"نروح لمين".. كان ذلك لسان حال طالبات كلية البنات للآداب والعلوم والتربية بجامعة عين شمس، والتي تضم الكثير من الفتيات المغتربات والمقيمات في السكن الجامعي، فقد فوجئت الطالبات بعد ظهور نتيجة الامتحانات الخاصة بالفصل الدراسي الأول لعام2017، بأن جميع الفتيات بالدفعة الثانية قد رسبن في جميع المواد ولم ينجح أحد على الرغم من تفوق الفتيات في العام الماضي.
وكانت الصدمة التي نزلت عليهن كالصاعقة بعد ظهور النتيجة حيث إن مجهوداتهن قد ضاعت هباء، خاصة بعد اقتراح أحد النواب من أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان بفرض تكلفة 12 ألف جنيه على الطلبة الراسبين بالجامعات.
اقتحمت «البوابة» جدار سور كلية الآداب بجامعة عين شمس، للكشف عن الوضع والبحث عن أسباب الكارثة التى تهدد مستقبل كلية البنات، التى تشمل أكثر من 271 فتاة، أكثرهن مغتربات ومقيمات فى السكن الجامعى، وذهبنا لمحاورة الفتيات بالجامعة والتحقيق في الأمر.
في البداية، قالت هاجر أحمد الطالبة بقسم آداب اجتماع انتساب، إنه بعد ظهور نتيجة الفصل الدراسي الأول صدمت الفتيات بالنتيجة حيث لم ينجح أحد سوى ٣ أو ٤ فتيات فقط بتقدير مقبول، بالرغم من أنها حصلت العام الماضي على تقدير جيد جدًا، والبعض قدمن التماسًا وطلب إعادة تصحيح الأوراق، ولكن كان الرد بأنه «لا ينظر فيها» والحصول على النتيجة بالصفر.
وأوضحت هاجر أن الطالبات نظمن العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد عميدة الكلية، لكي يتم النظر وإعادة مراجعة النتائج، وكان رد العميدة بأنها قامت بعرض إحصائيات تثبت نجاح الطالبات ثم قالت إن تلك الإحصائية قديمة وإن «الوكيلة غلطت»، ورفضت مقابلة الفتيات وأغلقت الأبواب في وجوههن.
وأكملت الطالبة حديثها بانفعال: «إزاي حد مسئول يغلط في نتائجنا ويضيع مستقبلنا؟».
وأكدت هاجر أن الطالبات واجهن كل دكتورة بالمواد التى تدرسها، لكي يستفسرن عن سبب الرسوب، وكان الرد بأن تلك النتائج لم تقررها وغير مسئولات عنها، وقالت لهن إحدى الدكاترة: «كده عيب في الكونترول»، وأوضحت هاجر أن الأمن بالجامعة يمنع دخول الصحفيين تمامًا، وأنه بعد تنظيم المظاهرات يتم معاملتهن بشكل غير لائق.
وأخيرا أكدت الطالبة بأنه لا بد من الحصول على حقوقهن، لأنهن لن يتحملن مصروفات وأعباء عام دراسي آخر، مما يزيد من حجم الضغوطات على الأسر، وكل ذلك نتيجة لإهمال الجامعة فى حقوق الطالبات.
ومن ناحية أخرى، قالت جهاد عيد الطالبة في كلية الآداب قسم علم اجتماع بجامعة عين شمس، إن عدد الفتيات في دفعتها فقط يتكون من ٢٧١ فتاة جميعهن راسبات في ٥ مواد، والبعض ٧ مواد، وبالتالي فجميع الدفعة تعتبر راسبة في السنة كلها، وكل مجهوداتهن في الفصل الدراسي الأول ذهبت هباء.
وأكدت جهاد أنها ذهبت مع زميلاتها إلى عميدة الكلية مرات عديدة للتعبير عن غضبهن مما حدث، ولكن لم يظهر أي رد فعل، إلا أنها قالت لهن إنها سوف تراجع الأمر.
واضطرت الفتيات إلى تنظيم المظاهرات بالجامعة أمام مبنى الآداب لكلية البنات مرات عديدة للتعبير عن غضبهن ولكي يهتم بهن أحد من الدكاترة.
من جانبه، قالت الطالبة شروق أشرف، إن عدد الفتيات قليل بالدفعة، وبعد ظهور نتيجة امتحانات الفصل الدراسي الأول جميعهن رسبن دون استثناء، وأنه بعد مواجهة الأساتذة بالنتيجة البعض منهم قال إن تلك النتائج غير مسئولين عنها، وإنهم لن يتسببوا في رسوب كل الدفعة، والبعض عاملهن بأسلوب مهين وغير لائق.
وتابعت شروق، أنه بعد تنظيم الاحتجاجات العديدة من قبل الطالبات، فإن العميدة اكتفت باستضافة بعض الفتيات لتهدئة الأمر، مؤكدة عدم الوصول لنتيجة إيجابية حتى الآن.
وقالت نورهان أحمد، الطالبة بنفس الكلية، «لا أحد يشعر بنا ومنذ فترة ونحن نتظاهر ونتحدث إلى الأساتذة ولم يغثنا أحد نهائيا، والآن بعد اقتراح دفع ١٢ ألف جنيه على الطالب الراسب، ما مصيرنا نحن، حيث إننا نتحمل تكاليف العام الدراسى «بالعافية».
واختتمت حديثها قائلة إنها لن تتحمل مصروفات عام دراسى آخر وأنها تدفع سنة كاملة من عمرها نتيجة لإهمال المسئولين بكلية البنات/ ومن ناحية أخرى، قامت «البوابة» بمحاولة التواصل مع الأساتذة فى كلية الآداب بنات بجامعة عين شمس لكى يوضحوا الأمر، ولكى يردوا على شكاوى الفتيات، حيث قالت الدكتورة سماح عبدالغني، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة، إنها لا تعلم أى شيء عن الواقعة والنتائج، وقالت «مليش دعوة بحاجة»، عندما عرضنا عليها استغاثات الطالبات قالت «أنا مليش دعوة بالبنات، والبنات تقول اللى تقوله أنا مش مسئولة»، بينما رفض باقي الأساتذة الرد بشكل نهائي على شكاوى الطالبات قائلين: «ملناش دعوة».
