كان الفن الأصيل، ولا يزال، معبرًا عن الهوية المصرية، فقد كانت الأغنية على مدى أجيال معبرة عن حالنا من تطور وضعف، فقوة الأغنية تعبر عن المستوى الثقافي لعصرها، ولقد كانت أغانى تحرير سيناء معبرة عن مرحلة قوية في تاريخ الأغنية وبخاصة الأغاني الوطنية.
والموسيقى هي جزء لا يتجزأ من الثقافة المصرية منذ العصور القديمة، فتجدها تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين سواء للتعبير عن الفرح أو الحزن، وهناك العديد من الأغاني التى ارتبطت في أذهاننا بذكرى معينة.
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، تنافس جميع المطربين والملحنين، في إبداع الأغاني للتعبير عن فرحتهم والمشاركة فى احتفالات سيناء في ذلك الوقت، وليشاركوا الشعب فرحتهم من خلال الأغاني، وفي هذا التقرير نستعرض أهم الأغاني التي تناولت تحرير سيناء، والذي يوافق ٢٥ أبريل من كل عام.
«سينا رجعت تاني لينا»
غناء شادية وكلمات عبدالوهاب محمد وتلحين جمال سلامة، وللأغنية تاريخ قديم يرجع إلى عام ١٩٥٦؛ حيث لحنها وغناها المونولوجست والمطرب الراحل عمر الجيزاوي، في احتفالات بورسعيد وتلاحم الشعب مع الجيش في مقاومة العدوان الثلاثي الغاشم على المدينة الباسلة، وقد كتبها الشاعر الكبير الراحل مصطفى الطائر، وعندما جاءت فرصة استرداد سيناء فى عام ١٩٨٢ أخذها الموسيقار جمال سلامة وطلب من المؤلف والشاعر عبدالوهاب محمد إضافة كلمات إليها تتعلق بسيناء، وقام سلامة بإعادة توزيعها، وافقت شادية على غنائها على أساس أنها أغنية جديدة، وهنا ثار الفنان عمر الجيزاوى واتهم الموسيقار جمال سلامة بأنه نسب لحن هذه الأغنية لنفسه وقدم شكوى إلى جمعية "المؤلفين والملحنين" التى كان يرأسها الموسيقار الكبير الفنان محمد عبدالوهاب.
"يارايح على صحراء سيناء"
كما قدمت ليلى مراد أغنيتها الوطنية الرائعة "يا رايح على صحراء سيناء" التي قدمتها مؤازرة للجنود المصريين، وهي من كلمات الشاعر فتحي قورة وألحان شقيقها الموسيقار منير مراد، والتي مثلت أول قطرة في سيل الأغنيات الوطنية التي انهمرت على رمال سيناء، فبعد انقشاع الأيام التالية للهزيمة بدأ الجيش يبني نفسه من جديد، ثم خاض حرب الاستنزاف، وأخذت قواته تقوم بعمليات رائعة في ظل احتلال مرعب في موازين القوى بينه وبين جيش العدو، وبدأ يفيق بعد معركة "رأس العش»" وبعد إغراق المدمرة إيلات.
"سينا يا سينا"
وفي هذه الأثناء قام المطرب محمد قنديل بتسجيل أغنية بعنوان "سينا يا سينا" كلمات بيرم التونسي، وألحان أحمد صدقي، وقدم أيضًا أغنية "نزلوا الجنود على الجيش".
"بالأحضان خدينا"
في رصدنا لأشهر الأغنيات التي تغنت لسيناء لا يمكن أن ننسى أغنية من أجمل وأعذب ما قُدم عن سيناء تحت عنوان "بالأحضان خدينا" كلمات الشاعر عبدالرحيم منصور، وألحان العبقري بليغ حمدي، وغناء عفاف راضي.
«بالأحضان»
مرت شهور وسنين النكسة ثقيلة وكئيبة على كل المصريين، وبعد ٦ سنوات من النكسة جاء العبور العظيم، ليفجر شلالات الغناء لسيناء بصورة غير مسبوقة، فلم تتأخر الأغنية المصرية عن متابعة الحدث العظيم، وجاءت أغنية "بالأحضان بالأحضان يا سيناء" التى تعتبر أول ما أذيع بعد العبور مباشرة، من كلمات محمد كمال بدر، وألحان أحمد صدقي وغناء المجموعة.
"باب الفتوح" و"سيناء الجديدة"
وتغنت نجاة الصغيرة برائعتها "باب الفتوح"، كلمات كمال عمار وألحان محمود الشريف، كما قدمت إذاعة الإسكندرية الصورة الغنائية"سينا الجديدة" تأليف محمد زكي الملاح، وألحان شريف الأبيض، وغناء أسامة رؤوف وفايزة إبراهيم.
"عاشت بلادي"
في أحد احتفالات نصر أكتوبر العظيم عام١٩٨٨ يقدم المطرب محمد ثروت رائعته التي كتبها عبدالوهاب محمد ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب "عاشت بلادي".
"حبيبى يا وطن"
لن يخرج الفنان محمد فؤاد خارج إطار الفنانين المشاركين بتلك الذكرى العظيمة، فقد غنى في أحد احتفالات سيناء أغنية "حبيبي يا وطن".
