رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

علي بدرخان لـ"البوابة نيوز": "الفهلوة" تتحكم في صناعة السينما.. ابتعدت عن الإخراج لظروف إنتاجية.. وسعاد حسني أسطورة لن تتكرر

المخرج علي بدرخان
المخرج علي بدرخان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استحق عن جدارة لقب مخرج الروائع، على الرغم من قلة الأفلام التى قدمها على شاشة السينما، إلا أنها تركت تأثيرا فى عقول وقلوب المشاهدين، إنه المخرج الكبير «على بدرخان»، الذى قدم فى حواره مع «البوابة»، كشف حساب عن حال السينما فى الفترة الحالية، وفتح صندوق الذكريات عن كواليس علاقته بالعديد من نجوم زمن الفن الجميل.. وإلى نص الحوار.

■ فى البداية.. ما أسباب غيابك عن الساحة الفنية؟
- الظروف الحالية تجبر أى شخص على الابتعاد عن الساحة الفنية، لأن الجيل الحالى لديه معايير مختلفة ومتطلبات أيضا فيما يحب أن يشاهده، لكننى لست بعيدا عن الفن، وغيابى عن الساحة السينمائية يعود لظروف الإنتاج، ولدى العديد من المشاريع الفنية التى أعمل عليها حاليا، ولا سيما أن التحضير للمشاريع الفنية يمتد لسنوات، وكل عمل له خصوصيته، ولكن المنتجين الآن هدفهم الربح فقط، بمعنى أنه يسعى لعمل فكرة بأقل تكلفة لتحقيق أعلى ربح، لذلك أتفهم سبب ابتعادهم عن العمل معى، لأن سعرى عالٍ عليهم، ولن يحقق لهم الأرباح التى يسعون إليها، حيث لا يشغلهم تقديم عمل قيم له تاريخ، والمسئولية هنا تقع على وزارة الثقافة.
■ من وجهة نظرك.. ما أسباب تراجع صناعة السينما فى مصر؟
- تراجعت بسبب قلة الإنتاج، وأيضًا نتيجة انهيار كل الصناعات، فالسينما جزء من تكوين المؤسسات الصناعية والاقتصادية فى البلد، والأسباب اقتصادية وسياسية، فنحن نحتاج إلى إعادة تأهيل المواطن المصرى، لأننا أصبحنا نفتقد للقيم الإنسانية والأخلاقية، والأمور الآن أصبحت تأتى بـ«الشطارة والفهلوة»، والأزمة لا تنحصر فى السينما فقط، ولكنها شملت جميع وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، و٩٠٪ من برامج التوك شو ليس لها هدف أو خطة واضحة، فأغلبية البرامج تفتقد للمهنية، وكل مقدمى البرامج لا يصلحون، والساحة خالية تماما من المهنية والتميز، فأصبحنا نشاهد ديكورات وليس مذيعًا، وجميع الإعلاميين ثقافتهم محدودة.
■ كيف تؤثر التغييرات السياسية على السينما؟
- التغييرات السياسية أثرت على الاقتصاد وجميع الصناعات داخل الدولة، والسينما صناعة، وبالطبع لا بد أن تتأثر أيضا، فأصبحنا دولة مستوردة فقط، ومجتمعًا استهلاكيًا سيئًا، فلا يوجد أحد يهتم بصناعة السينما، ولا سيما أن هذه الصناعة يكون مردودها بالعملة الصعبة، وستقوم بتوفير العديد من النفقات، ولكن لا يوجد من يفهم أو يقدر ذلك، فلو استخدمنا هذه الصناعة بطريقة صحيحة سيكون لها مردود إيجابى.
■ البعض يحمل «السبكى» ما وصل إليه حال السينما من انهيار.. ما تعليقك؟
- أفلام «السبكى» ناجحة بكل المقاييس، ويجب أن نعلم أن المنتج أهم أهدافه الربح، والسبكى يستطيع تحقيق ذلك بنجاح، ولا يوجد من ينافسه فى السوق حتى الآن، سواء كان بأفلام هادفة أو غير ذلك، ومن يتهمه بالمسئولية عن انهيار السينما والصناعة عليه التحلى بالقدرة على المنافسة، لأنه لو تم إيقاف أفلام السبكى سيضر بمصالح الآلاف من أسر العاملين فى أفلامه، ولا سيما أن السبكى فى الفترة الأخيرة، يقوم بإنتاج أكبر عدد من الأفلام السينمائية فى السوق، ولا يوجد منتج فنى يستطيع منافسته وهو شخص يعشق السينما، لأنه يوظف جميع أمواله فى هذه الصناعة.
■ كيف ترى تأثير بعض الأفلام والمسلسلات التركية على الفن المصري؟
- الأفلام التركية أثرت على الفن المصرى بشكل كبير، فمنذ سنوات كانت تركيا تقوم بشراء الأفلام المصرية لعرضها هناك، ولكنهم الآن يعملون بجد واجتهاد ملحوظ، واستطاعوا تخريج جيل متعلم على حرفية عالية جدًا يدرك التقنيات أيضا، فأصبحوا ينتجون أفلامًا ومسلسلات على درجة عالية من التقنية والإبداع، ويقومون بـ«دبلجة» هذه الأعمال إلى اللغة العربية لتتناسب مع المصريين، وهم نجحوا فى هذه الجزئية، والشعب المصرى كله أصبح يشاهد أعمالهم ويستمتع بها، على الرغم من امتلاكنا مواهب كثيرة تستطيع إخراج مثل هذه الأعمال ولكن يحتاجون لبيئة جيدة تحتضنهم وتوفر لهم الجو المناسب لإخراج إبداعاتهم والاستفادة منهم.
■ الاتجاه للعرى والعنف.. هل تراه إبداعًا أم ابتذالًا؟
- يجب أن نعترف أننا لا نمتلك سينما نظيفة، وما يحدث فى الأفلام طبيعى، ومن ينتقد ذلك يتقدم بعمل ينافس هذه الأفلام التى يتم تصنيفها فى هذا الاتجاه، وفى كثير من الأحيان يكون للعنف أو العرى دور مهم فى توصيل الرسالة المطلوبة، فجميع الأفلام الغربية تقوم على ذلك ومع ذلك لا ننتقدها ونشاهدها جميعًا، فمن يحمل الممثل أخطاء هذا الجيل فهو «جاهل»، فالتربية أساس ثقافة المجتمع، وقديمًا كنا نشاهد أفلام فريد شوقى وعادل إمام فلماذا لا نحملهما المسئولية أيضًا، فالممثل مجرد مؤدٍ فقط ويأخذ أجرًا على تقديم دوره.
■ ما رؤيتك لأفلام النجم محمد رمضان؟
- هو ممثل ناجح جدًا، والدليل على ذلك إيرادات الأفلام الخاصة به، وما يثار فى الشارع حول تسببه فى إثارة العنف والبلطجة، غير صحيح بالمرة، فهو ممثل يؤدى دوره المطلوب منه بنجاح، فلا بد أن ندرس الواقع بطريقة صحيحة، فالآن نعيش أزمات حقيقية منها الفقر والبطالة والجهل، ولا بد أن نتجه لحلها أولًا قبل أن نحمل المسئولية لشخص بعينه.
■ ما دور الدولة فى دعم وحماية صناعة السينما؟
- السينما المصرية تعانى ولديها العديد من الأزمات، وتحتاج لدعم الدولة ورعايتها لهذه الصناعة، ورأيى أن العمل الفنى تأثيره أكبر من تصريحات أى وزير، والدولة الوحيدة عربيًا القادرة على إنتاج تلك الصناعة هى مصر لوجود مقومات الصناعة بها.
■ كيف تتذكر علاقتك بالراحل يوسف شاهين؟
- اختلفت مع المخرج الراحل يوسف شاهين بسبب تأثيره على الممثل، إذ كان يؤدى الدور للممثل بشكل يؤثر على الممثل ويخرجه من الإبداع إلى التقليد، وطلبت منه عدم التمثيل خلال البروفات، ولكن علاقتى به كانت ممتازة فهو كان أستاذى فى المعهد، ففى البداية عملت معه مساعد مخرج وتعلمت منه الكثير. 
■ وماذا عن الراحل أحمد زكى؟
- حزنت على وفاته حتى هذه اللحظة، كان من أفضل أصدقائى المحبوبين، وكانت تربطنا صداقة قوية جدًا، وكان يفهمنى من نظرة العين، فكنا متفاهمين إلى درجة كبيرة فى العمل، وأضعه فى قائمة عظماء السينما، وكان يتميز بالذكاء.
■ وما رؤيتك للنجم الكبير عادل إمام؟
- الزعيم عادل إمام من أقوى وأفضل الممثلين، واستطاع الحفاظ على نجاحه ومكانته حتى الآن، من خلال اختيار أعماله، فما زال يحافظ على قوته، ويتميز بأنه إنسان «خلوق».
■ سعاد حسنى.. من الفنانة التى تشبهها حاليًا؟
- لا توجد من تشبه السندريلا، ولن تتكرر هذه الموهبة مرة أخرى، فكانت لها بصمة مختلفة استطاعت أن تميزها عن باقى جيلها، والمسلسل الذى عرض عن قصة حياتها، لم يكن على قدر المستوى، ولم يقدم حكايتها على المستوى المطلوب، فكان الأولى أن نهتم بحكايتها الأساسية والمعاناة التى تعرضت لها منذ الصغر حتى وصولها للشهرة والفن، فهذه الحكاية أهم وأكبر مما عرض فى المسلسل، فهذه الفنانة كانت قيمة فنية كبيرة وما زالت، ولا يستطيع أى مؤلف مهما كانت شهرته أن يكتب قصة حياتها على المستوى المطلوب، فهى أسطورة لن تتكرر.