في الوقت الذي يتم فيه توجيه أصابع الاتهام إلى البدانة لدورها في زيادة تشخيص مرض السكر النوع الثاني ، إلا أن باحثين أمريكيين غير متأكدين بدورها في زيادة تشخيص مرض السكر النوع الأول لكونه يعود إلى عوامل وراثية .. ويسعى الباحثون إلى تحديد أسباب وراء الزيادة الكبيرة في تشخيص حالات الإصابة بمرض السكر بنوعيه الأول والثاني بين الشباب الأمريكي.
فقد خلصت الدراسة التى أجراها "مركز الوقاية ومكافحة الأمراض" الأمريكي ، بالتعاون مع المعاهد الوطنية للصحة، أن نسب تشخيص الحالات الحديثة لمرض السكر النوع الأول في الفترة ما بين 2002 – 2012 ، قد ارتفعت بنسبة 4.8% سنويا ، بالمقارنة بنحو 1.8% .
وقد تضمنت الدراسة ، التى نشرت في مجلة " نيو إنجلاند" الطبية ، وأجريت على 11.244 طفلا و مراهقا ممن يعانون من مرض السكر النوع الأول ، ليتم تتبعهم منذ الولادة وحتى سن 19 عاما، ونحو 2,846 طفلا و مراهقا يعانون من مرض السكر النوع الثاني تراوحت أعمارهم ما بين 10 – 19 عاما .
تنجم الإصابة بمرض السكر النوع الأول عن خلل في المناعة الذاتية حيث تتعرض خلايا بيتا في البنكرياس للمهاجمة من قبل الجهاز المناعي للجسم ، مما يدمر قدرته على صنع الأنسولين، فضلا عن وجود استعداد وراثي يزيد من مخاطر الإصابة بالمرض ، والذي لا يعرف عليه أسباب محددة للإصابة به .. أما فيما يتعلق بالإصابة بمرض السكر النوع الثاني ، فتنجم الإصابة به عند تطوير الجسم لمقاومة الأنسولين بسبب الجلوكوز الزائد على المدى الطويل في النظام الغذائي، و لتفشل في إنتاج خلايا الأنسولين في إنتاج الأنسولين المناسب ليصاب الشخص بمرض السكر النوع الثاني الناجمة في كثير من الأحيان بالبدانة ونمط الحياة غير الصحي.
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها لتقدير الاتجاهات في الحالات التى يتم تشخيصها حديثا من مرض السكر نوعيه الأول والثاني بين الشباب ، بين خمس مجموعات عرقية رئيسية في الولايات المتحدة ، بما في ذلك البيض غير المنحدرين من أصل أسباني ، السود من غير أصل الأسباني والأمريكيين ذوى الأصول الأسيوية .
و قد توصل الباحثون إلى معدل الحالات التى تم تشخيصها حديثا من داء السكر النوع الأول قد زاد بشكل حاد بين الشباب من أصل أسباني مما أدى إلى زيادة بنسبة 4,2 % سنويا .. وبين السود غير المنحدرين من أصل أسباني ارتفع معدل الإصابة بنسبة 2,2% ، وفى البيض غير المنحدرين من أصل أسباني أرتفع بمعدل 1,2 % سنويا .
كما أظهرت الدراسة ارتفاع معدل الحالات الإصابة الحديثة لمرض السكر النوع الثاني بنسبة 8,9% بين الأمريكيين من البيض ، و 8.5% من الأمريكيين من أصل آسيوي ، و6.3% من الأمريكيين من السود و3.1% من أصل أسباني .
و قالت الدكتور" جيوسيبينا إمبيراتور" ، المتخصصة في علم الأوبئة في قسم مرض السكر التابع لمركز مكافحة الأمراض و الوقاية الأمريكي ، إن "الزيادة التي نشهدها في مرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال هي موازية لزيادة الإصابة بالبدانة".. و مع ذلك، فإن الزيادة في حالات داء السكر من النوع الأول هي موضوع دراسة علمية متزايدة ، حيث يستكشف العديد من الباحثين فرضية أن زيادة الوزن أو السمنة تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر من النوع الأول لدى الأطفال الذين هم على استعداد لذلك قد يفسر الزيادة في التشخيصات خلال العقد الماضي.
