الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مناهج الأزهر.. براءة الذئب من دم ابن يعقوب

نموذج أوردتها «بوابة الأزهر»

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: محمد الغريب ومصطفى كامل وإسراء عبدالتواب ودعاء إمام
كتب الأزهرية حملت التنوير للعالم.. والجهاد في المنهج «هدى» وليس «استعمارًا»
«الطيب»: الحملة علينا هدفها هدم كل ما هو أصيل في الأمة
«شومان»: التعليم بجميع أنواعه يعاني المشكلات
«كريمة»: دعوات التغيير لن تجبرنا على نسف تراثنا الوسطي

لم تسلم مناهج الأزهر المنقحة مؤخرًا، من الاعتراضات والمطالبة بإعادة توظيفها بما يخدم المواطنة، ويدعو للعيش المشترك، بحسب ما يزعم البعض في هجومه، إلا أن هناك من علماء وطلاب الأزهر من اعتبر حذف بعض الموضوعات من شأنه أن يؤثر بالسلب على مستقبل المواجهة الفكرية مع المتطرفين، مشددين على أن للمسلمين مناهج تدعو للتسامح والعفو ولا يمكن تعميم الأمور واتهام المناهج بأنها التي تصنع التطرف، في الوقت الذي تقر به الشواهد أن من علماء الأزهر من يرأس دولًا تواجه الإرهاب كالعراق، وهناك علماء يجوبون مشارق ومغارب الأرض لأجل نشر الإسلام ووسطيته.

الطيب وشومان يدافعان عن المناهج
وقال شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب: إن جماهير العامة أصبحت تشعر بأن هناك حملة ممنهجة من البعض في الإعلام على الأزهر، ومَن يقومون بهذه الحملة طائفتان، الأولى تعلم أن هذا الكلام الذي يروِّجونه في برامجهم ليس حقيقيًّا ولا أصل له، وإنما هو فرصة في هذه الظروف لجذب المشاهد ولكثرة الإعلانات، والثانية من المهاجمين للأزهر في بعض وسائل الإعلام؛ فهي ممولة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة؛ لتنفيذ مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل في هذه الأمة.
وأكد شيخ الأزهر، أن المشاهد حين يسمع دائمًا وفي أكثر من برنامج أن الأزهر مناهجه إرهابية، وأنه هو الذي يخرج الإرهابيين، فهذا الأمر يشد الناس، وربما كان طُعمًا يبتلعه البسطاء ضحايا هذا التزييف، ولكن صناعة الإعلانات تبحث كلها عن المال، ولو بالمواد والإعلانات التى تضر بتربية الفرد والمجتمع، موضحًا أن المجتمعات من الناحية النفسية السيكولوجية وكأرض وكتاريخ وتراث، لها قيم تحركها وتحكم تصوراتها، وهي تعيش في انسجام تام مع هذه القيم، ولكن ما يحدث الآن هو إبعاد لهذه القيم وإحلال لقيم أخرى غريبة باتت هي المحرك لتلك المجتمعات، كقيمة المال وقيمة المصلحة والغرض، وهذا ما أحدث في المجتمع نوعًا من عدم الاستقرار ونوعًا من الانفصام الشخصي، الذى يؤدي بالضرورة إلى فقدان التوازن الذي يؤثر في سلوك الفرد والمجتمع.
ولفت «الطيب» إلى أن ما يحدث الآن من الهجوم المتكرر على الأزهر والكذب عليه هدفه ترسيخ هذا الكذب في عقول الناس ليصدقوهم، ولذلك يجب أن يكون الناس على علم بهذه الخلفيات وهم يرون هذه البرامج التي تفتري على الأزهر الذي هو عامل للاستقرار في هذا المجتمع، بل في كل المجتمعات الإسلامية.
فيما أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن التعليم فى مصر بجميع أنواعه يعاني مشكلات كثيرة، وبحاجة إلى جهد كبير لإصلاح الخلل الذي تراكم به عبر عقود من الزمن، لافتًا إلى أن هذا الأمر بحاجة إلى وقت كبير ليسير التعليم على الطريق الصحيح.
وأضاف وكيل الأزهر، خلال المؤتمر الدولي الرابع لجودة التعليم، أن الأزهر ليس تعليمًا منغلقًا، ولكن ضمن التعليم المصري، ورغم رسوخه لا تجد أحدًا من المفكرين يتحدث في أحاديث إلا في الاتهامات ونسبة الإرهاب إليه والتعليم الأزهري يجب أن نفخر به، مشيرًا إلى أننا في حاجة ماسة إلى كيان يجمع شتات التعليم في بلادنا معني بوضع السياسات العامة للتعليم في جميع المؤسسات التعليمية، موضحًا أن ذلك لا يعني زوال خصوصية أنواع التعليم المختلفة ولكن يجب توحيد السياسات العامة حتى تحديد مواعيد الامتحان، حيث يكون من المفيد أن يتكون ذلك المجلس، والأزهر سيكون من أولى المؤسسات التي ترحب به.
وأشار«شومان» إلى أن قبول التعليم الأزهري في دول كثيرة دليل على أنه ليس سببًا في الإرهاب، مؤكدًا أنه لم يثبت أن واحدًا ممن درس مناهج الأزهر فجر نفسه، وهذا دليل على أن التعليم الأزهري حل وليس سببًا من أسباب المشكلات.
وعملية تطوير المناهج التعليمية تثير الجدل بين الأزهريين، فيما تباينت ردود أفعال عدد من الأزهريين تجاه الدعوة التى يطالب بها عدد من المسئولين لتغيير مناهج الأزهر لنبذ العنف، وما بين مؤيد ومعارض رفض العلماء ما وصفوه بالحملة الإعلامية الممنهجة ضد مؤسسة عريقة ممثلة في الأزهر التي حملت الوسطية، ورفضت استخدام العنف على مدار تاريخها الضارب في جذور الزمن، داعين في الوقت ذاته المؤسسات المدنية للقيام بدورها للوقوف بوجه الإرهاب وعدم تحميل الأزهر إخفاقها وفشلها.
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر، رفض ما وصفه بفكرة التحايل العجيب على الأزهر بالهجوم عليه، لأنه يصب في دائرة الهجوم الإعلامي المراهق- على حد تعبيره_ مؤكدًا أن الدعوات التى تطالب بالتغيير لا يمكن أن تجبر الأزهر على نسف تراثه الديني الوسطي، لأنه لم يثبت يومًا أن الأزهر حمى في يوم من الأيام قيمًا تحرض على التشدد والغلو، ومن ينظر إلى المناهج الموجودة به سيجدها متنوعة ما بين الفقه والتفسير والأحاديث، وتلك المدارس تمت دراستها عن شيوخ أجلاء، وذلك لا يعطي الحق لأحد أن يقوم باجتزاء نصوص منها ويحرفها ليستخدمها مبررًا لتبرير العنف ضد المجتمع، لأن بعض الوقائع التي كتبت عن الجهاد كان لها سياق، وارتبطت بفترة الحروب الصليبية، وكان لها زمن لا بد أن يعرف الطالب تاريخه، وألا يخرج مفرغًا منه بحجة التنقيح.
وأضاف «كريمة» أن المؤسسات المدنية جعلت من الأزهر شماعة لتعليق فشلها في مواجهة العنف، وهذا لا يجب أن يكون ممرًا للهجوم، وكان أولى بها أن تواجه الأفكار الوهابية والسلفية التي تحرض بشكل مباشر على مواجهة الأقباط والعنف، والتي يقودها يوميًا الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، والذي قام بإصدار ١٢ فتوى ضد الأقباط، بالإضافة إلى رموز سلفية كمحمود عامر الذي لديه كتاب بعنوان «النصارى في الإسلام» يحمل دعوات عنف ضد الأقباط، ولم يعترض أحد عليه أو يتصدى لمواجهته، في الوقت الذي يتم تحميل الأزهر كل الإخفاقات.
وعبر «كريمة» عن حزنه من احترام العالم العربي والغربي لرجال الأزهر عند سفرهم والنظر لهم على أنهم دعاة سلام، في الوقت الذي يهاجمون فيه من داخل مصر، داعيًا إلى التفرقة بين المناهج التعليمية ما قبل الجامعية وما بعدها ومناهج الدراسات العليا، مشيرًا إليها بقوله: «جميعها طيبة ولا تحمل نصوصًا تدعو للعنف أو الكراهية».
وأضاف «كريمة»، لا أحد يتطرق لبعض مناهج الشرائع الأخرى التي تحمل عنفًا تجاه المسلمين، عبر بعض الشروح الاجتهادية، ولا يجرؤ أحد على المناداة بتغييره، مطالبًا بعدم السماح بوجود كيانات تعليمية خاصة بالإخوان والسلفيين تهدد المجتمع، وتكرس للعنف عبر تدريسها، مما يساهم في رفع وتيرة العنف داخل المجتمع، لافتًا فى الوقت ذاته إلى أن الأزهر ليس من سلطاته إغلاق تلك المؤسسات، ولكن تقع مسئولية ذلك على عاتق الدولة.
على جانب آخر، قال الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إنه يدعم فكرة التخلي عن الجمود التي تحتويها المناهج الدراسية فى الأزهر، لافتا في تصريحات خاصة لـ"البوابة" إلى أن المناهج لا بد أن ينظر لها بشكل سنوي، في كل المراحل التعليمية الموجودة، لأنها مسألة مبدئية إذا أردنا تجديد الخطاب الديني وتنقيح المناهج، لافتًا إلى أنه قام بزيارة عدد كبير من الدول الإسلامية، التي وجد بها تطورًا ملحوظًا داخل المناهج التعليمية بها، ضاربًا المثل بدولة الإمارات الشقيقة التي طورت الكتاب المدرسي من حيث الإخراج والمحتوى، وهو ما يفرض على مصر أن تحذو حذو تلك الدول حتى يكون هناك تطوير مستمر، وليس تنقيحًا فقط في مؤسسة الأزهر.
 وشدد «عبدالجليل» أن الأزهر لا يمكن أن يتحمل وحده عبء تصاعد وتيرة الفكر المتطرف، لأن هذا يتعلق بالجانب السياسي والأمني، في وقت تكفر فيه تلك الجماعات الإرهابية رجال الأزهر ولا تعترف بهم، وهو ما يثبت أن الأخير ليس مسئولًا عن بث العنف.
في السياق ذاته، دافع الدكتور عبدالحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عن المناهج التعليمية الأزهرية، مؤكدًا أن أكثر من ١٢٠ دولة تعلم طلابها في تلك المؤسسة الدينية ولم يسلكوا العنف، ولم يخرجوا عن المألوف، لافتا إلى أن فرار المؤسسات المدنية من القيام بدورها أدى إلى انتشار العنف، ليتحمل بعدها الأزهر تبعية ذلك، داعيًا كلًا من وزارة الشباب والرياضة، والمجلس الأعلى للجامعات للقيام بدوريهما على أحسن وجه، ورفض «عبدالحليم» ما وصفه بـ«فزاعة تطوير الخطاب الديني» للهجوم على الأزهر ومناهجه، في وقت يقوم هو الأخير بالفعل بتطوير نفسه منذ ما يقرب من ست سنوات، في ظل وجود لجان منعقدة بشكل دوري لتنقيح المناهج والأشياء المثيرة للجدل، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن الهجوم على الأزهر دون أخذ خطواته في التطوير، يجعل الاتهامات في غير سياقها، ويصب في صالح الهجمة الإعلامية دون أسانيد.

أزهريون على المنهج
وقامت مجموعة من طلاب كليات العلوم الشرعية بالأزهر، وفى مقدمتها «أصول الدين والدعوة الإسلامية والشريعة واللغة العربية واللغات والترجمة والدراسات الإسلامية» بتكوين فرقة رفعت شعار التوحد من أجل الدفاع عن مؤسستهم الأم، فى الوقت الذى أعربوا فيه عن دهشتهم من محاولات الانتقاص من العلوم الشرعية والفقهية بزعم التطوير والتنقيح.
وقال أحد المشرفين على التجمع الطلابى الأزهري: إن الهجوم على الأزهر متعمد ومخطط له من الخارج، فهو جزء من المخطط الوهابي، الإخواني، العلماني، الإلحادي، والغربي، مؤكدا أن الكثير يُمنى نفسه بلحظة سقوط الأزهر الشريف، مؤكداً أن اتهام المناهج بالتطرف يتطلب البيّنة، فحتى هذه اللحظة لم نر واحدًا ممن يرمون الأزهر بهذا الاتهام خرج لنا بكلمة واحدة من مناهج الأزهر تدل على صدق كلامه.
وتابع: أما عن تطوير المناهج الأزهرية، فتساءل قائلا: «من ادعى أنها لا تُطور؟ نحن درسنا فى الأزهر الشريف من الابتدائية إلى الجامعة وغالبًا ما يكون التطوير سنويًا، فكنا ندرس دروسًا لم يدرسها من يسبقوننا بسنة وهكذا، فمناهج الأزهر فى تطور وتطوير دائم، ننتقى من تراثنا ما يواكب عصرنا أو نلبسه نحن ثوب العصر».
وأوضح، أن حذف بعض المواضيع من الفقه «عبث»، حيث يجب على الطالب أن يعرف رأى الفقهاء قديمًا وما آلت إليه الفتوى الآن، وإلا لما استطاع أن يكون فقيهًا أو حتى عالمًا سليم الفكر، متسائلًا: «كيف للطالب أن يكون عالمًا وهو يجهل بعض النقاط فى صميم تخصصه، سواءً كانت نقاطًا إيجابية، أو سلبية يعمل على إصلاحها؟».
بينما أكد «حسن.م. إ» طالب بالفرقة الثانية كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، أن الأزهريين تربوا على معاملة الأسير خلاف ما يتم تداوله. فيكفينا معاملة صلاح الدين الأيوبى للأسرى، فهو نموذج من النماذج التى تربينا على الاقتداء بها، إلى جانب معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته للأسرى.
وتابع: تعلمنا أن نقارن بين معاملة المسلم للأسير، ومعاملة غير المسلم للأسير المسلم، فالفارق بينهما شاسع، فالمسلمون كانوا يعاملون الأسرى معاملة الأخوة فى الإنسانية، لا يؤذونه ولا يضربونه، ولا يجبرونه على اعتناق الإسلام، بخلاف غير المسلمين.
وحول تطبيق الجزية، قال: «لم نأخذ عنها شيئا قط إلا هذا العام الدراسى الحالي، أما فيما يخص تطبيقها، فلو كانت أمرا يستدعى الحديث عنها فسوف نتحدث، أما إن كان هناك خلاف ذلك بعدم الحديث عنها لا يجب التحدث فيها».
وتابع: فى الوقت الحالى فى مصر الجزية لا واقع لها، ولا توجد لها أرضية حتى يتم العمل بها، لأن تطبيق الجزية بشروط، من أهمها، حماية المسلم لغير المسلم، وليس فيها قيمة فى الدين بمعنى السياسة الشرعية، بأن توكل لولى الأمر، وتطبق الجزية على من يقدر على حمل السلاح، فلا يتم أخذ الجزية عن الطفل أو العجوز والمرأة.
وشدد على أن أكبر العوامل التى دفعت غير المسلمين باعتناق الدين الإسلامى هى الجزية، لأن غير المسلمين كانوا يرون تسامى أخلاق المسلمين فى تعاملهم أثناء دفع الجزية، الأمر الذى دفع الروم إلى القول للمسلمين «والله لهؤلاء وهم على غير ديننا أحب إلينا من النصارى وهم على ديننا»، فالذى دفعهم إلى قول ذلك هو معاملة المسلمين الحسنة لهم فى دفع الجزية.

الجهاد فى مناهج الأزهر: الفريضة المفترى عليها
ويُعرف «الجهاد» على أنه القتال فى سبيل الله، استنادًا لقوله تعالى: «كُتب عليكم القتال وهو كره لكم»، وكان الجهاد فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة فرض كفاية، واشترط كتاب «الإقناع» المقرر على الصف الثالث الثانوي، ست خصال ينبغى توافرها في الشخص المجاهد، أولاها أن يؤمن بالله واليوم الآخر، وثانيتها، البلوغ، إضافة إلى العقل؛ فلا قتال على الصبي والمجنون لعدم تكليفهما، كما سقط الجهاد عن المرأة، والمريض، ولا جهاد على الأعمى أو الأعرج.
ويفند الكتاب الأكاذيب التي يرمي بها البعض الإسلام، فيما يخص أن الحرب كانت من أجل التوسع، أو الاستعمار، أو القفز على أراضي الآخرين وامتلاكها، أو الحصول على مقدرات الشعوب الأخرى، أو استعراض القوة، أو الترويج للسلاح أو بيعه، فهذه الأهداف في فلسفة الإسلام، أهداف باطلة، خاصة أن الفتوحات الإسلامية لا تعد توسعات ولكنها من باب حمل هذا الهدى إلى الناس، والناس أحرار بعد ذلك في الدخول في هذا الهدى أو البقاء على ما هم عليه، وأما الحروب التوسعية أو الاستباقية، فكانت من أجل تأمين الحدود، فإن لم يتوسع الإسلام فسوف يُقضى عليه من الروم أو الفرس آنذاك، وهذا هو جهاد الطلب.
ويشير الكتاب نفسه إلى ما يتعلق بالأسرى، فيوضح أن من أسلم وهو في دار الحرب قبل الأسر، فقد عصم بإسلامه ماله من غنيمة، ودمه من سفكه، وصغار أولاده الأحرار من السبي؛ لأنهم يتبعونه في الإسلام والجد، وكذلك يُحكم للصبي الأسير بالإسلام، إذا أسلم أحد أبويه، والمجنون إذا جن قبل بلوغه.
وفى كتاب «أصول الدين» للصف الأول الإعدادي، ينص باب «الرحمة» على منع تحريم قتل النفس المعصومة، بحيث لا تقتصر على المسلم، بل يشمل غير المسلم، فلا يجوز قتل الذمي، ولا المستأمن، بل يجب حماية غير المسلمين، في أنفسهم، ومالهم، وعرضهم، ما داموا في بلاد الإسلام، والبر، الإحسان والعدل لهم، ليسري ذلك على كل من لم يظاهر على قتالهم.
كما انتقدت المناهج الداعين إلى قتال الأبرياء من منطلق أن المؤمن لا يغدر، وتحريم الدماء في الإسلام لأن لها شأنًا عظيمًا، من منطلق تحريم النفس المعصومة، مستندًا إلى الحديث النبوي الشريف: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دمًا حرامًا».
وفيما يتعلق باللطائف، يستند الكتاب للآية الكريمة: «إن الله يحب المقسطين» للتأكيد على حب العدل، التعامل بالرحمة مع غير المسلمين الذين لا يحاربون المسلمين على برهم والإحسان إليهم، والحكم بينهم وبين غيرهم بالعدل، وكذلك يحض الكتاب على العدل بين الناس جميعهم بغض النظر عن دينهم وألوانهم وثقافتهم.
كما يتطرق الكتاب إلى الحض على السماحة من منطلق حديث الرسول صلى عليه الله وسلم الذى قال: «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى». 
المناهج الأزهرية تدعو إلى التسامح والرحمة وحسن معاملة غير المسلمين، كما تحض المناهج التعليمية بالصف الأول الإعدادي في نفس الكتاب على كراهية الإسلام للتشدد والمغالاة، من منطلق سماحة شريعة الله من خلال الرفق بالمكلفين.
وفيما يتعلق بالدعوة، دعت المناهج إلى التبشير الذي يشرح الصدر ولا ينفر، لأنه منهج حياة يسبب سعادة البشر ويبتعد عن الحزن والقلق، لأن اليسر مظهر من مظاهر الإسلام، عقيدة، وشريعة وأخلاقًا.
وهاجمت المناهج قساة القلوب، لأن الله يحب الرحماء من منطلق عظم جزائهم، وسوء عاقبة قساة القلوب، حيث يقول الرسول في حديثه النبوي: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي».
كما انتقدت المناهج المنافقين من المسلمين الذين يهددون الأمن وروح الأبرياء، مؤكدين أنهم أشد خطرًا على الأمة والمجتمع، لأنهم يضمرون الحقد، ويبطنون البغضاء للناس، وإن إشارات التعرف عليهم، تكمن في خيانتهم للمال والعرض والنفس إذا ائتمنوا عليها.