الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

دبلوماسيون: وثيقة حماس مؤامرة إخوانية جديدة.. أبو زيد: تهدف لإخراج أبومازن ومنظمة التحرير من عملية السلام.. أبو شنب: مناورة تكتيكية وقفز على الشرعية

 خالد مشعل
خالد مشعل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قلل عدد من الدبلوماسيين من أهمية الوثيقة التي أعلنها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الليلة الماضية، مؤكدين أنها لا تخرج عن كونها مؤامرة إخوانية جديدة، مؤكدين أن الوثيقة لا تتحدث عن تبرؤ حماس من جماعة الإخوان، ولكنها تمثل قفزا على الشرعية الفلسطينية.
وقال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن ما يسمى بوثيقة حماس هو مؤامرة إخوانية، واصفا إياها بأنها أداة للعبة كبيرة أطرافها بريطانيا وتركيا وقطر فهي أوركسترا إخواني.
وأضاف أن الغرض منها هو إخراج الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ومنظمة التحرير الفلسطينية من عملية السلام.
وقال إن بريطانيا قامت بنشاط كبير لتمرير المؤامرة، مشيرا إلى أنه يجري تسيير خطوط حديدية من ميناء أشدود إلى معبر ايرتز، منوها بأهمية لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن المقرر في 3 مايو، مضيفا أن ترامب سيقوم بزيارة إلى المنطقة خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وأوضح السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أسباب إعلان حركة حماس عن هذه الوثيقة، مشيرا إلى أنه تم ممارسة ضغوط على حماس من أجل المشاركة فى التسوية مع إسرائيل.
وقال هريدي: إن حماس بدأت تستجيب للمتغيرات التى وقعت على الساحة الإقليمية والدولية، والتى تشير بتسوية ما ستأتي لاحقا بشأن القضية الفلسطينية، وعليها تريد الحركة عدم الظهور كمعارض للتسوية، بل مساعدا لها.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن وقوع تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، يسهم فى تفعيل اتفاق الوحدة الوطنية، وربما ينجم عنه دخول حركة حماس فى منظمة التحرير الفلسطينية وتكوين كتلة واحدة.
ونوه بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى أمريكا غدا، مشيرا إلى أنها تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فيما شككت منظمة التحرير الفلسطينية "فتح"، في صدق مضمون وهدف وثيقة حماس، حيث أكد السفير حازم أبو شنب، القيادي بحركة فتح، أن إعلان حركة حماس انفصالها عن الإخوان ليس صحيحًا، وأن الواقع يقول غير ما أعلن عنه".
وحذر "أبو شنب" من وثيقة حماس، مؤكدًا أنها مناورات تكتيكية لإبقاء حماس في غزة، مشيرًا إلى تخوفهم من اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف "أبو شنب" "مما لا شك فيه أن حركة حماس هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين، ولا يمكن أن تنفصل عنها"، موضحًا أن هناك مفاوضات تجرى الآن بين جماعة الإخوان وإسرائيل، لتوسيع معبر إيرس، شمال قطاع غزة.
وانتقد أبو شنب فكرة أن تقدم حماس نفسها للعالم كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس أبومازن، وليس شريكا معها.
وشدد على أن الوثيقة لا تتحدث عن تبرؤ حماس من جماعة الإخوان، ولكنها تمثل قفز على الشرعية الفلسطينية.
وكانت حركة حماس قد أعلنت الليلة الماضية عن فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، ونشرت وثيقة سياسية من 42 بندا لإعادة التعريف بنفسها.
وجاء في مقدمة الوثيقة إعادة تعريف الحركة لنفسها على أنها حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية بمرجعية إسلامية، وهدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، بشكل اختلف عن ميثاق حماس الصادر عام 1988 عندما تم الإعلان عن انطلاق الحركة، حيث قيل بوضوح آنذاك أن الحركة جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين.
وسلطت الوثيقة الضوء على عدد من الأهداف التي وضعتها حماس وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو 1967 مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، وهو ما أكدته في البند العشرين من الوثيقة الذي قالت فيه:«لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال. وترفض حماس أي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريرًا كاملًا، من نهرها إلى بحرها، ومع ذلك- وبما لا يعني إطلاقًا الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية»
في الوقت ذاته، أكدت الحركة على عدم الاعترافَ بشرعية إسرائيل وإن كل ما طرأ على أرض فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق باطل، وجاء في وثيقة حماس بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية تضمن مشاركة جميع مكونات وقوى الشعب الفلسطيني وبما يحافظ على الحقوق الفلسطينية.
كما أكدت أن الصراع مع المشروع الإسرائيلي ليس صراعًا مع اليهود بسبب ديانتهم؛ مشيرة أن الحركة لا تخوض صراعًا ضد اليهود لكونهم يهودًا، وإنَّما تخوض صراعًا ضد المحتلين المعتدين، مشيرا إلى أن دور السلطة الفلسطينية يجب أن يكون في خدمة الشعب الفلسطيني وحماية أمنه وحقوقه ومشروعه الوطني، مشددة على ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وعدم ارتهانه لجهات خارجية، وتؤكد في الوقت ذاته على مسئولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
وفي السياق، قالت الوثيقة: إن حماس تؤمن بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض التدخل في الشئون الداخلية للدول، كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها، وأضافت أن حماس تتبنى سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية وتسعى إلى بناء علاقات متوازنة "يكون معيارها الجمعَ بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني، وبين مصلحةِ الأمة ونهضتها وأمنها.