الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الجمسي مهندس حرب أكتوبر وقيادة عسكرية شهد لها التاريخ

المشير محمد عبد الغني
المشير محمد عبد الغني الجمسي،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد انتهاء إحدى جلسات مفاوضات فض الاشتباك الأول "لكيلو 101" التي أعقبت عبور القوات المصرية قناة السويس في حرب أكتوبر 1973، خرج الفريق عبد الغني الجمسي -رئيس وفد المفاوضات المصري، وكان رئيسا لأركان الجيش- من خيمته للتفاوض دون أن يسلم على أي من أعضاء وفد المفاوضات الإسرائيلي أو تصدر عنه كلمة واحدة، وكانت هذه عادته طوال زمن المفاوضات، فأسرع وراءه قائد الوفد الإسرائيلي الجنرال "عيزرا وايزمان" الذي أصبح رئيسا لإسرائيل فيما بعد، وقال له: "سيادة الجنرال، لقد بحثنا عن صورة لك وأنت تضحك فلم نجد، ألا تضحك أبدا ؟".
هكذا كان المشير محمد عبد الغني الجمسي، صارما، اسدا جسورا فى تعاملاته مع اليهود، فالجمسى من مواليد 9 سبتمبر عام 1921 في محافظة المنوفية بقرية البتانون لأسرة ريفية تتكون من سبعة أشقاء وكانت ميسورة الحال وكان والده تاجرًا من أعيان المنوفية، وهو آخر وزراء الحربية في مصر التي تم استبدالها بوزارة الدفاع، كما يعتبر هو القائد العسكري المصري الذي شغل منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، وشغل قبلها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة. 
عُين كرئيس هيئة العمليات للقوات المسلحة في يناير 1972 للاستعداد لحرب أكتوبر، ثم رئيس الأركان للقوات المسلحة خلفًا لسعد الدين الشاذلي في ديسمبر 1973 ثم وزيرًا الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في ديسمبر 1974 حتى أكتوبر 1978، واشترك في كل الحروب العربية الإسرائيلية باسثناء حرب فلسطين عام 1948 التي كان خلالها في بعثة عسكرية خارج البلاد. 
سُجل اسم محمد عبد الغنى الجمسى كأحد أبرز 50 شخصية عسكرية في التاريخ المعاصر، وأطلق عليه مهندس حرب أكتوبر.. وتم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا في التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية.
كان الجسمى مميزًا جدًا منذ نشأته حتى أنه كان الوحيد بين أبناء أسرته الذي حصل على تعليم نظامي قبل أن تعرف مصر مجانية التعليم، وأتم تعليمه النظامى في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، ولعب القدر دوره في حياته بعد أن أكمل تعليمه الثانوي، حينما سعت حكومة مصطفى النحاس باشا الوفدية لاحتواء مشاعر الوطنية المتأججة التي اجتاحت الشعب المصري في هذه الفترة؛ ففتحت لجميع الفئات والمستويات الالتحاق بالكلية الحربية.
عندما اقترب موعد الهجوم لتحرير سيناء 1973 كان الجمسى وقتها يرأس هيئة عمليات القوات المسلحة، وإلى جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب، قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسته بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى توضع أمام الرئيس أنور السادات والرئيس حافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين. 
واعتمدت على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة "بكشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء على تلك الدراسة.
والجمسى صاحب خطة الخداع العبقرية التي خدعت وزير دفاع إسرائيل وأجهزة مخابراته وأجهزة مخابرات أمريكا أقوي دولة في العالم في حرب اكتوبر، من خلال ايهام اليهود ان الجيش فى حاله استرخاء تام، فبعضهم كانوا يلعبون الكرة وبعضهم يسبح في الماء، مما دفع وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان للاطمئنان وعاد إلى تل أبيب ليتلقى التهاني بالعيد.
وفي الساعة الواحدة ظهر نفس اليوم وصل الرئيس السادات والفريق أحمد إسماعيل وزير دفاعه إلى مركز العمليات في انتظار أن تدق الساعة الثانية وخمس دقائق، لتعبر قواتنا المسلحة القناة إلى الضفة الشرقية للقناة التي كان يقف عليها وزير دفاع إسرائيل منذ ساعات قليلة متفقدًا جنوده.