الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. "البوابة نيوز" في منزل حسن عامر.. ابن الأقصر يتأهل لنهائيات "أمير الشعراء".. والدته: موهوب منذ صغره.. شقيقه: نتمنى أن يرفع رأس مصر.. معلمه: شاهدت إرهاصات تفوقه.. والمحافظ: أدعمه بقوة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قرية صغيرة جنوب الأقصر تسمى "الحميدات".. نشأ الشاعر حسن عامر، الذي لم يكن يتخيل يومًا أن يصبح حلمه على بعد خطوة واحدة منه ليتوج أميرًا على عرش الشعر العربي في البرنامج الأشهر "أمير الشعراء" والمقام فعالياته في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات بعد تخطيه المرحلة الثالثة قبل الأخيرة من المسابقة بقرار من لجنة التحكيم في المسابقة.

"الشاطر حسن".. الشاب الذي جاء من أرض الجنوب التي خرج منها أمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودي، وعشرات الشعراء والمبدعين، وصف أعضاء لجنة التحكيم شعره: "إنه سكب أنخاب الراح فأدارها وأسكرنا، وأنه أروى شعره بماء النيل، وقدم صورًا شعرية رائعة كنصه الذي يذكّر السامع بأحمد شوقي".


ومع تأهله للمرحلة النهائية انطلقت الاحتفالات في قريته، ونظم الشباب سلاسل بشرية تطالب بدعم ابن قريتهم والتصويت له ليعود حاملًا لقب الإمارة، كما تجمع آلاف في ساحات كبيرة أعدت خصيصًا في قرية الحميدات شرق بمركز إسنا لمشاهدة حلقات "أمير الشعراء" لدعم ابن قريتهم من خلال شاشات عرض عملاقة، وسط زغاريد السيدات وتكبير وتهليل الشباب مع كل إشادة وثناء من لجنة التحكيم على النص الشعري الذي شارك به ابنهم.

"البوابة نيوز" انتقلت إلى منزل حسن عامر بقرية الحميدات شرق بجوار معهد الشيخ الأمير الأزهري بمدينة إسنا جنوب الأقصر، حيث أكد كل من قابلنا أنه كان سابق سنه وكان دائمًا يجلس مع أشخاص أكبر سنًا وكان ذو عقلية متفتحة ونبوءة الشعر فيه منذ الصغر ومتدينًا ومتفهم ومحترم وطبعه هادئ بحكم قراءاته الكثيرة وكان يميل للعزلة ويفضل القراءة والذهاب إلى الكتُاب لحفظ القرآن على لعب الكرة مع أقرانه.


اسمه بالكامل "حسن عامر على عامر" ولد في 1 أكتوبر 1988، وبدأ في كتابة الشعر منذ وصوله للمرحلة الإعدادية، توفي والده وكان عمره 3 سنوات وترتيبه في إخوته الثالث والأخير، ولديه شقيقين هم "عبده وسعيد" يعملان مزارعين وحصلا على الشهادة الابتدائية ولكنهما أصرا أن يعلما شقيقهما حيث تعلم في المرحلة الابتدائية بمدرسة الشيخ الأمير الابتدائية، ثم التحق بمدرسة الحميدات شرق الإعدادية ثم بمدرسة فاطمة الزهراء الثانوية المشتركة برى إسنا، ثم التحق بكلية الآداب قسم لغة إنجليزية بجامعة جنوب الوادي بقنا وتخرج منها في 2012.

تعلم ونشأ مع أستاذه "إبراهيم أحمد عبدالكريم"، مدرس اللغة عربية بمدرسة الحميدات الإعدادية والذي تبناه عندما كان وصل إلى المرحلة الإعدادية في منزله ليعلمه القواعد واللغة العربية والشعر وحفظ القرآن.

وقالت والدة حسن، لـ"البوابة نيوز": "منذ أن كان في الابتدائية كان مهتم بالقراءة وكان ملتزمًا بالصلاة ويؤدي صلاة الفجر حاضر ومعلمه كان معجب به وكان محبوب من كل الناس جيرانه وأصحابه ومالوش في المشاكل وكان يقرأ الشعر في إذاعة المدرسة وكنت بسمعه من البيت لأن المدرسة قريبة، ربنا قدرني على تعليمه لغاية ما وصل الكلية وزادت موهبته في الشعر وأتمنى الناس كلها تصوتله لأنه يستاهل وأنا بصلي وأدعيله يكسب ويرجع سالم ليا".

وأضافت: "عمره ما طلب مني أجيبله حاجة حتى في العيد ولا لعبة ولا هدوم وكان قنوع جدًا من صغره ولما كلمته على موضوع الجواز وقلتله نفسي أفرح بيك قاللي "يا أمي أنا قدامي هدف نفسي أوصله وبعدين أفكر في الجواز وهفرحك بيا" وأنا دعتله ربنا يوفقه".

فيما قال "عبده عامر علي"، شقيق حسن: "إنه كان يعيش حياته بشكل طبيعي يذهب إلى مدرسته وكان يحب القراءة ويقضي أكثر وقته بها وكان يحفظ القرآن في كتاب القرية وتبناه معلمه منذ الإعدادية حتى وصوله للثانوية، وكان يشارك في الندوات وكل ما يتعلق بالثقافة وعمره ما صادق شخص مش سوي وكان من الممكن يتحاشى المشاكل وييجي على نفسه تجنبها لها وليس ضعفا ونتمنى أن يرفع رأسنا ورأس مصر ورأس الناس الفرحانين بيه ويرجع سالم غانم مش عايزين حاجة أكتر من كده".

وكان لـ "البوابة نيوز" اللقاء الأول مع إبراهيم أحمد عبدالكريم، مدرس لغة عربية، وقدوته والذي قال لنا: "درست لحسن في المرحلة الإعدادية ولكني تابعته في المرحلة الثانوية، أهم ما لفت نظري فيه أني بطبيعتي بعطي سؤال لتمييز الطلبة الجدد وسألت سؤال ما هو الجمال في "آولئك هم المفلحون" وهي آية في سورة آل عمران، وأجاب حسن وقتها إجابة مميزة حيث قال إن أولئك هو اسم إشارة للبعيد تدل على بعد المنزلة والمكانة ومن ساعتها وعرفت إن "حسن" شخص غير عادي في اللغة العربية وعنده حس مميز خاصة في النحو والصرف، وابتدينا نذاكر ونقرأ سوا وأكلفه بحفظ قصائد كثيرة خاصة وأنه كان بمجرد أن يلقي نظرة على قصيدة يحفظها بشكل سريع بالفطرة، وكنت أقوم بتدريسه نصوص وحواش لا يعرفها سوى أهل الأزهر القدماء وكان يستوعبها بشكل كبير".


وأضاف، في أحد المسابقات قام "حسن" بإعراب قطعة نحو بشكل لا يعرفه إلا أهل تخصص وقام الموجه الأول بتكريمه في الطابور كلها بوادر أفادت أنه سيكون ذو شأن عظيم ومن حظي إني درست له، كما أن "حسن" صادق في أقواله وأفعاله والثبات على المبدأ والتمسك بالعقيدة وأتعلمت منه أكثر مما هو تعلم مني وأهم ما يميز قصائده الثلاثة هو الصدق مع نفسه ومع الناس ويرى أن الشعر رسالة وهي الحب والخير والسلام ولم يبحث عن شهرة إعلامية أو نفوذ أو جاه أو سلطة وكل ما يرجوه من قصائده أن تصل وتؤثر في الناس".

وعن فكرة تبني "حسن"، قال "إبراهيم": "جاءت وقت صلاة الفجر بصراحة أنا كنت بتلكك عشان ييجي يعيش معايا يعني هو كان بيصلي معايا الفجر والدته كانت تنتظره وتخاف عليه من الرجوع وحده يومها طلبت منها إنه يبات معايا وكان يساعد والدي في الزراعة في وجودي وغيابي وكان إنسان عفيف النظر وعفيف القلب ولا أتذكر يوما أنه نظر إلى فتاة خارج الإطار المألوف وحفظ القرآن وحدثت إرهاصات دلت على أنه سيكون ذو شأن منها موقف مع شيخ الطريقة الجعفرية".

وسافرنا إلى القاهرة لمقابلته لأن "حسن" كان عايز يسلم عليه وهو ميعرفناش ولما روحنا سلمنا عليه شيخ الطريقة ندهله باسمه وقاله "تعالى يا حسن" وكانت إحدى الدلالات على أنه منظور ومرصود من أهل البيت.

وتابع: "بدأت موهبة الشعر عند "حسن" في تانية إعدادي وقصدت إني أوجهه إلى الشعر لأتأكد من ميوله وموهبته، حيث لقنته "النونية القحطانية" وحفظها عن بكرة أبيها ثم حفظ قصيدة "ياسيد السادات" ثم بدأ يتأثر بالطريقة الجعفرية والشيخ صالح الجعفري بإسنا وتأثر بآل البيت وعمل قصيدة على ذلك النهج وأخرى علقناها في الساحة الجعفرية بعد أن أعجب بها الشيخ، ثم كتب قصيدة في الغزل بعد تحفظ كبير منه، وتدرج في الموهبة بتدرج سنه وبالقراءة وتوسع دائرة الثقافة لديه وكان كل فترة يتأثر بأحد الشعراء وخاصة محمود درويش وأمل دنقل إلى أن انسلخ وأصبحت له شخصيته المستقلة في الشعر وتأثر في شعره بالقرآن والسنة ثم الثقافة العالمية".

وأضاف، "لما نجح في الثانوية ألحيت عليه في دخول كلية دار العلوم لأنه كان هدفي إنه يكون عضو في مجمع اللغة العربية لأن لديه الموهبة التي تؤهله لذلك ولكن ربنا أراد أنه يكون شاعرا ملء السمع والبصر ودخل آداب إنجليزي ليتعمق في الثقافة الإنجليزية ويخدم موهبة الشعر عنده من خلال الإطلاع على الأدب العالمي".

وأمنيتي لـ" حسن" أنا يظل كما هو فأنا أخاف عليه أن يتغير لأن بعد النقلة التي حدثت في حياته وأخشى عليه أن يتغير وتتغير وجهته وأن تطغى عليه أضوء الشهرة ولكن عندي يقين أنه سيظل مثلما هو صادقا ولديه رسالة لا يحيد عنها مهما بلغت المغريات".

في جامعة جنوب الوادي كان حسن عامر أحد الأعضاء المؤسسين بنادي الأدب والفكر في الجامعة ومنه حقق حسن انتشارًا كبيرًا، وصار صوتًا شعريًا مميزًا يشدو بشعره في الأمسية الأسبوعية والندوات المختلفة، لذا لم يكن مفاجئًا لمن يعرفون موهبة «عامر» صعوده للمرحلة النهائية وسط منافسة شرسة بقرار لجنة التحكيم دون الحاجة إلى تصويت الجمهورية، ومن قصائد حسن عامر المميزة في المسابقة قصيدة «هذه ربابتي، وهكذا أغني وصدرت له 3 دواوين شعرية وهي «اكتب بالدم الأسود»، و«بياض ملائم للنزيف»، و«وهكذا أطلعكم عليّ»، وحصد عدة جوائز محلية ودولية حيث فاز «عامر» بجائزة بيت الشعر عام 2015، وحصد المركز الأول في مجال الشعر بمسابقة إبداع 2012.

دعم شعبي وتنفيذي وجماهيري كبير يحظى به "حسن عامر" بعد تخطيه كل المراحل المؤهلة للنهائيات، وصوره تجتاح الشوارع، ومنشورات دعم باسمه تدعو لناس للتصويت له، كما أن محافظ الأقصر يدعمه بشكل كبير وأصدر توجيهاته لكل التنفيذيين لتسخير جميع الإمكانيات لدعم الشاعر الأقصري في المرحلة النهائية من مسابقة أمير الشعراء للموسم السابع.

وتلقى حملة دعم حسن عامر، تجاوبًا كبيرًا من المواطنين الذين صوتوا بالآلاف لحسن حتى الآن، وتبرعوا بتعليق مئات اللافتات الداعمة له في الميادين والشوارع، فضلًا عن سيارات تحمل مكبرات صوت تدعو الأهالي للتصويت ويطوفون البلاد من أقصاها إلى أقصاها، لحث المواطنين على التصويت له، من أجل الحصول على لقب "أمير الشعراء" وحصد الجائزة.

كما دعم محمد بدر، محافظ الأقصر، بكل قوة ابن المحافظة، مؤكدًا أن حسن عامر نموذج يحتذى به للشاب المثقف الذي يمثل مصر والأقصر خير تمثيل في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أنه قام بالتصويت له أكثر من مرة مبديًا دعمه الكامل للشاعر الأقصري مشيرًا إلى أنه دفع أسرته للتصويت لعامر.

وأضاف بدر، أنه سيتم تكريم الشاعر في احتفالية الأقصر عاصمة الثقافة العربية في حضور وزير الثقافة، مشيرًا إلى أنه على استعداد تام لتقديم جميع التسهيلات، وتسخير إمكانيات المحافظة لدعم ابن الأقصر الذي يمثل مصر في محفل ثقافي دولي كبير، ولكي يظهر بشكل يليق بمدينة الأقصر التي عرفت الأدب والفنون قبل 4 آلاف عام، مشيرًا إلى أنه التقى حسن عامر قبل سفره للإمارات للمشاركة في المسابقة، وأشاد بقدراته وإبداعاته خلال المرحلة الأولى، وأكد دعمه الكامل له، وأعلن عن تكريمه على هامش فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية.


كما دشن شباب الأقصر مبادرة لدعم الشاعر "حسن عامر" بتغير صور بروفايل حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بصورته كنوع من الدعم لحسن عامر من أجل حصوله على لقب "أمير الشعراء" في الموسم السابع للمسابقة.

وقالت هند حسن، الداعية إلى المبادرة: إن الفكرة جاءت كوسيلة لدعم الشاعر الجنوبي في مسابقة أمير الشعراء، من أجل تعريف الناس بحسن عامر وبالمسابقة ليتضامنوا معه من خلال التصويت له في المسابقة، مشيرة إلى قيام الشباب في مدينة إسنا مسقط رأس الشاعر بتوجيه عامة الناس وتوعيتهم للمشاركة بالتصويت لحسن عامر في المسابقة.

وأضافت هند، أن الشاعر يستحق الدعم قائلة: "شيء مشرف لمحافظة الأقصر ولمصر جميعها أن يصل أحد أبنائها إلى هذه المرحلة النهائية بمسابقة عربية مثل أمير الشعراء في الموسم السابع، مشددة على ضرورة دعم ومساندة الشاعر المصري من جانب المواطنين بعدما قصر الإعلام المصري في تقديم الدعم له، على حد تعبيرها".

ومع بدء التصويت كتب "عامر"، في حسابه على "فيس بوك": "كيف أشعر بالقلق وحولي كل هذه القلوب المضيئة بالمحبة، شكرًا لكل من صوّٙتٙ لي، وشكرًا أيضًا لمن لم يصوِّتْ، شكرًا لشعب مصر النبيل ولكل أصدقائي في كل مكان الذين يقفون معي بقلوبهم ودعمهم، شكرًا لمن يكتب ومن يعلق ومن يشارك ومن يدعو بالفوز لمصر التي أتمنى أن أكون جديرًا بتمثيلها كما أشكر محافظ الأقصر على شعوره النبيل، والشكر لأبناء مصر عموما على دعمهم خلال المرحلتين الماضيتين.

ويحتاج عامر، لتصويت الجمهور للمنافسة على لقب أمير الشعراء، الذي يضمن له الحصول على مليون درهم إماراتي، إضافة للبردة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة.