الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

6 سنوات على تصفية زعيم القاعدة.. قاتل بن لادن يروي تفاصيل عملية الاغتيال.. الجندي الأمريكي: كنت متحمسًا للحظة دخول منزله بعد عقد كامل من البحث عنه.. رصاصة واحدة شطرت رأسه نصفين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الذكرى السادسة لمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، منذ أن نفذت قوات الجيش الأمريكية عملية قتله في أبوت أباد في باكستان في مايو 2011، بخطة وضعتها وكالة الاستخبارات الأمريكية للتخلص من رأس تنظيم القاعدة.
ولم تكن هذه اول تغطية لوسائل الإعلام لموت أسامة بن لادن، والتى كانت ثالث أكبر قصة إخبارية في العالم في القرن الحادي والعشرين.
فبعد أقل من أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أن القوات الأمريكية قتلت زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، فإن قصة بن لادن ورد ذكرها أكثر من 84 مليون مرة في وسائل الإعلام العالمية المطبوعة والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.

أسامة بن لادن (10 مارس 1957 – قتل 2 مايو 2011) نجل الملياردير محمد بن عوض بن لادن، وترتيبه بين إخوانه وأخواته الـ17 من أصل 52 أخا وأختا. 
درس بن لادن في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن. والتى تقدر ثروة عائلته بقرابة السبعة مليارات دولار، فمكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان.
وهو مواطن سعودي من أصل حضرمي، وهو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وهو تنظيم سلفي جهادى مسلح أنشئ في أفغانستان سنة 1988.
شارك بن لادن من خلال تنظيم القاعدة في حروب ضد أعتى قوتين في العالم وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في كل من أفغانستان والعراق. 

وأعلن بن لادن بالاشتراك مع أيمن الظواهري خلال العام 1998م الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبين والتي نجم عنها لاحقًا ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب أو الحملة الصليبية العاشرة.
وبعد وفاة والده، كان أسامة في الحادية عشرة من عمره وبلغ نصيبه من التركة ما يعادل 300 مليون دولار، استثمرها في المقاولات وفي غيره. على أن ثروته وعلاقاته مكنته من تحقيق عمل آخر، وهو دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفياتى لأفغانستان.
وفى سنة 1984م أسّس بن لادن منظّمة دعويّة وأسماها "مركز الخدمات" وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق" لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان، وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد.
وبعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان ومع بداية الغزو العراقي للكويت عام 1990م خرج بن لادن من السعودية مهاجرا إلى السودان. وهناك أسس تجارة فاشلة أيضا ومركزًا جديدًا للعمليات العسكرية في السودان.
وتحت ضغوط دولية غادر بن لادن السودان في العام 1996م متوجّهًا إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان، التي كانت تسيطر على الأوضاع هناك. وهناك بان وجهه الحقيقي إذ أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى سنة 1998م تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأصدر الاثنان بيانًا يدعو إلى: قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام.
وقامت القاعدة- في إطار حربها على اليهود والصليبين- بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وتفجيرات مدريد 2004، ولذلك تعتبر هدفًا رئيسيًا للحرب الأمريكية على الإرهاب.
وبعد سنين من تواريه عن الأنظار وبالتحديد في فجر يوم الإثنين 2 مايو عام 2011 تمكنت قوة أمريكية من مباغتة بن لادن بينما في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلًا برصاصة في الرأس ثم ألقت بجثته سرًا في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.


ولأول مرة يكشف روبرت أونيل، الجندي بالقوات الأمريكية، الذي قتل بن لادن، تفاصيل تلك اللحظة التي ضرب فيها زعيم التنظيم بطلقة في الرأس، حسب ما ذكر موقع «ديلي ميل» البريطاني.
وصف روبرت عملية قتل بن لادن بأنها تمت "بطلقة واحدة شطرت وجهه نصفين وقتلته"، بتلك العبارة لخص مشهد تصفية زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
ففي كتاب صدر قبل أيام قليلة، يحمل عنوان " The operator"، روى الجندي السابق في القوات البحرية الأميركية، روبرت أونيل (41 عامًا) اللحظات الأخيرة لبن لادن، في ذلك المبنى المكون من 3 طوابق، حيث كان يختبئ زعيم القاعدة مع زوجاته الأربع وأبنائه الـ17.
وعن تفاصيل تلك المهمة، يقول أونيل: إن الفرقة الأميركية الخاصة دخلت المبنى، لتفاجأ بـ"خالد" ابن بن لادن، الذي اختبأ في الحال، فما كان من أحدهم إلا أن ناداه باللغة العربية قائلًا "خالد تعال"، وما أن أطل برأسه حتى قتلوه.
ويتابع: "أرداه أحد عناصرنا في الحال، دخلت الرصاصة في ذقنه وخرجت من مؤخرة رأسه، فسقط أرضًا".
بعدها يقول أونيل: "صعد الفريق إلى الطابق الثالث، واقتحم غرفة نوم بن لادن، وهنا كانت المفاجأة".
إذ وجد هذا الجندي الأميركي نفسه وجًها لوجه أمام بن لادن الذي كان في الغرفة المظلمة مع أصغر زوجاته، ومن فوق كتف المرأة، أطلق أونيل رصاصته نحو رأس زعيم تنظيم القاعدة "ليشطره"، بحسب تعبيره. وألحقها برصاصة أخرى نحو رأسه أيضًا للتأكد من موته.
وعن تلك اللحظات يؤكد الجندي السابق في القوات الأمريكية، أنه لم يستوعب أنه في لحظة تاريخية، لحظة القبض على بن لادن بعد طول متابعة.
في ذلك الكتاب يرصد «أونيل» تفاصيل اللية التاريخية، التي هاجمت فيها القوات الأمريكية منزل زعيم القاعدة في التجمع السكني ذي الإجراءات الأمنية المشددة، في أبوت أباد.
ويقول أونيل في كتابه إنه «عندما وردت إليهم إشارات تؤكد على وجود بن دلان داخل منزله، كان يستعد لتذوق تلك اللحظة، فقد باتت نهاية زعيم القاعدة مؤكدة خلال تلك الليلة».
وأوضح أن القوات الأمريكية عندما كانت تستعد لدخول المجمع السكني، تمكنوا من اقتحام بوابة حديدية، ولكنهم فوجئوا بوجود حائط وراءها، وحينها أُحبطوا لفشلهم في الدخول، وعندها قال أونيل: «لا هذا جيد، هذا باب زائف، وذلك يعني أنه بالداخل».
وقال «أونيل» إنه كان متحمسًا لتلك اللحظة، التي دخل فيها منزل بن لادن، بعد عقد كامل من محاولات للبحث عنه وتصفيته، ورغم علمه بأنه قد يُقتل خلال تلك العملية إلا أنه كان يعلم أنها لحظة تاريخية عليه تذوقها، حسب وصفه.

ويتابع «أونيل» سرد التفاصيل موضحًا أن «القوات الأمريكية اقتحمت منزل بن لادن، ومرت بغرف مليئة بالنساء والأطفال، ثم صعدت سلالم داخل المنزل بعد اختراق باب آخر.
وكان أحد محللي الاستخبارات الأمريكية أخبرهم بأن عليهم أن يتوقعوا وجود خالد بن لادن، وهو ابن زعيم القاعدة، في المنزل مسلحًا ومستعدًا لتلك اللحظة، فهو آخر خط دفاع لزعيم القاعدة، وإذا تمكنوا من العثور على خالد بن لادن، فإنهم سيجدون والده في الطابق التالي.
وبعدها تحركت العناصر الأمريكية لأعلى للبحث في الغرف الأخرى، ووجدوا سيدتين على السلالم فألقى أحدهم بنفسه عليهما معتقدًا أنهما مفخختين، وبذلك سيقلل من إصابة وقتل العناصر الأخرى، التي جاءت لتنفيذ المهمة.
ويقول «أونيل» في مذكراته إنه دخل غرفة أخرى فرأى بن لادن: «أطول وأنحف مما توقعت، وكانت لحيته أقصر وشعره أكثر شيبًا، وكان يحتمي بامرأة، وهي أصغر زوجاته.
ويقول «أونيل» إنه لم يتردد، وصوب سلاحه أعلى كتفها، وضرب بن لادن في رأسه مرتين، فانقسمت رأسه وسقط على الأرض.