السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شهادات من تجارب الكتاب الأجانب في الشارقة القرائي للطفل

مهرجان الشارقة القرائي
مهرجان الشارقة القرائي للطفل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استضاف "ملتقى الكتاب" في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أربع تجارب إبداعية متخصصة بأدب الطفل، في ندوة حملت تساؤل: "من أين تأتي أفكار الكتابة" قدم فيها المشاركون شهادات من تجاربهم في القصة والقصيدة، متوقفين عند محطات ولحظات فارقة في علاقتهم مع الكتابة.

وجمعت الندوة التي أدارتها الكاتبة العمانية، د. فاطمة الواتي كلا من: سامان شامسي، وجاش نايار، وناندي ناير، وسناء شيباني، حيث كشف كل منهم أثر الواقع، والماضي، والمشاهد العابرة، في تقديم أفكار للكتابة، تتجاوز صورتها الظاهرة، لتصل إلى أفكار عميقة وإنسانية كبيرة.

واستهلت الندوة الكاتبة سامان شامسي بسرد حكاية واحدة من القصص التي كتبتها مؤخرًا، لتبين آلية اختيارها لأفكار نصوصها، حيث قالت: "كنت في أحد الأيام أعبر جسرًا في العاصمة البريطانية لندن، فشاهدت بطة تسبح في الماء وحيدة، وتعبر من أسفل الجسر، تاركة، خلفها حلقات تماوج الماء، فأثارني المشهد للحد الذي وقفت على الطرف الآخر من الجسر حتى أتابع رحلتها، فقررت حينها كتابة قصة حول تلك البطة، إذ بنيت حكاية تخيلية للأطفال، أنسج فيها حوارًا بين طفل وبطة، تروي فيه لماذا هي وحيدة، ولماذا اختارت أن تظل كذلك؟".

وعرض الشاعر جاش نايار تجربة فريدة في كتابة القصيدة، أوضح فيها، أن القصيدة في الكثير من الأحيان لا يجب أن تكون مفهومة المعنى، وتحمل أفكارًا كبيرة، لكن أحيانًا من الجميل أن تكون مكتوبة بمفردات ذات إيقاع موسيقي جميل، يثير الدهشة، والفرح في نفس القارئ، مؤكدًا أنه يطبّق هذا في نصوصه الشعرية، بالاستعانة بأحد المواقع الإلكترونية التي تقدم مرادفات الكلمة الصوتية.

وقرأ نايار عددا من قصائده، توقف في كل واحدة منها، عند تجربته في الحصول على فكرتها، فألقى قصيدة تروي حكاية من طفولته، يقول فيها: "إنه في إحدى الأيام كان طفلا يلهوا على الشاطئ، وحين قرر العودة إلى والدته، احتضن ساق سيدة كان يعتقد أنها ساق أمه، وراح يصرخ ماما، ماما، وحينها، نظرت إليه السيدة، وقالت يبدو أنك، أخطأت يا عزيزي، وراحت تضحك، وراح والديه يضحكان، ومنذ حينها قرر أنه لن يحتضن أحدًا أبدًا".

ولخصت القاصة نانديني ناير تجربتها في استلهام الأفكار، بالقول: "أجد نفسي في الكثير من الأحيان أعود بالزمن إلى الوراء، واستعيد حكايات مرت عليّ في طفولتي لكتابة قصصي، الأمر الذي يجعل بعض النصوص أشبه بتحويل مشاهد من سيرتي، إضافة إلى أنني أجد التاريخ مادة غنية بالأحداث والمواقف، والعبر التي يمكن أن تكون قصصًا إبداعية، بقوالب جديدة ومغايرة".

وانطلقت القاصة سناء شيباني من تجربتها الشخصية في عيشها تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية، معتبرة أن الواقع والتجربة هي المساحة الأكثر خصوبة للعثور على أفكار نادرة، وجديدة، وعميقة، مشيرة إلى أنها تعيش تفاصيل يومها بحالة من التأمل في كل ما يمر عليها، إضافة إلى أنها ترتبط بعلاقة مع الحيوانات، وتتواصل معها، وتفهم تعابيرها، لتضيف إلى منافذ أفكارها بعدًا جديدًا، قائمًا على تعميم الإنساني، ونقل التجربة بفرح وحب، بدلًا من العنف والقتل".