الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تاريخ سيناء شاهد على قداستها والتعايش الحضاري الآمن على أرضها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عيد التحرير يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، تاريخ سيناء عبر العصور منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى رفع العلم المصرى على طابا.
وأشار ريحان، إلي أن شبه جزيرة سيناء أو طور سيناء وردت فى القرآن الكريم حينما قال تعالي: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" و"والتين والزيتون وطور سينين"، والمقصود بالتين والزيتون القدس وطور سينين هى سيناء والبلد الأمين مكة المكرمة فالطور أشهر جبالها وأقدس مكان بها والذى ورد فى عدة سور عند الحديث عن نبى الله موسى عليه السلام وبنى إسرائيل فى سورة البقرة آية 63- سورة النساء آية 154 - سورة مريم آية 52 -سورة طه آيات 9 14، 80 - سورة القصص آية 46 - سورة الطور آيات 2،1 وسيناء معناها اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها والسينين هى أسنة الجبال العالية بسيناء,

جغرافية سيناء 
وعن جعرافية سيناء أوضح ريحان أنها قنطرة تربط أفريقيا بآسيا إذ كانت أحد الطريقين الرئيسيين اللذين كانت تأتى منهما الهجرات إلى وادى النيل والطريق الأول هو الطريق الحربى الكبير فى شمال سيناء الذى استخدمه المصريون القدماء عند غزوهم لآسيا وكذلك غزاة مصر على مر العصور وكان يعرف فى النصوص المصرية القديمة باسم طريق حورس ويبدأ من قلعة ثارو (بقاياها بالقنطرة ) ويتجه شمالًا قرب تل الحير ثم بير رمانة، قاطية، العريش، الشيخ زويد، رفح والطريق الثانى فى الجنوب هو طريق مضيق باب المندب وشرق أفريقيا.
وسيناء على شكل مثلث قاعدته فى الشمال وضلعيه خليج العقبة شرقًا وينتهى بمدينة العقبة وإيلات وخليج السويس غربًا وينتهى بمدينة السويس وقاعدة المثلث تبلغ 200كم من بور فؤاد غربًا حتى رفح شرقًا على امتداد البحر المتوسط، ورأسه جنوبًا عند رأس محمد التى تبعد عن ساحل البحر المتوسط 390 كم والضلع الغربى للمثلث 510كم ويشمل خليج السويس والقناة، والضلع الشرقى للمثلث 455كم ويشمل خليج العقبة والخط الوهمى للحدود السياسية الشرقية لمصر وتبلغ مساحة سيناء 61000 كم2 أى 6% من مساحة مصر التى تبلغ مليون كم2 وتتميز سيناء بالجبال الشاهقة الارتفاع أهمها جبل كاترين 2639 م وجبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر.

سيناء ما قبل التاريخ 
ولفت إلى أن وجود مبانى حجرية بسيناء يطلق عليها أهل سيناء النواميس، وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود لعصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869 عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة طريق كاترين – نويبع وقرب نويبع عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس، وكشف روزنبرج عام 1967 عن مجموعة أخرى قرب عين حضرة وهذه النواميس تشبه خلايا النحل متجمعة وشكلها دائرى يتراوح قطرها ما بين 2.5 إلى 4م وارتفاعها 3م، مبنية من بلاطات مسطحة كبيرة من أحجار غير منحوتة ويرجّح أنها معسكرات محصنة لأقوام يعتمدوا على رعى الأغنام استخدموا المساحات المفتوحة بين هذه الدوائر للأغنام والقطيع.

سيناء فى عصر مصر القديمة 
ويعد تاريخ سيناء فى عصر مصر القديمة حيث حرص قدماء المصريين على إرسال البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، وبعد ذلك عدّنوا الفيروز فى سرابيت الخادم، والنحاس فى وادى النصب الغربى وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيت الخادم، وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادى المغارة.
ففى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م.) أرسل سنفرو والد الملك خوفو بعثات لوادى المغارة لإحضار الفيروز والنحاس وهناك نقوش بوادى المغارة عن هذه البعثات وقد اعتبر المصريون سنفرو حاميًا لهذه المنطقة بجانب المعبودة حتحور والمعبود سوبد، والسبب فى ذلك ما قام به من أعمال لتأمين حدود مصر الشرقية وأرسل خوفو بعثات لوادى المغارة لإحضار الفيروز وتوالت الحملات بعد ذلك.

سيناء وخروج بنى إسرائيل
ينوه ريحان إلى ما ورد فى القرآن الكريم من ذكر جبل الطور مع عدم تحديد مكان بعينه فى سيناء وورد ذكر الإثنتا عشرة عينًا التى تفجرت لنبى الله موسى وبنى إسرائيل }وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا إضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه إثنتا عشرة عينًا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين{سورة البقرة آية 60 وهذه العيون موجودة حتى الآن بسيناء 35 كم من السويس، منها اثنتين بحالة جيدة والباقى تغطى بالرمال وهى غير صالحة للشرب الآن وتحتاج إلى دراسة جيولوجية لمعرفة أسباب تغير طعمها، والعشرة عيون الأخرى تحتاج إلى مسح جيولوجي للوصول إلى مستوى الصخر تحت الرمال، لأن المنطقة التى تضم عيون موسى كانت فى الأصل منطقة صخرية غطتها الرمال مع مرور الأيام بنص الآية الكريمة السابق ذكرها.

سيناء والأنباط 
يوضح د. ريحان أن الأنباط هم مجموعة من القبائل العربية هاجرت من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها وإلى بلاد الشام وجنوب فلسطين وتحولوا من حياة البداوة للحياة الزراعية نتيجة علاقاتهم التجارية التى استلزمت وكونوا مملكة متقدمة فى الزراعة والتجارة والفنون فى الشرق الأدنى وعاشوا فى شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام واتخذوا البتراء عاصمة لهم فى القرن الرابع قبل الميلادى.
وتحكم الأنباط فى منطقة النقب بسيناء وذلك لتأمين الطريق التجارى من البتراء مخترقة النقب إلى غزة أو العريش وكان للأنباط طريق بسيناء من أيلة (العقبة حاليًا) على رأس خليج العقبة إلى ميناء دهب ومنها بريًا إلى وادى فيران مارًا بجبل موسى إلى رأس سدر وعيون موسى حتى ميناء القلزم (السويس) ثم برًا إلى نهر النيل ومنه للإسكندرية لتبحر إلى أوروبا. 
ويتابع د. ريحان أن الأنباط استخرجوا الفيروز من وادى المغارة والنحاس من وادى النصب بسيناء وتركوا نقوشًا عديدة فى أودية سيناء مثل وادى المكتب، وادى أجلة فى محيط وادى فيران ووادى عرادة وهضبة الدفادف وهضبة حجاج بين كاترين ونويبع ودهب ووادى طويبة ووادى أم سدرة بين طابا والنقب وتشتمل هذه النقوش على كتابات تذكارية وأسماء عديدة كما تم الكشف عن مركز تجارى ودينى للأنباط بقصرويت بشمال سيناء، ولم يختفى الأنباط من مصر ولا من أى مكان أخر بالأردن وفلسطين بانتهاء مملكتهم على يد الإمبراطور الرومانى تراجان عام 106 م وظلوا فى أماكنهم السابقة مندمجين فى ثقافة وديانة البيئة المحيطة بهم.


سيناء والمسيحية 
يشير د. ريحان إلى أن العائلة المقدسة عبرت سيناء فى طريقها لمصر من بيت لحم إلى الخليل ثم بئر سبع فسيناء بالطريق الساحلى شمال سيناء وبدأت حركة الرهبنة بسيناء فى القرن الثالث الميلادى نتيجة الاضطهاد الرومانى لمعتنقى المسيحية الذى إشتد فى عهد دقلديانوس(284-305م) وأن هذا الاضطهاد قد تسبب فى اختفاء العديد من الكنائس ويكفى أن الكنيسة القبطية بدأت تقويمها بالسنة الأولى من حكمه وأطلقت عليه تقويم الشهداء عام 284م واستمر خليفته مكسيمانوس 305م فى سلسلة التعذيب وذبح آلاف المسيحيين منهم القديسين أمثال القديسة كاترين التى كانت ابنة عائلة نبيلة بالإسكندرية وتحولت للمسيحية فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ووضعوها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع الجنود فى النهاية لقطع رأسها، وساعد على انتشار الرهبنة بسيناء قدسية المكان من وحى الله عز وجل لموسى عليه السلام بالإضافة لطبيعة المكان المنعزلة المناسب لحياة الرهبنة وتوفر مصـادر المياة من عيون طبيعية وآبار وأمطار وأنشأت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطــور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى برجـين وكنيسة عند شجرة العليقة.
وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى وخصص للعذراء مريم وفى القرن التاسع الميلادى أطلق على الدير دير سانت كاترين تخليدًا لذكرى القديسة بعد أن عثر أحد الرهبان على بقايا جثامينها فوق أحد جبال سيناء الذى سمى باسمها فيما بعد وهو أعلى جبال سيناء2639م فوق مستوى سطح البحر، وفى منطقة وادى فيران التى تبعــد 50كم شمــال غرب دير سانت كاترين تأسست هناك أبرشية منذ القرن الرابع الميلادى وكان أول مطران لها هو نيترا الذى عاش فى الربع الأخير من القرن الرابع إلى الربع الأول من القرن الخامس الميلادى ولقد كشفت بها البعثة الألمانية برئاسة د. جروسمان عن أربعة كنائس بتل المحرض الذى تبلغ مساحته 200× 400م وثلاث كنائس على الجبل المقابل المسمى جبل الطاحونة 886م فوق مستوى سطح البحر، وبجزيرة فرعون بطابا كشفت بعثة آثار منطقة جنوب سيناء عن كنيسة بيزنطية، كما تجمع عددًا من الرهبان حول مصادر المياه بشمال سيناء ولقد كشف عن العديد من الآثار المسيحية من أديرة وكنائس بشمال سيناء.

سيناء فى العصر الإسلامى 
يشير د. ريحان إلى أن عمرو بن العاص رضى الله عنه دخل مصر عن طريق سيناء ووصل الفرما فى شهر(ربيع الأول سنة 16هـ، يناير 640 م)، وتعرض الفاطميون عن طريق سيناء لخطر الصليبيين فتقدم بلدوين الأول (512هـ، 1118م) بجيش عن طريق شمال سيناء ووصل غزة ثم العريش وبحيرة سربنيوس التى عرفت فيما بعد باسمه (بحيرة البردويل) وعجز أن يتابع سيره داخل مصر فعاد من حيث أتى ومات بسيناء ثم حمل جثمانه للقدس ودفن بكنيسة القيامة.
ويتابع وفى عهد الأيوبيين خرج صلاح الدين عام (566 هـ، 1170م) عن طريق سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل ولما وصل إلى أيله ركب تلك المراكب وأنزلها البحر وقاتل أيله برًا وبحرًا حتى فتحها وترك بها حامية أيوبية وعاد لمصر وشيد صلاح الدين بسيناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون وقلعة الجندى برأس سدر وكان له طريق خاص بوسط سيناء يسمى طريق صدر- أيلة هو الممر الرئيسى لجيوشه من القاهرة ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة بوسط سيناء ثم عين سدر عند قلعة الجندى ثم إلى التمد حيث يتفرع فرعين أحدهما يسير جنوب شرق إلى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون والآخر يستمر شرقًا حتى يلتقى بدرب الحج عند نقب العقبة
وفى عهد المماليك البحرية (648 – 784 هـ، 1250 – 1382 م) استرجع السلطان بيبرس البندقدارى أيله بعد أن أعاد الصليبيون احتلالها، وزار مكة بطريق السويس - أيله وصارت هذه الطريق هى طريق الحج المصرى منذ ذلك الوقت وحتى عام 1884 حين اتخذت طريق البحر الأحمر إلى جدة، وفى عهد السلطان منصور قلاوون مهّد نقب العقبة فى درب الحج المصرى، وفى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون حجّ إلى مكة متخذًا هذا الطريق.
ويوضح د. ريحان أنه فى عهد المماليك الجراكسة (784 – 922 هـ، 1382 – 1516م) بنى السلطان قانصوة الغورى القلاع على درب الحج ومنها قلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة، ومهّد دبة البغلة ونقب العقبة التى تقع على هذا الطريق، وفى العصر العثمانى (923 – 1213 هـ، 1517 – 1798 م) بنى السلطان سليم الأول قلعة الطور المندثرة الآن، وبنى السلطان سليمان (926-974هـ، 1520-1566م) قلعة العريش ورمم قلعة نخل وكذلك رمم السلطان مراد الثالث (982-1003 هـ، 1574-1594م) قلعة نخل ووسعها ورمم قلعة العقبة ووكذلك السلطان أحمد الثالث بن السلطان محمد الرابع رمم قلعة نخل(1117هـ، 1705م).

سيناء والحملة الفرنسية
وفى فترة الحملة الفرنسية على مصر يوضح د. ريحان أنه فى عام 1798 أقر نابليون امتيازات لدير سانت كاترين فى منشور خاص للرهبان شمل تعيين ضابط لحماية الرهبان كما أعفى الرهبان من الرسوم الجمركية ودفع الضرائب وفى فبراير 1799 حاصر قلعة العريش 14 يوم حتى استسلمت واستردها العثمانيون فى ديسمبر 1799 كما أمر نابليون بإصلاح الجدار القديم لدير سانت كاترين الذى تهدم بفعل الزلازل فى القرن الرابع عشر الميلادى.

سيناء وأسرة محمد على
يشير د. ريحان إلى أن محمد على حين تولى حكم مصر (1805-1848م) كانت سيناء بالطبع ضمن ولايته وكان عرب سيناء يحكمهم قضاة منهم بحسب عرفهم وعاداتهم وكانت مدينة الطور تابعة فى الإدارة لمحافظة السويس وقلعة نخل ملحقة بقلم الرزنامة بالمالية المصرية ونظارة العريش تابعة لنظارة الداخلية، وأرسل محمد على ابنه إبراهيم باشا لحملة على سوريا عام 1831م وقبل الحملة رمم إبراهيم باشا بئر قاطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد فى شمال سيناء ونظم بريدًا على الهجن إلى غزة وجعل له المحطات الآتية القنطرة، قاطية، بئر مزار، العريش، الشيخ زويد، خان يونس، غزة.
ووضع محمد على الخفراء على الآبار لحمايتها وفى عام 1825 أرسل محمد على مهندس فرنسى أسمه الموسيو لينان إلى بلاد الطور الذى درس معادنها ورسم خارطة لها وسمى نفسه هناك عبد الحق وكانت الخارطة التى رسمها هى أول خارطة وضعت لسيناء فى التاريخ الحديث.
وزار عباس الأول بن طوسون بن محمد على (1848 – 1854) سيناء وبنى حمام فوق النبع الكبريتى بمدينة الطور ومهد طريقًا من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى وشرع فى بناء قصر جميل على جبل تلعة غرب جبل موسى ومد طريق للعربات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل أن يكمله، وأسس سعيد بن محمد على (1854 – 1863) محجر الحجاج بطور سيناء عام 1858.
وفى عهد إسماعيل بن إبراهيم باشا ( 1863 – 1879 م) أرسل الإنجليز عام 1868 لجنة علمية برئاسة هنرى بالمر للتنقيب فى بلاد الطور فأقامت هناك ستة أشهر ورسمت عدة خرائط ونشرت أعمالها عام 1872 وفى عهد محمد توفيق بن إسماعيل (1879 – 1892) تحول طريق الحج المصرى القديم عام 1884 من طريق البر إلى طريق البحر الأحمر إلى جدة، أما عباس حلمى الثانى بن توفيق (1892 – 1914م) فقد أبحر إلى مدينة الطور عام 1898م وزار محجرها وجامعها وحمام موسى وزار برًا بلاد العريش حتى وصل لعمود الحدود عند رفح.
وفى عهده أيضًا حدث فى سيناء ما يسمى بحادثة الحدود عام 19066 وفى الحرب العالمية الأولى دخلت تركيا فى صف ألمانيا وكان عباس حلمى فى الآستانة فانحاز إلى ألمانيا فأعلنت إنجلترا الحماية على مصر وأعلنت الأمير حسين كامل بن إسماعيل سلطانًاعلى مصر عام 1914.

سيناء والصراع العربى الإسرائيلى 
يشير د. ريحان إلى أن طرق سيناء شهدت عام 19566 العدوان الثلاثى مستخدمين عدة محاور بسيناء وتم احتلال سيناء بواسطة إسرائيل ولكن عادت وحدات الجيش المصرى مرة أخرى إلى سيناء عام 1957م وإلى غزة فى مارس من نفس العام ولسيناء ثلاثة خطوط استراتيجية للدفاع عنها: 
الخط الأول: بمحاذاة الحدود السياسية الشرقية لمصر التى تشمل أربع دول هى مصر وفلسطين والأردن والسعودية.
الخط الثانى: وهو خط المضايق ( قلب سيناء ) وأهم أقطابه ممر متلا جنوبًا ومضيق الجفجافة شمالًا وهو غير صالح للاختراق إلا من خلال فتحاته المحدودة والتى تحدد الحركة بين شرق سيناء وغربها.
الخط الثالث: قناة السويس ذاتها وهى عنق الزجاجة الإستراتيجي إلى سيناء.
ويتابع د. ريحان أن إسرائيل أخضعت سيناء للحكم العسكرى حين احتلالها عام 1967 وقسمتها لمنطقتين هما شمال سيناء وألحقتها بقطاع غزة، وجنوب سيناء ووضعتها تحت إدارة مستقلة وعينت حاكم عسكرى على كل منطقة، وأقامت فى سيناء المستوطنات أهمها أوقيرا بجوار شرم الشيخ، ذى هاف قرب دهب، زاحارون 10كم شرق العريش، ياميت 7كم قرب رفح وبعد حرب أكتوبر المجيدة 1973تم توقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979، وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء:
1 – 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش.
2 – 25 يوليو 1979 من رأس محمد حتى أبو دربة.
3 – 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير.
4 – 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين.
5 – 25 نوفمبر 1979 من أبو صير حتى رأس محمد.
6 – 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد.
7 – 25 أبريل 1982 رفح وشرم الشيخ.
8 – سبتمبر 1988 التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا.
9 – مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا.
10 – 19 مارس 1989 رفع العلم على طابا.

عودة طابا 
وعن قضية طابا يوضح د. ريحان أنها تجربة مصرية فريدة تضافرت كل الجهود لإنجاحها ووظفت الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر الطويل حتى عادت طابا والبقعة التى كانت موضع النزاع بطابا تبلغ مساحتها 1020متر مربع والتى تضم شجر الدوم وفندق سونستا الذى تغير اسمه إلى هيلتون بعد عودة طابا وقد تشكلت لجنة خاصة لاستعادة طابا وهى (اللجنة القومية العليا لطابا) حين صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 فى 13 مايو 1985 وكانت تضم أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية وهى اللجنة التى تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية من الألف إلى الياء مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61% من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر.
وعن نقطة النزاع يوضح د. ريحان أن مشارطة التحكيم نصت على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب أى فى الفترة بين عامى 1922 و1948 وبالرغم من ذلك فإن البحث فى الوثائق ذهب إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها.
ويضيف د. ريحان أن الوثائق تم تجميعها من دار الوثائق القومية بالقلعة والخارجية البريطانية ودار المحفوظات العامة فى لندن ودار الوثائق بالخرطوم ودار الوثائق باستنبول بالإضافة إلى محفوظات الأمم المتحدة بنيويورك وذلك لتحديد علامات الحدود حتى العلامة 91 عند طابا ولم يقبل الوفد المصرى بموقع العلامة 91 من الطرف الآخر وقد نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى الخاص بالعلامة 91 على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى بنفسه وطول هذا العمود 2م وعرضه 15سم ووزنه ما بين 60 إلى 70كجم وكان موجودًا عليه رقم العلامة وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلًا أن الطبيعة لا تكذب أبدًا واتضح فنيًا أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثًا ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم فى 13 يناير 1986.
ويؤكد د. ريحان على أن الأدلة المصرية الدامغة والمثابرة والعزيمة كانت وراء حكم المحكمة الدولية الخميس 29 سبتمبر 1988 فى قاعة مجلس مقاطعة جنيف برئاسة القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها فى حكم تاريخى بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع ويقع الحكم فى 230 صفحة ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 9. 
وقد سجل المؤرخ المصرى قضية طابا من الألف إلى الياء فى كتاب "طابا قضية العصر".
وسجلت هذه التواريخ بحروف من نور فى ذاكرة مصر الحديثة.
سبتمبر 1988 التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا.
9 – مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا.
10 – 19 مارس 1989 رفع العلم على طابا.