الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

روليت "بوكر 2017".. على من ترسو الكرة اليوم؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعلن جائزة البوكر اليوم، عن اسم العمل الفائز بالجائزة لهذا العام، حيث تتنافس فى القائمة القصيرة ٦ روايات هى «فى غرفة العنكبوت» للمصرى محمد عبدالنبي، و«السبيليات» للكويتى إسماعيل فهد، و«زرياب العبيد» لليبية نجوى بن شتوان، و«أولاد الغيتو» للبنانى إلياس خوري، «مقتل بائع الكتب» للعراقى سعد محمد رحيم، و«موت صغير» للسعودى محمد حسن علوان.
ويرجح عدد كبير من الكتاب العرب، أن جائزة البوكر، تراعى فى اختياراتها النطاق الجغرافى، أى موطن الأديب نفسه، حتى وإن كانت روايته تستحق الفوز أو لا تستحق، واعتمدت هذه الرؤية على اختيار عدد من الروايات الفائزة خلال السنوات السابقة على الرغم من وجود أعمال أخرى كانت تستحق الفوز، ولكن انحياز الجائزة أحيانًا لأسماء البلدان يعد أحد أبرز أسباب فوز أديب معين عن أديب آخر.
وبناء على هذه النظرة، فقد فازت مصر بالجائزة مرتين متتاليتين، ثم فازت بها كل من السعودية والمغرب ولبنان والكويت والعراق وتونس وفلسطين، وفى هذا العام تنافس ليبيا على الجائزة، حيث تصل إلى القائمة القصيرة برواية واحدة للأديبة نجوى بن شتوان بعنوان «زرايب العبيد» الصادرة عن دار الساقى فى بيروت؛ أما الخمس دول الأخرى الموجودة فى القائمة القصيرة فهى دول سنحت لها الفرصة للفوز من قبل، سواء العراق أو الكويت أو لبنان أو السعودية، أو مصر التى يمثلها الروائى محمد عبد النبى بعمله «فى غرفة العنكبوت» الصادر عن دار العين للنشر بالقاهرة؛ وهى ليست المرة الأولى التى يدخل فيها عبدالنبى القائمة القصيرة، إذ دخلها من قبل فى العام ٢٠١٣ بروايته «عودة الشيخ».
وفى العام السابق كانت هذه الطريقة هى التى منحت الأديب الفلسطينى ربعى المدهون الجائزة؛ حيث كان التنافس عليها ينحصر بين سوريا وفلسطين فقط، فهما الوحيدتان اللتان لم تفوزا بالجائزة، رغم تساويهما فى عدد مرات دخول القائمة القصيرة على مدار الأعوام السابقة، إذ كانت المنافسة بين الفلسطينى ربعى المدهون، والسورية شهلا العجيلي، وانتشلها الأول.
وعلى الرغم من أن الجائزة تدخل فى ٢٠١٧ عامها العاشر، إلا أن المرأة الأديبة تظل غائبة عن هذه الجائزة، ففى الـ١٠ أعوام ٨ نساء فقط دخلن قوائمها القصيرة، فازت منهن أديبة واحدة بها، وهى رجاء العالم، من السعودية، عن روايتها «طوق الحمام» مناصفة مع الروائى المغربى محمد الأشعري، عن روايته «القوس والفراشة وذلك فى العام ٢٠١١.
هذا الغياب دفع البعض للتساؤل لماذا تغيب المرأة العربية المبدعة عن الفوز بالبوكر، خصوصا مع وجود أديبة تمثل ليبيا فى القائمة القصيرة لهذا العام، وهى نجوى بن شتوان.
البعض أرجع المسألة لكثرة أعداد الأدباء الرجال فى الوطن العربي، عن الأديبات النساء، والبعض الآخر أحال الموضوع إلى إشكالية جودة المنتج الأدبي، نافيًا أن يكون هناك تحيز من قبل إدارة الجائزة لنوع دون الآخر.
وتثير الأديبة الليبية نجوى بن شتوان ضجة كبيرة هذا العام، بعد الإعلان عن دخول روايتها «زرايب العبيد» الصادرة عن دار الساقى ببيروت، فى القائمة القصيرة للجائزة، ويتوقع الكثير فوز الرواية، خصوصا أن ليبيا لم تحصل عليها من قبل، إضافة إلى أن الرواية تُدخل القارئ للمرة الأولى إلى عالم العبودية، وهى منطقة مغيّبة أدبيا فى التاريخ الحديث، من خلال شخصيات إنسانية نابضة بالحياة.
وتدور الرواية حول زرايب العبيد التى تحترق، فينكشف كل ما كان خفيّا حيث كانت تجمع بين السيد «محمد» والعبدة «تعويضة» علاقة حب تُعدّ محرمة فى عُرف السادة الذين اعتادوا اتخاذ العبدات خليلات، فيرسل الوالد ابنه فى تجارة لإبعاده، وتسقى الأم «تعويضة» جنينها سائلا، فى محاولة لإجهاضه، ثم يتم تزويجها بأحد العبيد. وعند عودة محمد من رحلته يعلم أن أهله قد قتلوا ابنه وأرسلوا حبيبته إلى حيث لا يدري، فيبدأ البحث عنها.
وتشهد الجائزة هذا العام أمورا غريبة، آخرها ما جرى في شهر فبرايؤر الماضي عندما نشرت الأديبة سحر خليفة، رئيسة لجنة التحكيم، الأسماء الفائزة قبل إعلانها رسميا؛ فى حين كان من المقرر أن تعلن فى محفل خاص بوزارة الثقافة الجزائرية بالجزائر، ومن ثم تنشر النتيجة على الفور عبر الموقع الإلكترونى الرسمى للجائزة؛ لكن ما حدث أن وزارة الثقافة الجزائرية ألغت الحفل بسبب الفشل فى تنظيمه، على حد قول الأديب الجزائرى سمير قسيمي، الذى حمل عز الدين الميهوبى مسئولية ما حدث، وهو ما دفع رئيسة تحكيم البوكر إلي نشرها عبر صفحتها الشخصية على الفيس بوك وقبل الموقع الرسمى أيضا؛ الأمر الذى حملها انتقادات عديدة من قبل كتاب عرب اتهموها بأنها لم تحترم المؤسسة المانحة للجائزة، أو الأدباء المرشحين للفوز، أو دولة الجزائر الدولة المضيفة.
وقد قالت رئيسة لجنة التحكيم إن روايات القائمة القصيرة اختيرت لما تتميز به من جماليات شكلية، من حيث البناء الفنى وتطوير الشخصيات، وطرح مواضيع حساسة جريئة اجتماعيا تنبش المسكوت عنه، وأخرى تتناول أزمات الوضع العربى المعقّد، كما تحتفى بالجوانب المضيئة من التراث العربي.
يذكر أن كلا من المرشّحين الستة فى القائمة القصيرة سوف يحصل على ١٠ آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على ٥٠ ألفا إضافية؛ وتتكون لجنة التحكيم هذا العام من كل من سحر خليفة (رئيسة اللجنة)، روائية فلسطينية، وفاطمة الحاجي، أكاديمية وروائية ومذيعة ليبية، وصالح علماني، مترجم فلسطيني، وصوفيا فاسالو، أكاديمية ومترجمة يونانية، وسحر الموجي، روائية وأكاديمية مصرية.