الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

لويس جريس في حواره لـ"البوابة نيوز": حال الصحافة "يكسف".. و"السيسي" يحمل حبًا وآمالًا لمصر.. صحافة "عبد الناصر والسادات" خضعت لسلطة الرقيب الأمني.. والاعتداءات على الكنائس فعل "دخيل"

الصحفي الكبير لويس
الصحفي الكبير لويس جريس في حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لبابا شنودة كان «ابن نكتة».. والشخصية المصرية تغيرت للأسوأ
تزوجت سناء جميل بـ«سبعة جنيه».. وريهام سعيد «ملهاش فيها» وتتاجر بآلام الناس مقابل الأموال
ومفيد فوزى وعمرو أديب الأبرز


ذكريات وصور وأطلال، هكذا يعيش الصحفى الكبير لويس جريس على ذكرياته مع زوجته الفنانة الراحلة «سناء جميل»، التى تزوجها فى بداية حقبة الستينيات، ورحلت عن دنيانا فى عام 2002، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الفنية الرائعة، وصفها جريس فى حواره مع «البوابة»، أنها ما زالت حية فى كل أرجاء المنزل، بصورها وذكرياتها. وجريس قدم فى حواره مع «البوابة»، كشف حساب للإعلام المصرى فى الفترة الحالية.
■ فى البداية.. عزاء واجب لمصر عن شهداء الأحد الأسود.. كيف تابعت الحادث الإجرامي؟
- بالتأكيد، ما حدث من تفجيرات إجرامية الأحد قبل الماضى، الذى يُعد «الأحد الأسود» فى تاريخ مصر، أمر مؤسف للغاية، بعد تفجير الكنسية المرقسية فى الإسكندرية، وكنيسة مارى جرجس فى طنطا، وما حدث جريمة لا تُغتفر، وتجب محاسبة كل المسئولين عن تلك الجريمة، ولا يعقل أن يكون هناك مواطنون أبرياء، رجالًا وأطفالًا ونساء، ذهبوا للاحتفال بأعيادهم، ليعودوا فى توابيت ومُصابين، على يد مجرمين قتلة أرادوا قتل فرحتهم بالعيد، وتحويلها إلى مأساة ومشهد جنائزى بدلًا من عيد واحتفالات.
■ هل تتفق مع الأقاويل عن وجود فتنة نائمة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر؟
- على الإطلاق، وطيلة حياتى وتعاملاتى مع الأصدقاء والزملاء، لم أعرف ديانة شخص أو حتى أحاول الإطلاع عليها، والمسلمون بل والمصريون جميعًا برءاء من تلك الأعمال الإجرامية، وأذكر أننى حين تعرفت على زوجتى الراحلة «سناء جميل»، لم أكن أعرف ديانتها من الأساس، بل كُنت أعتقد أنها مسلمة، من كثرة تعاملها مع المسلمين والصداقات العديدة معهم، وكثرة ترديدها لمصطلحات المسلمين، بل إننى عرفت المسيح وأحببته من خلال «القرآن الكريم»، ولكن للأسف الشديد التغيرات التى طالت الشخصية المصرية أصابت الجميع بالجمود وأحيانًا بالتطرف.


■ هل ترى هناك اختلافا فى التعامل بالنسبة للأقباط بين البابا شنودة والبابا تواضروس؟
- البابا شنودة كان شخصية تختلف كل الاختلاف عن الذين سبقوه والذين جاءوا بعده، فكان ابن نكتة، وبشوش الوجه، ودائما كان يروى حكايات مسلية ومفيدة، وتميز بخفة الدم والنكتة، أما بقية البطاركة تميزوا بالجدية.
■ على ذكر الشخصية المصرية.. ما التغييرات التى طرأت على تلك الشخصية مؤخرًا؟
- لا شك، أن سلوك المصريين تغير بعض الشيء فى الفترة الأخيرة، ولا سيما بعد ثورتين مرتا فى تاريخ البلاد، ومن الصعب تحديد إذا كان التغيير للأفضل أم للأسوأ، وإن كان الأسوأ الأكثر انتشارًا، وسط زيادة سكانية مهولة ساهمت بشكل مباشر فى تغيير الشخصية والعادات والتقاليد، تلك الزيادة أيضًا كانت سببًا فى تشويه صورة الشارع المصرى العريق فى الماضى.
■ كيف اختلفت الشخصية المصرية بتعاقب الرؤساء عليها؟
- من الطبيعى أن تتأثر الشخصية المصرية تأثرًا بالنظام الحاكم، بداية من عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكننى لست من دراويش الناصرية، ومن وجهة نظرى أن مصر لم تنهض ولم تتقدم فى عهد جمال عبد الناصر، ولكن الرئيس الراحل نجح فى التأثير بشكل مباشر على الشخصية والهوية المصرية، حيث غلبت القومية العربية والدعوات إلى التوحد والنضال ضد إسرائيل والإمبريالية الاستعمارية الغربية، ، ومن وجهة نظرى أن الرئيس السادات كان أكثر رؤساء مصر ذكاءً ودهاء، وهو ما انطبع على الشخصية المصرية فى ذلك الوقت، حيث غلبت الفهلوة والذكاء على تعاملات المصريين جميعا، يكفيه فخرًا أنه حقق انتصار أكتوبر ١٩٧٣، وأعاد اسم مصر بعد أن شطبه جمال عبد الناصر، بعد الوحدة بين مصر وسوريا، مرورًا بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى منح الحرية بشكل كبير للصحافة المصرية ووسائل الإعلام، وفتح المنابر الإعلامية لمهاجمة من سبقوه مثل عبد الناصر والسادات.
■ وماذا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
- الرئيس السيسى، يحمل حبًا جمًا لمصر، ويسعى لوضع مصر فى أبهى وأفضل صورة أمام العالم، ولديه شجاعة وجراءة يُحسد عليها، ولكن للأسف الشديد هناك العديد من المعوقات الداخلية والخارجية التى تقف حائلًا بين مساعى الرئيس وتلك الإنجازات.


■ وهل طالت تلك التشوهات بلاط صاحبة الجلالة التى تُعد إحدى قاماتها؟
للأسف الشديد، حال الصحافة حاليًا لا يسر عدو ولا حبيب، حيث تعتمد على الاستسهال والنقل دون تدقيق أو بحث، وانعدمت الرغبة فى البحث عن الحقيقة، وعابها الكسل والبطء، وافتقدت المهنة للعديد من الكوادر والقيادات التى عاصرناها فى الماضى، وحينها لم نكن نمتلك كليات للإعلام أو حتى أقسامًا للصحافة، ولكن المهنة كانت فى أوج ازدهارها ورقيها من حيث البحث عن الحقيقة والمعلومات الموثقة.
■ هل شهد مستوى الحريات بالنسبة للصحافة تغييرًا فى فترات رؤساء مصر؟
- بالتأكيد، أذكر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أن كل مطبعة وكل صحيفة كان بها رقيب تابع للأجهزة الأمنية، هو من يحدد المواد التى تنشر والتي لا تنشر، وكانت سلطته تفوق سلطة رئيس التحرير، ثم جاء الرئيس محمد أنور السادات، وقرر إلغاء فكرة الرقيب، وأحل بدلًا منها رؤساء تحرير تابعين له، للسيطرة على المهنة من المنبع، خلافًا لعصر الرئيس الأسبق حسنى مُبارك، حيث منح العديد من الحريات للصحافة، وكانت أكثر قدرة على الفضفضة وانتقاد الجميع، حتى وصلنا لعهد الرئيس السيسى، وارتفع سقف الحرية، وأصبح من كل شخص ينشر ما يريد دون رقيب، ولكن بقى الكسل أكثر ما يشوب المهنة.
■ هل ترى أن وسائل الإعلام وبرامج التوك شو على التحديد تُعانى فى الفترة الحالية؟
- بالفعل، وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة تُعانى بشكل كبير، وأصبح الغالب منها يعتمد على السبوبة ونسب المشاهدة والإعلانات فقط، واتجه بعضهم للهلس والعفاريت والدجل، مثل برنامج ريهام سعيد، التى تحاول دائما أن تقترب من الناس من خلال حل مشاكلهم ولكن هذا لا يضعها فى مصاف المذيعين أو المذيعات الكبار، فهى «محدودة»، وتستغل تعب الناس من أجل الظهور والشهرة، وتحصل على مقابل مادى مقابل الخير الذى تدعيه، ومن وجهة نظرى لا تصلح أن تكون إعلامية، وعليها الاكتفاء بالتمثيل فقط، ولا يجب أن نضعها فى مصاف من سبقوها فى هذه المنطقة مثل الإعلامى الكبير مفيد فوزى، الذى يُعد من أهم الإعلاميين إحساسا بالمواطن، ودائما كان يسعى إلى حل مشاكلهم، ويبحث عن الحقيقة، ويكمل مسيرته الآن الإعلامى عمرو أديب من خلال برنامجه.
■ كيف تابعت انتخابات نقابة الصحفيين مؤخرًا؟
- نقابة الصحفيين كانت ولا تزال قلعة للحريات والكلمة الشريفة، ومر عليها العديد من القامات طيلة تاريخها، ولا أخفى سرًا أننى منحت صوتى للنقيب السابق «يحيى قلاش»، ولكن ما دام اختار الصحفيون «عبد المحسن سلامة» نقيبًا لهم، يجب أن يلقى الدعم الكامل من الجماعة الصحفية حتى يحقق أحلام وطموحات من انتخبوه.
■ ننتقل إلى حياتك الخاصة.. بعد سنوات على رحيل الزوجة سناء جميل.. ماذا تتذكر من البدايات؟
- يوم ٢٧ إبريل عام ١٩٦١، التقيت الراحلة سناء جميل فى أحد المطاعم، وطلبت منها الزواج، وأذكر أننى قُلت لها، إننى أعيش بمفردى وأنِت أيضًا، واقترحت أن نعيش سويًا، ولكن أعتقد أنها لم تفهم رغبتى، وانقطعت علاقتى بها، حتى التقينا مرة أخرى يوم ١٧ يونيو من نفس العام، وعاودتنى الاستفسار عن طلبى بالعيش معًا، وهل أقصد الزواج، وحينها أبلغتنى موافقتها على الزواج، على شرط عدم الإنجاب، بداعى أنها لن تستطيع رعاية الأطفال بسبب حبها لعملها الفنى، ووافقت على رغبتها، ولكنى أبلغتها بأننى غير مستعد بسبب الظروف المادية، ولم يكن معى سوى ٧ جنيهات، وحينها ذهبنا سويًا إلى منطقة الأزهر ليلًا لشراء الشبكة، وبالفعل دخلنا إلى أحد محلات الذهب، وطلبت من البائع شراء دبلتين، مكتوب على إحداهما تاريخ ١ يوليو ١٩٦١، واسم لويس جريس، والدبلة الأخرى نفس التاريخ، باسم ثريا يوسف عطا الله، وحينها أبديت استغرابى من الاسم، فأبلغتنى أن اسمها الحقيقى هو ثريا، وليس سناء جميل، وأن الأخير هو الاسم الفنى الذى أطلقه عليها الراحل الكبير زكى طليمات.


■ ما أقرب الأعمال للفنانة الراحلة إلى قلبك؟
- لا أزال أذكر تفاصيل أدوارها جميعا، لكن دورها فى فيلم «الزوجة الثانية»، كان أقرب أدوارها إلى قلبى، لا سيما أن جملة «الليلة يا عمدة» التى رددتها الراحلة فى الفيلم، مع الفنان الكبير صلاح منصور، أصبحت عالقة فى الأذهان حتى الآن.
■ وماذا عن الأزمة التى نشبت بينكما بسبب التدخين؟
- ليست أزمة بالمعنى المفهوم للكلمة، ولكن الراحلة كانت تُدخن بشراهة ونصحها الطبيب بضرورة التوقف عن التدخين، وخيرها بين الحياة والسيجارة، حتى أقلعت عن التدخين، وشجعتنى أنا أيضًا على الإقلاع عن التدخين منذ عام ١٩٩٦، حتى توفيت فى عمر الـ٧٢ عامًا، وعند وفاتها حرصت على ألا أقوم بدفنها، وتركت جثتها لمدة ثلاثة أيام، على أمل أن يظهر أحد من أقاربها، ويحضر الجنازة، وهو ما لم يحدث، الراحلة كانت تردد أنها من محافظة المنيا مدينة ملوى.
■ فكرة الاتفاق على عدم الإنجاب؟ هل ندمت على ذلك القرار؟
- بالطبع لا، لاسيما أنه كان قرارنا سويا، حتى بعد رحيلها، فهى معى فى كل لحظة، ولم أشعر يوما أننى وحيدا، فذكرياتنا سويًا تملأ الأماكن وحبى لها يكفينى.
■ لماذا لم تفكر فى إعداد قصة تُخلد ذكراها وسيرة حياتها؟
- بالفعل بدأت منذ أيام فى كتابة قصة حياتنا معنا فى كتاب يسمى «حياتى»، وسيتكون من ثلاثة أجزاء، الأول سيكون عن بدايتى منذ النشآة حتى جئت إلى القاهرة، والثانى سيكون عن حياتى مع الصحافة، أما الجزء الثالث سيكون عن حياتى مع سناء جميل، وسيتم إصدار الكتاب خلال احتفالية «روزاليوسف» بعيد ميلادى الـ٩٠ نهاية أغسطس المقبل.
■ زواجك من فنانة شهيرة فتح لك الباب لعلاقات كثيرة مع فنانين كبار.. هل هناك كواليس يمكنك تذكرها؟
- بالفعل، حيث ربطتنى علاقة جيدة بالفنانة «أم كلثوم»، وعرفتها فى منزل إحسان عبدالقدوس، وفى هذا المنزل توطدت علاقتى بأغلب الفنانين والوزراء، منهم محمد عبد الوهاب، والست أم كلثوم، ولم تتوقف علاقتى عند هؤلاء، حيث ربطتنى صداقة بالفنان عبد الحليم حافظ، وكان العندليب يزورنا كثيرا فى جريدة «روز اليوسف» للقاء صديقه إحسان عبد القدوس، وكان ينتظره فى مكتبى، وأيضا الفنانة الراحلة سعاد حسنى ونادية لطفى.
■ ماذا عن علاقتك بالصحفى الكبير موسى صبري؟
- حاول موسى صبرى أن نكون أصدقاء مقربين هو وزوجته «أنجيل» ولكنى رفضت، وكنت دائما عزوفا عن إعلان زواجى من سناء جميل، حتى أبتعد عن عيون الصحافة، وتكون حياتى الخاصة لى وحدى ولا يشاركنى فيها أحد، فعلاقتنا دائما كانت فى إطار «الزمالة».