الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الكرما" تتخلص من العفاريت.. صحفيو "البوابة نيوز" يصطحبون معالج روحاني لطرد الجن من القرية.. والملح والزهرة "كلمة السر".. والأهالي يؤكدون: "ما بقناش نشوفهم بعد ما روعونا وحرقوا منازلنا"

المعالج مع اسرة المنزل
المعالج مع اسرة المنزل المحترق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت قرية ميت الكرما التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية خلال الآونة الأخيرة عدة حرائق متتالية داخل أحد منازل القرية، وسط اتهامات أسرة المنازل لـ"الجن" بأنه وراء تلك الحرائق، وقام الأهالى بتنظيم عدة وقفات احتجاجية آخرها قطع شريط السكك الحديدية مما أدى إلى تدخل قوات الأمن والقاء القبض على 19 من أهالى القرية وإخلاء سبيلهم بكفالة مالية.
البوابة نيوز انتقلت إلى القرية مصطحبة أحد المعالجين الروحانيين الذي أكد أن المنطقة بأكلمها يقطنها الجن وهناك صراع فيما بينهم على المنازل، وقدرته على حرق الجان وطردة من المنزل وعدم تكرار الحرائق مرة أخرى ليجري المعالج الروحاني عدة أمور أمامنا نرويها بالتفاصيل.

ميت الكرما:
تقع قرية ميت الكرما بجنوب مدينة طلخا ويبغ عد سكانها 28 ألف نسمة وتتميز بأنها قرية ذات طراز إيطالي نظرا لهجرة أبناء تلك القرية الى أوربا واحتراف بعضهم الهجرة غير الشرعية مما كان لهم نصيب كبير بأن يقطنوا مدن ايطاليا، فضلا عن شهرة تلك القرية بكثرة جزاريها لعملهم بمجال تربية وبيع لحوم الماشية.
وعندما تطأ قدمك القرية تجد مئات من المواطنين يقفون أمام منزل عبدالله ابراهيم سيد أحمد المنسي، عامل، 42 سنة، بعد تكرار اشتعال النيران بالمنزل، وإضطرار تلك الأسرة لإخلاء المنزل بعد احتراق الأثاث ووقوف الجميع على أهبه الاستعداد ممسكين بطفايات الحريق والرمال على استعداد للإنطلاق لإخماد الحريق لحظة اشتعاله بجدران المنزل.


"البيت بيولع لوحده":
بتلك الكلمات أكد صاحب المنزل المكون من ثلاث طوابق يعيش فيها مع اشقائه وهم عبد الله، وعوني، 55 سنة، موظف بالأزهر وفتوح 46 سنة، عامل أنهم قطنوا ذلك المنزل من 60 عاما، وبدأت الحرائق تظهر منذ شهرين بعد اشتعال النيران بالسطح وانتقال النيران من مكان لأخر يصحبها دخان غريب الشكل.
ويضيف عمر المنسى، أحد سكان المنزل أنه تم الاستعانة بقوات الحماية المدنية وتدل التقارير الأولية أن الحريق ناتح عن عقب سيجارة ربما يكون القي بإحدى الاماكن مما تسبب في اشتعال النيران لكن تكرر الحدث أكثر من مرة.
وأشارت رقية السيد، إحدى قاطني المنزل، الى انه بعد تكرار الحرائق قمنا بنقل أثاث المنزل إلى إحدى الجراجات الخاصة بجيراننا، وبعد ما تم نقل الآثاث وانتقلنا للعيش بمكان آخر فوجئنا أن الآثاث داخل الجراج يشتغل بة النيران مما أصابنا بحالة من الهلع وتكرر الأمر لأكثر من 33مرة.
وآضاف الشيخ مصطفى أبو الحمد أحد الجيران أنه أخذ بعض منقولاتهم ووضعهم بشقتين بمنزلين ملكه لأنه أنه فوجئ باحتراق منقولاتهم دون أن تؤثر النيران على منقولاته الخاصة بشقتيه مما جعله يتأكد أن وراء تلك الحرائق هى الجن.

قطع طريق والشرطة تحاصر المنزل:
تسببت الحرائق المتكررة للمنازل إلى قيام الأهالى باستيقاف الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، خلال قيامه بتقديم واجب العزاء لأسرة أحد شهداء القوات المسلحة بالقرية، وقام الأهالى بمطالبة المحافظ بالتدخل لوقف الحرائق، مما استدعى تكليف المحافظ بانتداب لجنة من الأوقاف والأزهر الشريف لزيارة المنزل والوقوف على أسباب الحريق، ورغم زيارة مسئولي الأوقاف وتلاوة القرأن، إلا أن الحرائق تكررت مجددا الأمر الذي استدعي الأهالى إلى قطع شريط السكك الحديدية، واستيقاف إحدى القطارات القادمة من مدينة طنطا مما تسبب في إلقاء القبض على عدد من الأهالى، وقيام قوات الشرطة بوضع تمركز أمني ثابت أمام المنزل، واستدعاء وحدة الأطفاء للتعامل مع الحريق لحظة اشتعالة.

لا شبهة جنائية وراء الحريق:
أكدت تقارير أمنية صادرة عن مديرية امن الدقهلية، أن الحرائق المتكررة بالمنزل لا توجد ورائها أي شبهة جنائية خاصة أن أهل المنزل ليست لهم أى عداءات أو مشكلات سواء عائلية أو مع المحيطين بهم.
وأوضح المصدر، الذى فضّل عدم ذكر اسمه، أن قوات الشرطة، دفعت بسيارتي إطفاء من الحماية المدنية بمحيط المنزل الذى يشهد اشتعال الحرائق ذاتيًا، تحسبًا لاشتعال الحرائق مرة أخرى، نافيًا تعرض أشخاص لأي إصابات، سوى خسائر فى محتويات بعض من منازل الأهالي.


" معالج روحاني"
خلال تلك الأحداث تواصل أحد المعالجين الروحانيين ويدعى ياسر عبدالعظيم، مع صحفييي جريدة وموقع البوابة نيوز، بعد نشر خبر تكرار الحرائق وطلب منا اصطحابه إلى القرية لقدرته السيطرة على الحريق ومعرفته الدافع الحقيقي وراء الحريق، مطالبا بإستئذان الجهات الأمنية لدخول المنزل وأن يصطحبوه خلال عمله، بعد أن حضر مندوبين من الأوقاف والأزهر وأكدوا عدم وجود ما يروج من احاديث للأهالي عن وجود للجان وتسببه في اشتعال النيران.

الملح الخشن والزهرة لحرق الجن:
خلال اصطحابنا للمعالج الروحاني وصلنا الى المنزل وطلب المعالج من قوات الأمن إحضار أفراد من اسرة قاطني المنزل ومساعدته قائلا: أنا جاي أساعدكم وبرجوكم أنكم تساعدوني أن اوقف لكم الحرائق" مما أدى إلى تجمهر مئات المواطنين من أهالى القرية خارج المنزل، وقبل الدخول قام المعالج باستخراج سبحة من يده وأخذ يردد بعض آيات من القرأن الكريم"سرا" ثم قام بإحضار كمية كبيرة من الملح الخشن والزهره التي تستخدم في تنظيف الملابس البيضاء ووضع بعضها على بعض وأخذ يقلبها حتى احضر ملعقة ماء وأخذ يقلب، وهم بالدخول إلى المنزل مصطحبا صحفيي البوابة وطلب تصويره ليؤكد عدم خداعه أو استخدامه أيه من أساليب الشعوذه، وبدأ بإلقاء الزهرة والملح بجميع أركان المنزل إلى أن وصل إلى حمام إحدى الشقق وقال بصوت عالي" اخرجوا بهدوء".


فتاه تؤكد رؤيتها الجن:
عقب الانتهاء من رش المنزل بالملح والزهرة طلب المعالج الروحاني إحدى فتيات المنزل بدخول الحمام وما أن وصلت الفتاة وتدعى "إيمان" إلى باب الحمام حتي هربت مسرعة مؤكدة رؤيتها لسيدة طويلة وترتدى ملابس سوداء مما أدى إلى قيام المعالج الروحاني بدخول الحمام وأخذ يلقي بما في يده من ملح وزهرة بعنف وبدأ يتلو آيات من القرآن الكريم على الفتاه والتى بدأت تغير معالم شكلها وحدوث رعشة بجسدها وتوقف أجزاء من جسدها عن الحركة، حتى عاودت الهدوء بعد عدة أسئلة رددها عليها المعالج الروحانى، وطلب منها الدخول مرة أخرى لتؤكد عدم رؤيتها لأحد داخل الحمام.

الجن تعرض لأذى بحمام المنزل:
عقب انتهاء المعالج من عمله داخل المنزل طلبنا منه معرفة ما يدور داخل المنزل وأسباب الحرائق المتكررة ليؤكد أن هذا الأمر لن يخرج من أربعة أشياء أولهم أن يكون أحدًا، من أصحاب هذه المنازل، خطى أو دهس أو سكب مياهًا ساخنة بأي مكان فى المنزل على جن دون أن يسمى الله، فلحق به الأذى، فأراد الانتقام أو من الممكن أن يكون قد أصاب أحد أصحاب هذه المنازل مس شيطاني، وثالث الأمر إصابة أى من أصحاب هذه المنازل، بالسحر المسلط ضده، أو وجود صراع بين الجان على ذلك المنزل.

حرائق لن تتكرر:
قبل كتابه التقرير لعرضه استغرقنا أكثر من16 يوما بعد عمل المعالج الروحاني للوقوف على تكرار الحرائق مرة أخرى وقمنا بزيارة أسرة المنزل، ليؤكدوا عدم تكرار الحرائق، واستقرار حالتهم بالمنزل خاصة أن المعالج عاد بعد فتره وجيزة وطلب من الأهالى السكون داخل المنزل وارجاع كافة اثاثاتهم مؤكدا أنه على استعددا لكتابه تعهد بعدم تكرار الحرائق، الأمر الذي أدى إلى إعلان الأهالى تنظيم احتفالية كبرى بالقرية لتكريم المعالج الروحاني الذى حضر إليهم وأنقذهم من تلك الحرائق دون أى مقابل وإعلان انتهاء زمن الحرائق داخل المنزل.