الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان: استئصال الفقر يقضي على الصراعات

 البابا فرانسيس يعانق
البابا فرانسيس يعانق الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الكاثوليكية نص كلمة البابا، التى ألقاها بمؤتمر الأزهر، الذى أكد فيه أننا مدعوون دومًا، فى مجالِ الحوارِ بالتحديد، ولا سيّما الدينى منه، إلى السيرِ معًا، مؤمنينَ بأن مستقبلَ الجميع يتعلّقُ أيضًا باللقاءِ ما بين الأديان والثقافات، ومِن هذا المُنطَلَق، يقدّم لنا عملُ اللجنة المشتركة بين المجلس الكنسي ولجنة الأزهر للحوار مثلًا ملموسًا ومشجّعًا، وباستطاعة ثلاثة توجّهات أساسيّة: ضرورة الهويّة، وشجاعة الاختلاف، وصدق النوايا.

وأكد البابا أن التربية على الانفتاحِ باحترام، وعلى الحوارِ الصادقِ مع الآخر، مع الاعترافِ بحقوقِهِ وبالحرّياتِ الأساسيّة، ولا سيما الحرية الدينيّة منها، تشكّل الطريقَ الأفضل لبناء المستقبل معًا، لنكون بناة حضارة، لأن البديل الآخر الوحيد لثقافة اللقاء هو ثقافة الصدام.

ولفت البابا فرنسيس إلى أن الدين ليس بمشكلة إنما هو جزءٌ من الحلّ، لمحاربةِ الميل إلى الاسترخاء فى حياةٍ دنيوية، حيث يولد كلّ شيء وينتهى ههنا، يذكّرنا الدينُ أنّه من الضرورى أن نرتفع بروحِنا إلى العلى كى نتعلّم كيف نبنى مدينةَ البشر.

واستطرد البابا إلى القول: إن الله، محبّ الحياة، لا يكفّ عن محبّة الإنسان، لذا فهو يحثّه على مواجهة طريق العنف، كشرطٍ أساسى لأى عهدٍ على الأرض. إن المدعوّين إلى تفعيل هذه الوصيّة، هم قبل أى شيء، واليوم على وجه الخصوص، الأديان، لأنّه من الأساسيّ، بينما نحن بحاجة ملحّة إلى المُطلق، استبعاد اعتبار أى أمر مُطلق يبرّر أى شكل من أشكال العنف، فالعنف فى الواقع هو النفى بحدّ ذاته لأى تديّن أصيل، وأكد البابا أن المسؤولين الدينيين مدعوّون إلى فضح العنف الذى يتنكّر بزى القدسيّة المزعومة، ويستغلّ أشكال الأنانيّة التى تحولت إلى مُطلَق، بدل الانفتاح الصادق على المُطلَق الأوحد، فمن المتوجّب علينا شجب الانتهاكات ضدّ كرامة الإنسان وضد حقوق الإنسان، وكشف كلّ محاولة لتبرير أى شكلٍ من أشكال الكراهية باسم الدين، وإدانتها على أنها تَزييفٌ وثنى لله، لأن اسمه قدوس، وهو إله السلام.

وتابع البابا فرنسيس يقول: من أجل تفادى الصراعات وبناء السلام، من الأساسى العمل على استئصال أوضاع الفقر والاستغلال، حيث يتأصّل المتطرّفون بسهولة أكبر؛ وعلى ردع تدفّق الأموال والأسلحة نحو الذين يثيرون العنف، وإن عدنا للسبب الأساسيّ، من الضرورى وقف انتشار الأسلحة التي، إن تمّ تصنيعها وتسويقها، سوف يتمّ استخدامها عاجلا أو آجلا، وختم البابا خطابه قائلا: أرجو أن تتمكن، أرض مصر العريقة والعزيزة، بمعونة الله، أن تجيب على دعوتها، دعوة الحضارة والعهد، وتساهم بنموّ عمليات سلام لهذا الشعب الحبيب ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.