الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أرض الفيروز.. أول طريق حربي في العالم.. سيناء استقر بها إنسان ما قبل التاريخ.. وعلى أرضها خرج موسى عليه السلام وقومه.. تبرز النقوش القديمة موقع العريش والشيخ زويد والقنطرة

على أبودشيش خبير
على أبودشيش خبير الاثار المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت سيناء على مدار تاريخها أهمية دينية وعسكرية واقتصادية لمصر، فعليها استقر إنسان ما قبل التاريخ، وعلى أرضها خرج موسى عليه السلام وقومه، وعلى ترابها كان أول طريق حربى فى العالم، وفى أرضها معادن النحاس والفيروز، وعلى أرضها قدس ملوك مصر القديمة، وشهدت أرضها الأديرة المسيجية، وسارت على أرضها جيوش المسلمين فاتحين مصر، فعاصرت الحقب المختلفة من تاريخ مصر.
وأضاف على أبودشيش، خبير الآثار المصرية عضو اتحاد الأثريين المصريين، فى تصريح خاص للبوابة نيوز، أن سيناء اشتهرت فى التاريخ المصرى القديم بمناجم الفيروز والنحاس التى استخدمها المصريون فى صناعة الأوانى والحلى، والتى تبقى شاهدًا فريدًا على هذه الحضارة التى لا تزال باقية حتى الآن، واختار التاريخ سيناء ليسجل فيها الكثير من الذكريات، فلقد كانت الجسر الذى عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ امتدادًا إلى يومنا هذا.

وأكمل أبو دشيش.. كانت سيناء أقدم طريق حربى فى تاريخ العالم القديم، وهو الطريق التى سارت عليه جيوش مصر عند الذهاب إلى آسيا، والذى سارت عليه الجيوش التى أتت عند غزوها لمصر وسلكته أيضا جيوش الآشوريين والفرس والإسكندر الذين غزوا مصر.
كما استغل المصريون فى عصر الدولة الوسطى مناجم منطقه سرابيط الخادم بجنوب سيناء وشيدوا بها معبد للربة حتحور فى عهد سنوسرت الأول وتركوا بها مئات النقوش واللوحات والتى تحوى بجانب أسماء الملوك أسماء رؤساء البعثات وبعض أعضائها.
وعلق أبو دشيش أن العمل فى مناجم سرابيط الخادم بجنوب سيناء فى الدوله الحديثة استمر حتى الأسرة العشرين، وقد شهدت منطقة شمال سيناء نشاطا تجاريا محدودا خلال الدولة القديمة والوسطى حتى تعرضت مصر إلى حكم الهكسوس، ثم أدركت أهمية حماية وتحصين الحدود الشرقية على الطريق الحربى القديم بين مصر وفلسطين المعروف باسم طريق حورس الحربى، وأنشأت القلاع والحصون وحفر الآبار.
وكان طريق حورس الحربى من أهم الطرق العسكرية التى نشأت فى مصر القديمة عبر تاريخها، وتحدثت عنه الوثائق مثل أخبار الملك سيتى الأول وحملته على فلسطين.

وكان الطريق يبدأ من القنطرة شرق حتى رفح ونقشت معالمه على جدران معبد الكرنك، وتوضح النقش الشهير للمك ستى الأول مراسم استقباله عند قلعة ثارو(تل حبوه حاليا).
وتميزت الحضارة المصرية القديمة خلال الحقب المختلفة، وحتى يومنا هذا منذ أقدم العصور بالثراء فى إنجازات الإنسان المصرى فى مصر بوجه عام ووجه خاص فى سيناء.
فمنذ بداية الأسرة الأولى فى مصر كثف النشاط فى سيناء لاستخراج النحاس والفيروز، وتشير إلى ذلك النصوص المصرية وفى الأسرة الثالثة شهدت اهتماما واضحا فى سيناء فقد عثر على نقوش للمك سا نخت وعثر أيضا على نقش فى عهد زوسر وهو يضرب الأعداء فى نقوش وادى المغارة.
واهتم الملك سنفرو بتأمين المناجم والمحاجر، فأقيمت الحاميات وحفرت آبار المياه على امتداد الطرق المؤدية إلى المناجم والمحاجر وعثر على مجموعة من النقوش من عهد سنفرو وصور سنفرو فى سرابيط الخادم، وهو يؤدب الخارجين على القانون والذين يهددون البعثات التعدينية.

ومن أهم المناطق الأثرية فى سيناء 
العريش التى كانت من أهم الموانئ المصرية القديمة وتل الشيخ زويد وكانت إحدى المناطق المهمة على طريق حورس الحربي بين القنطرة وغزة، بالإضافة إلى بير العبد وتل حبوه الذى عثر فيه على أكثر من قلعة ترجع لفتره الهكسوس، ولا يزال العمل بها قائما حتى الآن، والقنطره شرق، والتى تقوم على أطلال المدينة القديمة ثارو، وكان أقدم الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية وسرابيط الخادم التى تضم المعبد الذى شيد لحتحور 
نقوش وادى المغارة، وقد عثر فى هذه المناجم على حوالى 45 نقشًا يرجع إلى الدولة القديمة والوسطى والحديثة.