الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صراع على عرش "الإليزيه".. بدء المعركة الانتخابية لجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية.. المرأة الحديدية تسير بخطى ثابتة... لوبان: "أنا مرشحة الشعب".. وماكرون "وريث فرانسوا أولاند"

ماكرون ولوبان
ماكرون ولوبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه مرشحة الرئاسة الفرنسية عن اليمين المتطرف مارين لوبان تحديًا كبيرًا لحسم السباق إلى قصر الإليزيه بعد تأهلها ومنافسها إيمانويل ماكرون للمرحلة الثانية من الانتخابات في 7 مايو المقبل.

حيث حققت لوبان، 48 عامًا، وجبهتها الوطنية نتيجة تاريخية بوصولها إلى الجولة الثانية بعد حصولها على نحو سبعة ملايين صوت، ما يؤكد أيضا إلى حدوث تغير كبير في هيكلة الحياة السياسية الفرنسية، فصعود لوبان إلى الدور الثاني بهذه النسبة الكبيرة وغير المسبوقة في تاريخ اليمين المتطرف في فرنسا مثل مفاجأة كبرى.

وفور ظهور نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، شنت لوبان هجومًا شرسًا ضد منافسها الذي وصفته "بوريث فرانسوا أولاند" في إشارة إلى أنه كان مستشارًا للرئيس الفرنسي قبل أن يعينه وزيرًا للاقتصاد، داعية الناخبين إلى ما وصفته "بتحرير الشعب الفرنسي" وهزيمة "وريث فرانسوا أولاند".

وقالت لوبان- في المؤتمر الصحفي الذي عقد، مساء الأحد، فور ظهور النتائج الأولية للانتخابات: "حان الوقت لتحرير الشعب الفرنسي من النخبة المتعجرفة التي تريد أن تملي عليه سلوكه.. نعم أنا مرشحة الشعب وأوجه نداء لكل الوطنيين الفرنسيين للانضمام إلينا".

وأضافت قائلة: "لقد أوصلتموني إلى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وأريد أن أعبر لكم عن عميق امتناني.. فتلك النتيجة التاريخية تحملني المسئولية الهائلة في الدفاع عن الأمة الفرنسية".

وحذرت لوبان مرة أخرى من المخاطر الناجمة عن الهجرة وتنقل الإرهابيين، مشددة على ضرورة تناوب السلطة حتى تصل وجوه جديدة إلى سدة الحكم.

وتعهدت لوبان بحماية فرنسا من خطر العولمة قائلة: "الاختيار الآن بين العولمة المتوحشة في عالم يمكن أن يسافر فيه الإرهابيون بحرية، وفرنسا ذات حدود قوية".

كما وصفت لوبان منافسها في تصريحات صحفية، أمس، بأنه "ضعيف" في مواجهة الإرهاب، وأضافت قائلة: "أنا على الأرض للقاء الشعب الفرنسي وجذب انتباهه إلى قضايا مهمة بما في ذلك الإرهاب، الذي أقل ما يمكن أن نصف تعامل ماكرون معه بأنه ضعيف".

وتابعت "ماكرون ليس لديه مشروع لحماية الشعب الفرنسي في مواجهة أخطار الإرهابيين"، مضيفة أن الجولة الثانية مع ماكرون ستكون استفتاء على "العولمة المنفلتة"، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز."

وتتميز لوبان بأنها "فرنسية في الصميم وبكل ما فيها" وتقول: إنها "تتلقى الإهانات الموجهة إلى فرنسا وكأنها موجهة إليها مباشرة".

وتتبنى سياسات واضحة فيما يتعلق بالخروج الاتحاد الأوروبي ومن اليورو وفرض ضرائب على المنتجات المستوردة، كما تعد بتعليق اتفاقات شنغن لحرية تنقل الأفراد داخل الاتحاد الأوروبي، وطرد الأجانب المدرجة أسماؤهم على لوائح التطرف لدى أجهزة الأمن، وإلغاء حق الجنسية للمولودين على الأراضي الفرنسية

وبنجاح لوبان في اجتياز نصف الطريق إلى قصر الإليزيه تكون قد نجحت فيما فشل فيه والدها السياسي البارز جان ماري لوبان الذي كان السبب المباشر في دخولها المعترك السياسي في وقت مبكر من حياتها.

ودرست لوبان القانون وحصلت على الماجستير في القانون الجنائي من جامعة باريس عام 1992، ثم بدأت العمل كمحامية، ومن بعدها مستشارة قانونية لحزب والدها.

وانتخبت عضوًا في البرلمان الأوروبي عام 2004 وأعيد انتخابها عام 2009، وترأست حزب والدها في 16 يناير 2011، وحاولت لوبان انتهاج سياسة مغايرة لسياسات والدها، إذ حاولت البعد عن السياسة اليمينية المتطرفة والمعادية للسامية إلى حد ما، إلا أنها اتفقت مع سياسات والدها فيما يتعلق بمعاداتها للإسلام والمهاجرين والاتحاد الأوروبي.

تزوجت لوبان ثلاثة مرات الأولى عام 1997 من عضو بالحزب يدعي فرانك شوفروي الذي أنجبت منه ثلاثة أطفال وانفصلا عام 2000، ثم تزوجت بعد عامين من مسئول بالحزب كذلك يدعى إريك لوريو وانفصلت عنه أيضًا لتتزوج من نائب رئيس الحزب لويس اليوت.

وكشفت لوبان عن أن لها أصولاً قبطية مصرية، حيث صرحت خلال تجمع انتخابى فى بربينيان أن والدة جدتها "كانت تدعى بولين، قبطية ولدت فى مصر، حيث عاشت معظم حياتها وأنجبت جدتها".

وعبرت لوبان عن تعاطفها مع أقباط مصر الذين تستهدفهم هجمات إرهابية ينفذها إسلاميون متطرفون، مضيفة أنها تفكر فى "الثمن الباهظ الذى يدفعه أقباط مصر فى الصراع الرهيب الذى نواجهه ضد المتطرفين".

ووفقًا لصحيفة "لوفيجارو" فإن لوبان قالت أثناء حفل عشاء أقيم بمصر على هامش زيارتها عام 2015، إن أم جدتها من جانب أمها وُلدت فى محافظة أسيوط بصعيد مصر، فى حين عاشت جدتها 20 عامًا فى الإسكندرية.

ونشرت مجلة "بلاى بوي" صورا لوالدة مارين لوبان وهى عارية تمامًا عام 1987، وذلك بعد طلاقها من والد مارين، السياسى الفرنسى الذى اشتهر بآرائه السياسية اليمينية المتشددة .

وهدفت والدة لوبان من نشر هذه الصور النكاية فى زوجها ووالد ماري، الذى كان يرى أن الشيء الوحيد الذى تنجح فيه المرأة هو الأعمال المنزلية والطبخ.

واعتبر محللون أن السياسات التي ستنتجها لوبان في حالة فوزها بالرئاسة الفرنسية قريبة إلى حد ما مع السياسات المصرية التي تسعى إلى التخلص من الإرهاب.

فالمرشحة الفرنسية تستغل ما يحدث في بلادها وعلى مستوى العالم من أجل الترويج لحملتها الانتخابية واستغلالها من أجل الفوز بالانتخابات، فالجميع يتفق على أن ما يحدث الآن في فرنسا من عمليات إرهابية يصب في صالح المرشحة اليمينية.

وفي تقارير غربية، أشارت الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية إلى أنه من المتوقع أن تستفيد لوبان أكثر من الحوادث الإرهابية، بدليل خطاباتها شديدة اللهجة ضد التطرف والهجرة خلال حملتها، على الرغم من دعوات من مرشحين آخرين إلى وضع السياسة جانبًا فى الوقت الراهن، حيث قالت: إن "الإسلام الراديكالي هو إيديولوجية استبدادية وحشية أعلنت حربًا على أمتنا، ووعدت بشن حرب ضد الإسلام الراديكالي".

ويبدو أن السياسات التي تدعو إليها لوبان خلال الفترة الماضية، هي نفس السياسات التي قد توافق عليها مصر حال وصول لوبان لكرسي الأليزيه، فمصر الآن تحارب الإرهاب على كل الأصعدة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة منها ما حدث في الكنائس وغيرها من حوادث ضربت البلاد في الآونة الأخيرة.