الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"أم عبدالله" نموذج رائد للمرأة السيناوية.. من أمهر صُناع "الكِليم"

أم عبد الله وهي تعلم
أم عبد الله وهي تعلم السيدات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المرأة السيناوية امرأة من نوع خاص جدًّا، ربما لأن الطبيعة أكسبتها صلابة وقوة وقدرة على التحمل، أو ربما لأن العادات البدوية هي القانون الأكثر سيادة هناك، فهي صاحبة قصة كفاح مشرِّفة، تحدت الصعاب وقهرت المشكلات وضربت أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، وقدمت نموذجًا صالحًا للأم المصرية الجديرة بكل احترام وتقدير، ولم يقتصر دورها على رعايتها لأسرته، بل فيهن نماذج مشرفة ودور تنموي في المجتمع.
وتزامنًا مع عيد تحرير سيناء تقدم "البوابة" أحد النماذج الرائدة للمرأة السيناوية تحدَّت الصعاب رفعت شعار العمل عبادة، بحثت في مخزونها الثقافي لم تجد أفضل من التراث السيناوي، كافحت لمدة عام متواصل تتعلم فيه حِرفة "صناعة الكليم" في الدورات التدريبية التي ينظمها مركز جنوب سيناء لدعم المرأة حتى تفوقت على جميع السيدات المشاركات معها في هذه الدورات وأصبحت من أميز المدربات على صناعة الكليم ومدرِّبة أساسية في جميع الدورات التدريبية التي ينظمها مركز جنوب سيناء لدعم المرأة.. إنها الحاجة "أم عبدالله" من أهالي مدينة طور سيناء نموذج للمرأة السيناوية التي تصنع ملحمة تراثية من خلال إحياء موروثها الثقافي والحضاري من أجل الحفاظ عليه وترفع شعار "تراثنا حياتنا".
تقول أم عبدالله: رغم أنني حُرمت من التعليم فإنني صمّمت على أن أعلِّم أبنائي وأُدخلهم المدارس وحرصي على مستقبلهم انتقل بهم من قرية الوادي إلى مدينة طور سيناء وقت فتح المدارس حتى يسهل عليَّ متابعتهم في تحصيل دروسهم بجانب دروسهم الخارجية، وفي نفس الوقت يسهل عليّ ممارسة عملي في صناعة الكليم.
وتعيش أم عبدالله في شقة "حجرتين وصالة"، حجرة لها ولأولادها، والأخرى تنصب فيه نولها وتؤكد أن أجمل لحظات حياتها وهي تعمل على النول.
وأرجعت أم عبدالله أسباب اختيارها لتعلمها صناعة الكليم إلى حبها هذه الحرفة أولًا ثم إلى وجود وقت فراغ لديها يمكن استثماره في شيء مفيد يدر لها دخلا تستطيع من خلاله أن تساعد في أعباء المعيشة وتعليم أولادها.
وأكدت أن صناعة الكليم ليست بالأمر الصعب ولكن طالما هناك إرادة وتحدّ كل شيء يمكن النجاح فيه، لافتة إلى أن البداية لها في صناعة الكليم عندما التحقت بدورة تدريبية تابعة لمركز جنوب سيناء لدعم المرأة، وكانت من أميز المتدربات "وحصلتُ على نول من المركز كتشجيع لي على الاستمرار في ممارسة العمل بجانب بعض الخامات المساعدة".
وبالتدريج والممارسة أصبحت أم عبدالله من أمهر صناع حرفة الكليم بالمحافظة، بجانب أنها من أمهر المدربات على صناعة الكليم واستطاعت أن تعلم الكثير من الفتيات والسيدات، وجهات عديدة تطلب منها كميات كبيرة من الكليم، ومنها جمعية الأسر المنتجة، وانطلقت أم عبدالله في تسويق منتجاتها داخليًّا، لافتة إلى أن المشكلة الوحيدة التي تعترضها هي عدم توافر بعض الخامات التي تدخل في صناعة الكليم بالمحافظة مما تضطر أن توفرها من محافظة أخرى مثل كفر الشيخ.
وعلقت "أميمة محمد إبراهيم" مدير عام مركز جنوب سيناء لدعم المرأة على أم عبدالله، قائلة: "أم عبدالله نموذج مشرِّف للمرأة السيناوية فهي سيدة بدوية من قرية الوادي بطور سيناء تم تدريبها على مدار عام ضمن دورة تدريبية نفذها مركز جنوب سيناء لدعم المرأة ولتميزها في التدريب والتزامنا تم تسليمها هي وثلاثة أخريات نول لتصنيع الكريم اليدوي مع مجموعة خامات من الخيوط الصوف والقصاقيص وحقيبة معدات مساعدة لعمل النول وبدأت العمل من منزلها يساعدها ويشد من اذرها زوجها الرجل البدوي الفاضل وابنها عبدالله الذي كان يحضر كثيرًا معها للتدريب في الإجازات ولكونها سيدة جادة فقد قام مركز جنوب سيناء بترشيحها للعمل كمدربة في برامج المركز التدريبية وكذا مع جمعية الأسر المنتجة وغيرها مقابل أجر يومي عن التدريب لتصبح أم عبدالله نموذج المرأة البدوية الداعمة لأسرتها حيث دائمًا ما تثنى بالشكر لنا على دعمها لها فيكون ردّنا أنها جديرة بهذا الدعم وجديرة بالاحترام من الجميع. تحياتنا لأم عبدالله.