الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الحريري": جنوب لبنان ليس مسرحًا لتصفية الحسابات بين أمريكا وإيران

سعد الحريرى
سعد الحريرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعثت الحكومة اللبنانية برسالة قوية إلى حزب الله اللبناني مفادها أن "جنوب لبنان لن يكون مسرح عمليات لتصفية الحسابات بين أمريكا وإيران"، هذا ما أرادت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لجنوب لبنان (معقل حزب الله) بأن تكون رسالة موجهة لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
كان "حزب الله" نظم عرضا إعلاميا لاستعراض قوته ونفوذه المسلح في جنوب لبنان ودعا صحفيين وإعلاميين لتغطية الاستعراض دون التنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية، الأمر الذي آثار حفيظة وغضب الحكومة في بيروت.
وجاءت زيارة "الحريري" للجنوب اللبناني بعد يوم من تنظيم حزب الله لجولة إعلامية في المنطقة أظهر من خلالها وجوده المسلح فيها، وهو ما أراد "الحريري" أن يبعث برسالة تحذيرية للحزب المسلح وزعيمه "نصر الله" بأن الدولة اللبنانية لن تسمح بأي خرق للقرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله في 2006، والتي مني فيها "حزب الله" هزيمة نكراء.
ويتضمن القرار الدولي بنودا تؤكد صراحة أن جنوب لبنان “منطقة عمليات” للقوات الدولية المرابطة في الجنوب ولا مكان في هذه المنطقة لأيّ وجود مسلّح آخر غير الجيش اللبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن لبنان تلقّى في الأشهر الأخيرة تحذيرين مباشرين من رد فعل إسرائيلي كبير و”مدمر” في حال المس بالقرار 1701، كان الأول من سيجريد كاج ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان والآخر من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقد كشفت تقارير صحفية أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد عرض خريطة في أثناء زيارة قام بها الرئيس اللبناني ميشال عون لعمان في مارس الماضي ما الذي يمكن أن يحصل في حال المساس بالقرار 1701.
وما يؤكد على جدية التحركات اللبنانية هو الزيارة السريعة لسعد الحريري للجنوب اللبناني في أعقاب الاستعراضات الإعلامية لحزب الله، حيث اصطحب معه قائد الجيش العماد جوزيف عون، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، مستهلا الزيارة بلقاء قائد القوات الدولية في لبنان بمنطقة الجنوب (اليونيفيل) مايكل بيري.
وعقب اللقاء أعلن "الحريري" تمسك لبنان بالقرار 1701، مؤكدا أنه لا سلطة تعلو على سلطة الدولة.
كما لفت "الحريري" إلى أن الجيش يدافع عن لبنان خارج أي فئوية أو مناطقية.
وعن الاستعراضات التي قام بها حزب الله قال "الحريري": "نحن كحكومة غير معنيين بالعراضة الإعلامية التي قام بها حزب الله، ولا نوافق عليها بكل صراحة".
وعلى جانب آخر دعا "الحريري" الأمم المتحدة للمساهمة في وقف دائم لإطلاق النار بين بلاده وإسرائيل وأن تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للأراضي اللبنانية.
وتجدر الإشارة إلى أن "الحريري" قد رفض، مؤخرا، تعيين ضابط تابع لحزب الله في مركز أمني حساس في مطار بيروت، في إجراء أثار حفيظة حزب الله، ويأتي هذا الرفض من قبل "الحريري" انسجاما مع التحذيرات الأمريكية من تحول مطار بيروت إلى مركز لتهريب الأموال والسلاح.
وبحسب المعلومات الواردة من بيروت، فقد انتبهت الإدارة الأمريكية إلى عمق النفوذ الإيراني وسيطرته على الوضع الأمني في لبنان عبر "حزب الله"، ما يعني أن تكون لبنان محطة مهمة من محطات حصار إيران في المنطقة والتي تعمل عليها الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي.