رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

دراسة: 1.6 مليار دولار تكلفة الطائرات العراقية المحتجزة لدى إيران

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف دراسة أجراها مركز روابط للدراسات والبحوث، عن حجم أعداد الطائرات العراقية المحتجزة لدى ايران منذ حرب الخليج الثانية، خوفًا من استهدافها من قبل قوات التحالف الأمريكية، والتي تصل لـ 150 طائرة، كانت تتبع لواء القوات المسلحة.
وتوضح الدراسة التي قدمتها الباحثة شذى حسون، التكلفة الإجمالية لتلك الطائرات، والتي تقدر بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي، منذ تهريبها ونقلها إلى إيران قبل 27 عامًا.
ومنذ انتهاء حرب الخليج، طالبت العراق إيران بعودة تلك الطائرات، إلا أن الأخيرة تمسكت بموقفها الرافض لذلك، رغم كل الوساطات التي تدخلت لحل القضية وإعادة تلك الطائرات إلى موطنها الأصلي.
وتعود قصة نقل الطائرات إلى "طهران" - طبقًا للدراسة - عندما توصلت القيادة العسكرية العراقية إلى الحفاظ على ما تبقى من الطائرات في حرب الخليج الثانية، لحمايتها، وحينها وجدت أنه لا بديل عن إيران في ظل العزلة التي كانا يعانى منها كلا البلدين من دول الجوار، فتم التنسيق العسكري والتمهيد للتعاون بينهما لوضع خطط لنقل تلك الطائرات بعيدًا عن استهداف قوات التحالف الدولي.
وتم تقسيم عملية النقل إلى مراحل، الأولى كانت تستهدف نقل 33 طائرة عراقية، كما اعتمد النظام العراقي استراتيجية التمويه عبر نقل الطائرات المتبقية من قواعد عراقية مختلفة لتهبط في قواعد إيرانية متفرقة، وكان النظام العراقي حريصًا على التخلص من تلك الطائرات ونقلها في مدة قصيرة للهروب من رصد طائرات الإنذار المبكر لتفادى اعتراضها من مقاتلات التحالف المُحلِّقة في الأجواء العراقية.
وعندما يتم عبورها الحدود إلى الأراضي الإيرانية كان الطيار العراقي يخاطب عبر الاتصال الطائرات الإيرانية المُعترضة "ف – 4 فانتوم" على موجات الإرسال اللاسلكية الدولية المتعارف عليها للحالات الطارئة، فيطلب الإذن من المطارات الإيرانية، فيؤذن له بعد إشعار أبراج المُراقبة الإيرانية للحصول على الإذن بالهبوط.
وخلال عملية النقل نبّه جهاز الرصد التابع لقوى التحالف الدولي لتلك العملية وأرسل إنذارًا، إلا أنه فشل في اعتراض سرب الطائرات العراقية، التى بلغت سبع طائرات، لكن عملية الإنذار لم تنجح لأن الطائرات العراقية قد عبرت حينها إلى الحدود الإيرانية بالفعل، وهبطت مع طاقمها في قاعدة مهرباد الجوية على حدود طهران.
وبعد انتهاء الحرب، بدأت العراق في تسعينات القرن الماضي للمطالبة بعودة الطائرات العراقية، وبدأ تحرك المسئولين العراقيين في هذا الإطار، عندما قام المدير العام للخطوط الجوية العراقية السابق بزيارة إيران للتباحث في شأن إعادتها، لكن ايران تمسكت بموقفها الرافض لذلك انطلاقا من زعمها بأحقيتها في الاحتفاظ بالطائرات كتعويضات لحرب الخليج الأولى، في الوقت الذى ظلت تتكتم على حجم الأعداد الحقيقية لتلك الطائرات المهربة، بل وصل الأمر إلى حدة التهديد من جانب إيران لفتح هذا الملف.
وأكدت تقارير إيرانية - تم تسريبها من خبراء الطيران المدني لديها - أن دولة "فارس" استخدمت تلك الطائرات في النقل الداخلي منذ تهريبها، ولجئت إلى حيل تمويه لتغير هويتها عبر طلائها بألوان الطائرات لديها.
وأوضحت تقارير بريطانية، لجوء إيران لاستغلال تلك الطائرات بعد نزع هويتها، لبيعها مرة أخرى إلى العراق عام 2014، وقت احتلال تنظيم داعش للموصل، لتتسلمها بغداد وهي لا تعرف أنها في الأصل تابعة لها.