الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لصوص.. لكن أذكياء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك فرق بين السرقة والنصب، فالسارق يسرق خفية، أما النصاب فيكون فى العلن، ولكنه يستخدم ذكاءه استخدامًا جيدًا، حتى إنه من الصعوبة أن تدرك أنك تتعرض لعملية نصب، لأنها فى معظم الأحوال تكون متقنة وغير ملحوظة!!
وقد تكون قد تعرضت للنصب بطريقة أو بأخرى ولكنك تجاهلتها لمرور الوقت، ومن أجل أن نحمى أنفسنا من شر النصابين واللصوص سنسرد أبرز وأحدث طرق النصب فقط لحماية نفسك من الوقوع فيها.
استخدمت عصابة من الأفارقة بطاقات دفع إلكترونى مزورة من أجل استخدامها فى الشراء والتسوق، ومارسوا عدة عمليات نصب فى مصر من أبرزها سرقة محلات شهيرة للمجوهرات وأخرى للراديو بمول كبير فى المعادى، ومحلات موبايلات واستولوا من خلالها على ملايين الجنيهات.
وهناك حالات أخرى ربما أكثر مهارة وطرافة، حيث ادعت مجموعة من الأشخاص أن لديها جثة ودخلت بها لمسجد لتصلي عليها ثم قام أحد الحضور وقال إن هذا المتوفى مدين له بمبلغ ١٠ آلاف جنيه ويريد استردادها وبطبيعة الحال لأنها عملية نصب، ادعى أبناؤه أنهم لا يملكون هذا المال، وتم جمع المال من الموجودين فى المسجد، ثم اختفى أهل المتوفى وطبعًا الرجل الذى أخذ المال، ليجد الناس أن الكفن ما هو إلا قطن، ولا يوجد ميت!! وإن كانت حكاية النصاب الذى باع الترام تتداول على سبيل الدعابة والنكتة، إلا أنها حقيقية وحدثت بالفعل وصاحبها اسمه «رمضان أبوزيد» الذى اعترف مسبقًا أنه قام بعمليات نصب متعددة عام ١٩٤٨ إلا أن حادثة بيع الترام كانت هي الأبرز.
ومن أشهر طرق النصب التى انتشرت فى الفترة الأخيرة الإعلانات العقارية التى وقع الكثير من الناس ضحايا لها، لعدم الخبرة القانونية لكثير من الناس من جهة فى البيع والشراء، وظروف البعض الذى يتوهم تحقيق الثراء فى غمضة عين من جهة أخرى، فهناك إعلانات وهمية على حد قول الخبير العقارى «خالد عاطف» توزع على المواطنين وبها مشروعات سكنية بأسعار منخفضة فى مواقع وهمية، وأحيانا يكون الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لجمع مقدم حجز عن مشروعات سكنية فى مناطق غير حقيقية لم يتم البدء فيها، ويتم جمع مقدم الحجز بالفعل ليتفاجأ المواطن باختفاء المشروع وأصحاب المشروع، وأكد «خالد عاطف» أن هناك حالات استيلاء على أراضى الدولة وقيام الشركات بتنفيذ قرى سياحية وهمية والإعلان عنها فى وسائل الإعلام المختلفة لبيعها بتحرير عقود بيع وهمية، وللأسف يسقط المواطن فى براثن عملية نصب كبيرة. ومؤخرًا تداولت الصحف قضية الموزع اللبنانى «صبحى سنان» والأغرب فى هذه القضية أن سنان استنجد برئيس الجمهورية شخصيا لعدم قدرته على سداد المبالغ المالية لصالح مراد ظنًا منه أنه سينجح فى الهروب من السداد، ولكنه تناسى أنه فى دولة قانون من يتعامل فيها لا بد أن يحترم قانونها ويحترم أبناءها، هذه القضية للأسف ما زالت معلقة، وما زال مراد يبحث عن مستحقاته المالية من الموزع اللبنانى الذى قررت غرفة صناعة السينما فى قرار حكيم منها عدم التعامل معه لحين الوفاء بالعقود والالتزامات التى عليه، ولكن دون جدوى.
ولأن حالات النصب عديدة ومتنوعة، فلا يمكنك أن تتخيل ما النوعية الأكثر انتشارًا، لكن الخداع على البشر أصبح وسيلة أكل عيش للبعض للأسف الشديد، الذى تهرب من دفع مبالغ مالية مستحقة للمنتج «محمد مراد»، والأدهى من ذلك أن سنان قام بمقاضاة غرفة صناعة السينما، لأنها وقفت بجانب مراد ورفضت وقوعه هو وغيره من أبناء الوطن المخلصين فى براثن النصب والاحتيال والتلاعب التى ينتهجونها.
ففى الوادى الجديد لجأ البعض إلى النصب والاحتيال فى الآثار، باستخدام آثار مقلدة وبيعها على أنها أصلية، الأمر الذى تسبب فى تشويه صورة المحافظة، حيث يتم استقطاب الضحية لشراء الآثار وفور انتهاء الصفقة وخروج السيارة من المكان يتم إبلاغ الشرطة عنه، أما السيناريو الآخر فيتم عن طريق التواصل مع الراغبين فى التنقيب والبحث عن الآثار ويتم رسميًا أخذ تصريح من الحكومة بحفر بئر جوفية، كى يتمكنوا من الحفر بصورة مشروعة ليقوموا بعد ذلك بحفر غرفة على شكل مقبرة وتصويرها وإرسال الفيديوهات والصور الخاصة بها للأثرياء الراغبين فى الشراء ويوهمونهم بتمويل الحفر والتنقيب واقتسام ما سيتم استخراجه ليقوم الأخير بدفع وتحويل مبالغ طائلة وفى النهاية يكتشف الخدعة.
انتشار حالات النصب ليس فى مصر فقط بل على مستوى العالم. فكما تم بيع الترام فى مصر تم بيع برج إيفل فى فرنسا.
والحقيقة كان سببها الأساسى طمع الضحية فى الحصول على مكسب سهل فى بعض الأحيان، ووجود ثغرات قانونية تشجع النصاب فى الاستمرار فى النصب والاحتيال دون خوف من العقاب، ويبقى علينا نحن توخى الحذر كلما أمكن.