بكثرة، ولخطورة هذا النوع من الإيذاء فقد حرمه القانون واعتبره جريمة هتك عرض الطفل وذلك فى المادة 269 عقوبات، ونظراَ لضعف الطفل بدنيًا ونفسيًا بما يصعب عليه مقاومة الاعتداء من ناحية، كما أنه قد يسهل التأثير عليه ويخضع لعوامل الإغراء من ناحية أخرى، كما أنه غالبًا ما ينصاع للكبار وخاصة إذا ما كانوا من أفراد أسرته، لذلك شدد القانون العقوبة إذا ما كان هذا الفعل ناتجًا من أحد أصول الطفل، فذهبت المادة 268 من قانون العقوبات على معاقبة هتك عرض إنسان بالأشغال الشاقة من ثلاث إلى سبع سنوات، وتفيد الدراسة أنه رغم هذه الأحكام المشددة للعقوبة إلا أنه كثيرًا ما تحدث مثل هذه الاعتداءات الخطيرة داخل الأسرة سواء كان هذا الاعتداء عن طريق أحد الوالدين أو تسهيل إجرائه من خلالهما.