الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كتاب المدرسة بـ"الكيلو".. يباع روبابيكيا نهاية كل تيرم.. مليار جنيه فاتورة طبع 300 مليون نسخة سنويًا.. طالب: نستلمه ولا نفتحه ونعتمد على الملخصات الخارجية.. وطالبة: مُعقد.. وخبراء: ميزانيته مُهدرة

كتاب المدرسة
كتاب المدرسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
امسك، إهدار مع سبق الإصرار والترصد في وزارة التعليم، الوزارة تطبع سنويا 300 مليون نسخة من الكتاب المدرسي، الطالب في الغالب يستلم الكتاب مع بداية كل تيرم بعد سدام المصروفات والرسوم الدراسية ثم علي الفور يضعه في حقيبته ناقلا إياه إلى البيت وفي اقرب مكان بغرفته الخاصة يضع الهدف ناسيا اياها معتمدا على البديل "الكتاب الخارجي " ومع نهاية التيرم وسريعا يسعى الطالب الي التخلص منه ويبيعه إلى رجل الروبا بيكيا ".
على كل في مسألة المناهج الدراسية، قُل تعوير ولا تقل تطوير، وزارة التعليم أدمنت التضليل، سنوات طويلة مضت وهى تؤكد أن المناهج ستطور وستنقى من الحشو والهري والاستهلاك، وهل طورت الوزارة؟ والإجابة: "لا"، حتى صار ملف المناهج الدراسية معقدًا، وصارت أزمة التعليم في مصر لغزًا محيرًا. 
وعود كثيرة طرحها كل وزراء التربية والتعليم منذ توليهم حقيبة الوزراة بتغيير المناهج الدراسية لتكون مواكبة للعصر وتعتمد على الفهم والإبداع وابتعادها عن الحفظ والتلقين، آخرها الوزير الحالى الدكتور طارق شوقى الذى أكد تطويرها فى شهر سبتمبر المقبل، كلام شوقي يكشف خداع ما سبقوه وأن مهمة تطويرهم للمناهج لم تخرج عن تغيير غلاف وإضافة آخر فقط تاركين المناهج بحشو معلوماتى وأخطاء علمية ولغوية وتكدس وسوء فى عرض المعلومة. 
هنا يقول أحمد الراوي، الخبير التعليمى، قبل أن نُقيّم المناهج لا بد أن نجيب عن التساؤل: ما هو المنهج العلمى الذى يتبع لوضع المنهج الدراسى فى المراحل التعليمية المختلفة؟، ويرد،هناك قاعدة أو منهجًا علميًا يراعى مجموعة من الأهداف والمعايير العلمية سواء على المستوى الوجدانى أو المستوى المعرفى أو مستوى الإدراك والفهم والاستنتاج، وهناك قاعدة علمية أخرى يطلقون عليها المدى والتتابع تستهدف الحفاظ على الذاكرة المعلوماتية للطالب أو المخرج التعليمى فى نهاية المرحلة التعليمية، متسائلًا: "هل كان هذا متبعًا فى السابق وحدث خلل؟"، ويرد الراوي، الخلل حدث منذ البداية فكان هناك منهج علمى فى الخمسينيات والستينيات، وعقب خروج الاستعمار وثورة 23 يوليو بدأ الاهتمام وقتها بالتعليم كقضية أمن قومى بما فيها المنهج وهو الأهم والأخطر لأنه يصنع أجيالًا تؤمن بالوطن وتستهدف التنمية الوطنية المستقلة.

تابع الراوي، منذ منتصف السبعينيات ومع بدء سياسة الانفتاح الاقتصادي بدأت الدولة تتخلى عن دورها فى التعليم الحكومي، ومن ثم بدأت توجه الأجيال للإيمان باقتصاد السوق والفردية والعمل الفردي من خلال صناعة مناهج تستهدف خدمة اقتصاد السوق، على سبيل المثال اهتمت الدولة بالرياضيات والعلوم واللغة التي تؤهل فيما بعد إلى علم المبيعات والتسويق وعلم المحاسبة والإدارة لخدمة شركات رجال الأعمال ولم تهتم بمجموعة العلوم الإنسانية وهى التاريخ والجغرافيا واللغة العربية وغيرها. 
ولفت الدكتورة هند حسين استاذ المناهج بجامعة عين شمس، الي أنه ومنذ منتصف السبعينيات حتى هذا اليوم تولى وزارة التعليم عدد كبير من الوزراء،رفعوا شعارات التطوير منها تطوير المناهج، وإنشاء المركز القومى للمناهج ليشرف على تطوير المناهج بشكل علمى ولكن ما يحدث عكس ما نسمعه ونشاهده، مضيفًا أنه يتم قص ولصق المناهج دون تغيير جذري للمنظومة الفكرية للمنهج، وبدور هذا وغيره انتهى الكتاب المدرسي إلى الجمود ومنه الي بياع الروبابيكيا في نهاية المطاف.
بقي أن نسمع الطالب عن رويته للكتاب المدرسي، محمد طالب " اولى اعدادي " قال: " زي قلته"، وحسن عبد العظيم " ستة ابتدائي " قال: مبفتحهوش "، ونانسي حسين " تانية إعدادي:" معقد وخسارة فيه الفلوس" وقال صدقي الوكيل مدرس "ميزانيته مال سايب".