«لم يستوصوا بهم خيرًا يا رسول الله»، وهو أقل ما يمكن أن يقال بسبب ما تمر به مصر وتعيشه خلال تلك الفترة، بسبب ما حدث خلال الأسابيع الماضية من سقوط شهداء ومصابين من كنيستى مار جرجس بطنطا ومار مرقص بالإسكندرية.
وأسفر الحادث عن سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين، وبسبب تدهور حالتهم الصحية تم نقل عدد منهم من مدينة طنطا إلى معهد ناصر بالقاهرة، وآخرين إلى مستشفى الجلاء العسكري، وفور نقلهم قام الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما وأحد رموز العمل الاجتماعى فى مصر كعادته بالاتصال بكل الجهات المسئولة لمتابعتهم والاطمئنان عليهم.
وبعد أن تأكد الأب بطرس من وجود بعض الضحايا والمصابين فى القاهرة، قام بتنظيم زيارة لهم تشمل عددا كبيرا من فنانى مصر متوجهًا إلى مستشفى الجلاء العسكري، ومنهم محمود الجندى أحد أبناء مواليد طنطا، وميرنا وليد، وعبدالله مشرف والمذيعة سارة نجيب وغيرهم.
وخص الأب بطرس جريدة «البوابة» للحضور معه لكى ترافقه فى الزيارة ومنذ دخولنا من باب المستشفى تم استقبالنا بحفاوة شديدة رغم التشديد العسكرى الذى يحيط مبنى المستشفى من الداخل والخارج.
واخترقت «البوابة» كل هذه الحواجز وقامت بزيارة كل الغرف والتصوير مع المصابين وأسرهم والتحدث معهم لمدة تزيد علي أكثر من ثلاث ساعات حيث كانت تبدو على وجوههم السعادة وصحتهم جيدة.
وأثناء الزيارة التقينا بالوفد الفنى وكان على رأسهم الأب بطرس دانيال الذى أعرب فى البداية عن حزنه وأسفه الشديد لما حدث، قائلا: «دائمًا أقوم بترديد مقولة واحدة فقط وهى أن الإرهاب لا دين له ومن قام بهذا الحادث الخسيس أشخاص لا يمتون للمصريين بصلة»
وأكد أن الإرهاب يريد من وراء هذه العمليات الإجرامية زعزعة الاستقرار والأمن وهذا لن يحدث أبدا.
بينما أضاف الفنان الكبير محمود الجندي: «لسانى عاجز عن التعبير والوصف بما فى داخلى الآن بسبب ما رأيته من الإصابات التى لحقت بالأبرياء الذين ليس لهم ذنب فى شيء».
وأشار الجندى إلى أن من قام بتلك الأحداث الإجرامية لا يمت للإنسانية بصلة موجهًا رسالة إلى الجماعات الظلامية والإرهابية قائلًا: «مهما تفعلوا أو يحدث منكم فسوف يزيدنا صلابة، والمصريون أقوى من كل الأحداث التى تحدث لهم.
من جانبه استنكر الفنان عبدالله مشرف ما حدث قائلًا: «إننى حزين بشدة بسبب ما شاهدته ومن قام بذلك أشخاص ليس لهم علاقة بالرحمة والوحدة أو الخوف من الرب داعيًا «حسبى الله ونعم الوكيل».
وعلقت الفنانة ميرنا وليد وهى تنهمر فى البكاء أثناء رؤيتها للمصابين قائلة: «أنا أمنيتى الوحيدة إننى أرى الشخص الذى قام بهذه الجرائم البشعة لأنتقم منه بسبب ما رأيته اليوم من مصابى الحادث.
ولفتت إلى أن الحوادث الإرهابية ضد أى دين وضد الإنسانية، وأن الله أيضًا لا يقبل بذلك أبدا. وتابعت أن زيارتها للمصابين أعطتها عظة كبيرة، لأنهم على الرغم مما فيهم فإن ابتسامتهم لا تفارقهم ويتمتعون بحالة من الرضا التام.
يذكر أن «البوابة» قامت بزيارة مصابى طنطا منذ أسابيع، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، ومنع دخول وسائل الإعلام والصحفيين.
