الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"صباح الخير يا سينا".. هنا أرض الشهداء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقدم رجال القوات المسلحة والشرطة تضحيات غالية من أجل مصر، تضحيات لا يجود بها إلا الشرفاء الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل وطنهم .
كل يوم نسمع ونقرأ عن قصص بطولية يسطرها هؤلاء الشهداء بدمائهم على أرض سيناء وبمعنويات عالية وايمان بالله كبير، كل شهيد من رجال القوات المسلحة والشرطة يستشهد على أرض سيناء هو أشرف وأنبل أبناء مصر، هؤلاء الرجال يضحون بأرواحهم من أجل أن تبقى مصر دولة عزيزة مستقلة لا مكان فيها للإرهابيين القتلة ويحيا شعبها فى أمان وسلام.
رحم الله أسود ورجال خاضوا المعارك في صمت ورحلوا  في صمت ورسموا علي شفاه الوطن بسمة أمل، وتركوا في نفوس الأهل قمة الألم.
وفي ظل التحديات والحرب الداخلية التي تشهدها سيناء ، سجل شباب مصر من أبناء المؤسسة العسكرية والشرطة ملحمة تاريخية جديدة للبطولة والشجاعة شباب لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرون عامًا كتبت دمائهم رواية جديدة لصون الأرض والعرض شباب فضلوا الموت على الحياة فاختاروا الوطن بل واختاروا أرض سيناء لترتوي بدمائهم الطاهرة و في ذكرى الاحتفال بعيد تحرير سيناء تعرض "البوابة" ، بعض قصص البطولات التي رسم سطورها أبطال عظام، رحلوا عنا لنبقى نحن.


البطل الشهيد نقيب عبد الرحمن البشيهي
الشهيد النقيب عبد الرحمن البشيهي ابن محافظة الفيوم و أحد الأبطال الذين قدموا حياتهم ليحيا الوطن بسلام ولينعم المواطنين بالحياة الكريمة استشهد عبد الرحمن في عمر الزهور فهو لم يكمل الـ25 من عمره.
كان عبد الرحمن يعشق الطيران وكانت رغبته الأولى عقب انتهائه ونجاحه في الثانوية العامة هي الالتحاق بالكلية الجوية ولكن لظروف سفر والده وتأخره في الرجوع إلى مصر.
قام عبد الرحمن بتقديم أوراقه للالتحاق بكلية الطب لحصوله على مجموع 101% بالإضافة إلى تقديم أوراقه للالتحاق بكلية الشرطة, فكانت طموحه الثاني بعد الطيران.
كان يتمتع بذكاء خارق وكان شديد الحب لمادة الرياضيات، وكان عقله متفتح ومستنير كنت اندهش لذكائه الذي يفوق عمره والذي قد يفوق ذكاء علماء أيضاً، وخلال دراسته في كلية الشرطة وعلي مدي ٤ أعوام كان عبد الرحمن متفوقا دراسياً ورياضياً بالإضافة إلي خلقه الذي كان يتمتع به و يشهد له جميع زملائه بذلك، وتخرج الشهيد عبد الرحمن من كلية الشرطة في عام ٢٠١٢ وكان من أوائل الدفعة ، فطلب الالتحاق بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي والتحق بقطاع الشهيد أحمد الكبير ، لأنه كان يري أن العليمات الخاصة بالشرطة هي الجهة الأكثر دفاعاً عن الأمن القومي لمصر وحين ذهابه لقطاع الشهيد أحمد الكبير كان يشعر بالفخر لأن الرائد شهيد أحمد الكبير كان قدوة لعبد الرحمن ومثل أعلى له .
تواجد النقيب عبد الرحمن في شمال سيناء لمدة 13 يوماً فقط لم يشعر بالحزن سوي علي زملائه الذين استشهدوا علي يد الإرهاب الغاشم، فقد كان يتمتع بقلب ثابت لا يخاف إلا الله -عز وجل.
وقبل استشهاده بليلة استيقظ عبد الرحمن على خبر استشهاد صديقه النقيب محمد السواح والذي كان يشاركه المداهمات في عملية حق الشهيد، استشهد النقيب محمد السواح قبل استشهاد عبد الرحمن بيوم واحد فانتاب عبد الرحمن حالة من الصدمة فلم يكن متوقعاً أن يحدث ذلك لصديقه على الرغم من إيمانه الكبير ولكنه كان يتمني الشهادة لنفسه، غير راض للموت أن ينال أحد من زملائه لشدة حبه لهم.
استشهد عبد الرحمن في الـ24 من أكتوبر جراء استهداف الجماعات الإرهابية لمدرعة تابعة للشرطة بعبوة ناسفة خلال سير المدرعة بأحدي طرق العريش فانفجرت المدرعة، ما أسفر عن استشهاد البطل النقيب عبد الرحمن البشيهي ومجندين آخرين وإصابة ٨ آخرون.

النقيب أحمد حجازى .. شهيد رفح
قال الشهيد البطل النقيب أحمد حجازى فى وصيته : "ثلث تركتى لمستشفى سرطان الأطفال، والتبرع بأى عضو بجسدى لمريض أو محتاج، وتوزيع ملابسى وأدواتى على المحتاجين، وأوصى أهل بيتى بالصبر والرضا".
تلك هى صوية الشهيد ، التى كتبها أحمد قبل استشهاده بـ 3 سنوات، عندما بدأ العمل فى سيناء الشهيد كان يدعو الله أن يرزقه الزوجة الصالحة والذرية الصالحة، لكن شاء القدر أن يستشهد قبل أن يتزوج.
كما كتب الشهيد: بسم الله الرحمن الرحيم"وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ"، "أهل بيتى الأعزاء.. أوصيكم بالتوحيد الخالص لله.. والحذر من الوقوع فى الشرك.. أوصيكم بالصبر والرضا عند الصدمة الأولى.. وتقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها".
شهيد مزق جثث 12 إرهابيًا
نجح الصف ضابط بالقوات المسلحة أحمد ممدوح محمود قبل استشهاده فى تصفية أمير التكفيريين بالشيخ زويد، فهد أبو حنيف خلال معارك ضارية بسيناء.
وتمكن الشهيد من خلال مدفع نصف بوصة من تدمير 3 سيارات ربع نقل كروز يستقلها 15 إرهابيا بينهم القتيل الإرهابى فهد أبو ضيفوتم التعرف على هويته وشوهدت جثته مقطعة أشلاء.
"أبوشقرة".. قصة أسطوري
محمد سيد عبدالعزيز أبوشقرة ، ولد فى 1-3-1983 ، وتخرج فى كلية الشرطة دفعة 2003 ،عمل بالأمن المركزى فى العمليات الخاصه من 2003 : 2005 ، ثم تم اختياره من بين مئات من خريجى كلية الشرطه ليلتحق بجهاز الأمن الوطنى ليعمل بإدارة مكافحة الإرهاب الدولى فرع إنقاذ رهائن.
الشهيد كان ضابط إنقاذ وتحرير،وليس ضابط تحقيق كما يشيع البعض ولا علاقة له من قريب أو بعيد بأى قضايا تعذيب، وكان مهتمً جدًا بلياقته البدنية ، وحصل على أكثر من 40 فرقة، كما شارك الشهيد البطل فى المهمة "نسر"، التى شنتها القوات المسلحة بالتنسيق مع العمليات الخاصة والأمن الوطنى فى سيناء، كما أسندت إليه مهمة مرافقة خيرت الشاطر لحضور جنازة والدته والتى كان وقتها مازال مسجونًا قبل أن يتم الإفراج عنه من قبل بعد وصول الجماعة الإرهابية للحكم.
كلف الشهيد بملف الجنود المختطفين فى سيناء والتى حرص فيها المعزول "مرسي" على سلامة الخاطفين والمخطوفين، وحصل الشهيد على العديد من المعلومات، إلا أنه وبعد الإفراج عن الجنود المختطفين مع عدم القبض على الجناة تم تكليف الضابط بالعودة مرة أخرى إلى العريش.
استشهد "أبوشقرة"، فى 9/6/2013 ، وتم تشييع جثمانه فى الفيوم عصر يوم الاثنين الموافق 10/6/2013 ليكون عمره وقت وفاته 30 عام و3 شهور و8 أيام. 
الشهيد الذى أبكى الكتيبة 83 صاعقة


النقيب عمرو وهيب من أبناء محافظة الإسماعيلية من قوة الدفعة ١٠٢ من الكلية الحربية "سلاح الصاعقة"، يبلغ من العمر 29 سنة متزوج و له 3 أطفال ملك 6 سنوات و جودي 3 سنوات و ياسين سنة واحدة .
قائد سرية صاعقة بالكتيبة ٨٣ صاعقة والمتمركزه بقطاع رفح العسكري بشمال سيناء استشهد في رفح تاريخ 23/11/2015 علي طريق قرية المهدية جنوب رفح نتيجة استهداف عربة هامر كان يستقلها بعبوة ناسفة
أكثر ما كان يميز شخصية النقيب عمرو وهيب أنه كان طيب القلب يحب جميع من حوله سواء كان أهلا أو جارا أو صديقا أو زميلا أو جنديا أو قائدا، وكل من تعامل معه يشهدون له بذلك، فكان يتمتع بأقصي درجات الإيثار فكان يفضل زملائه و أصدقائه في القوات المسلحة علي نفسه و يسعي دائما لمساعدتهم في تحقيق ما يحلموا به حتي و لو كان علي حساب حياته الشخصية.
قصة استشهاد النقيب عمرو وهيب
ليلة ما قبل يوم الاستشهاد وفي غرفة المبيت داخل المعسكر يجلس النقيب عمرو بعد أنا قام الليل ويستمع إلى القرآن الكريم فكان يشعر في هذه الليلة بقلق غريب ينتابه لأول مرة.
في هذه اللحظات يدخل عليه المقدم شاهد قائد الكتيبة 83 صاعقة في رفح ليبلغه بأنه سيخرج معهم في المداهمة القادمة لكنه تردد لأنه شعر بأنه مرهق ولكن أصرار النقيب عمرو جعل المقدم شاهد يوافق و يشركه معهم في المداهمة.
ذهب النقيب عمرو وهيب إلي أفضل جنوده وهو الشهيد بكر ليخبره أنهم سيخرجوا غدًا في مداهمة وطلب منه أن يجهز مستلزمات المبيت خارج المعسكر أثناء المهمة.
يوم الانطلاق والتنفيذ وقف الظابط عزام بين الرجال قبل الانطلاق وتلا عليهم الدعاء المعتاد قبل كل مهمة "اللهم إنا نحتسب هذا العمل عندك فاجعله اللهم لى في ميزان حسناتى وأشهد أن لا إله إلا الله كلمة عليها نحيا وعليها نموت وبها نجاهد في سبيل الله وعليها نلقي الله".
وصلت القوات إلي نقطة المهمة بالقرب من قرية المهدية وكانت الخطة هي أن تنقسم القوات لجزأين جزء يقوم بتنفيذ المداهمة بقيادة المقدم شاهد وجزء آخر يذهب إلي نقطة بالقرب من كمين المهدية بقيادة النقيب عمرو وهيب وينتظرون اتصال القوة الرئيسية حتي يتوجهوا للالتحام معهم وقت الحاجة.
تمركزت القوة الرئيسية بقيادة المقدم شاهد في إحدى النقاط منتظرين أصطياد الهدف وذلك بالطبع بعد التمويه والتخفي الجيد في الأرض المحيطه بهم لم يمر وقت طويل حتي استمع المقدم شاهد إلى صوت دراجه بخارية بالقرب منهم فوجه أمر إلى الظابط عزام ليتفقد الأمر وبالفعل رصدوا عنصرين تكفيريين يستقلوا دراجه بخارية و مسلحين ببنادق آلية.
وجه المقدم شاهد تعليماته للقوات بأن ينتظروا حتى يدخلوا في قطاع نيران القوات ويحاولوا إيقافهم بالصوت وإذا رفضوا يتم التعامل معهم بالنيران المباشرة وبالفعل رفض العنصريين التوقف وتم التعامل معهم و القضاء عليهم.
وما هي إلا دقائق ورصدت القوات عناصر تكفيرية أخرى مستقلة دراجات بخارية ومتجهة إليهم بأعداد كبيرة من الجانب اليمين واليسار للقوات رجعت القوات إلي مواضعها واندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين.
وجاء وقت تقدم المقدم عمرو وهيب وقواته إلي القوة الرئيسية المنفذة والبفعل تلقي إشارة التحرك و انطلق المقدم عمرو في اتجاه نقطة الالتقاء وطلب المقدم عمرو من رجاله الإسراع لدعم القوات التي دخلت في اشتباكات عنيفة مع العناصر التكفيرية وبالفعل وصل المقدم عمرو رفقة قواته إلي قوة التنفيذ الرئيسية ولم يكن يفصل بينهم إلا 400 متر ولكن تنفجر بإحدى مركبات الهامر التابعة للقوات عبوة ناسفة كبيرة الحجم ويشاء القدر أن تكون هذه المركبة هي مركبة الشهيد عمرو وهيب التي اشتعلت بها النيران.