الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد عادل مقرر مجلس بحوث الفضاء والاستشعار عن بُعد لـ"البوابة نيوز": الفضاء ملك من يصل إليه أولًا.. و"أي نيزك هيقرب من الأرض هنفجره في السما"

 الدكتور محمد عادل
الدكتور محمد عادل ومحررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«السيسى» يدعم الهيئة ويضع برنامجها على قمة أولويات برنامج التنمية
يجب أن يكون لنا مكان فى الفضاء من أجل الأجيال المقبلة

أوضح مقرر مجلس بحوث الفضاء أنه نظرًا للجهود التى بذلتها مصر لنقل تكنولوجيا الفضاء، ومحاولات متعاقبة فى المشاركة فى بحوث الفضاء تمثلت فى تدريب ٦٤ باحثًا فى مختلف المجالات وتعيينهم بالهيئة، ومشاركتهم فى تصنيع أول قمر صناعى مصرى تم إطلاقه فى ١٧ إبريل ٢٠٠٨ وشكلوا النواة الأولى لبرنامج بحوث الفضاء المصرى، فقد أصبحت مصر عضوة فى المركز الدولى «الاستخدام السلمى للفضاء الخارجى» والتابع للأمم المتحدة ومقره فيينا، وهو يضم الدول التى لها تواجد فى بحوث الفضاء.
وقال الدكتور يحيى إن دخول مصر لعصر الفضاء من الأهداف الرئيسية، فعصر الفضاء أصبح من المجالات المهمة فى العالم، حيث أصبحت بحوث الفضاء وتكنولوجياتها، هى المعيار الأساسى لتقييم تقدم الدول، وهو القطاع الذى يقوم عليه التقدم والتنمية، وكل ما نراه حولنا الآن من اختراعات مذهلة ومفيدة للبشرية جزء من التكنولوجيا المستخدمة فى برامج الفضاء، وعلى سبيل المثال المحمول، والمركبات الفضائية المكوكية التى تنطلق بسرعة هائلة لتخترق الغلاف الجوى، وتعود مرة أخرى شهدت تقدمًا كبيرًا، لأنها الوسيلة الوحيدة المستخدمة للوصول إلى الفضاء سواء فى الفضاء القريب على مسافة ٣٨ ألفا و٥٠٠ كيلومتر، وهذه هى المسافة التى تفصلنا عن المدار الذى توضع فيه الأقمار الصناعية المستخدمة فى الاتصالات أو مسافات أكبر بكثير للوصول لكواكب أخرى مثل القمر أو محطات الفضاء العالمية، والدول التى تقدمت دخلت عالم الفضاء، وعند استعمار الإنسان الأرض بحث عن اقتصاديات الأرض «معادن، زراعة». أما الفضاء الخارجى فاقتصادياته أفضل بكثير من التي توجد على الأرض. فمن هنا بدأ الإنسان بالاهتمام بقطاع الفضاء، مشددا على حتمية أن يكون لنا مكان فى الفضاء ليس من أجل توفير احتياجاتنا الآنية، ولكن من أجل رغد العيش للأجيال القادمة.
وعن حتمية تواجد مصر فى الفضاء، أكد الدكتور يحيى أن لمصر وجودًا فى بحوث الفضاء العالمية والمجلس لديه خطة يعمل على تنفيذها بكل دقة، وهى تشتمل على تدريب العلماء والباحثين من مختلف المجالات المرتبطة وتشجيعهم على التخصص والتفرغ لبحوث الفضاء، فقد حرصنا على أن تقوم مصر بتصنيع القمر الصناعى الأول بعقول وأيادى علمائها، وتم ذلك بالتعاون مع واحدة من أهم وكالات الفضاء العالمية، ومثلت فرصة عظيمة للباحثين المصريين أن يقوموا ببناء أول قمر صناعى مصرى بأنفسهم وأصبحوا هم الركيزة التى نقلت هذا التقدم العلمى لمصر، كما يسعى المجلس لنشر التعليم فى مجال الفضاء فى المدارس والكليات ونوادى العلوم. وعبر مقرر مجلس بحوث الفضاء عن طموحه بأن تكون مصر دولة فضائية من الدرجة الأولى، أما عن المعوقات التى تواجهنا، فتنحصر فى الروتين والمناقصات والممارسات، ولكن شغل الفضاء يعتمد على علاقات بالدول التى تمتلك هذه التكنولوجيا المتقدمة، فلن نستطيع الوصول لكل هذه التكنولوجيا المكلفة، إلا بإقامة علاقات قوية مع الدول، مشيرا إلى أن من معوقات هذا الطموح التمويل اللازم، فهو أحد أساسيات الوصول إلى الفضاء سريعًا.
وأشار مقرر مجلس بحوث الفضاء إلى أن الرؤساء لا يتدخلون فى التمويل، ولكن يعطون التوجيه الاستراتيجى وهو «إحنا عايزين ندخل الفضاء» وهذا واجب الرئيس، وتعاملنا مع الجهات المختلفة والهيئة يعتبر تنفيذًا للاتجاه الاستراتيجى المتخذ من الرئاسة، وفى عهد الرئيس السيسى حاليًا، نحن مقتنعون أن مصر تدخل عالم الفضاء.
وأضاف الدكتور يحيى أن تكنولوجيا الفضاء مكلفة جدًا، ورغم ذلك نجد هناك سباقًا عالميًا، وتنافسية شديدة بين الدول المتقدمة لتحقيق تقدم أكبر فى هذا المجال، فالفضاء أصبح اقتصادًا عالميًا، ومن الممكن أن تكون لدينا إمكانات أحسن من أى دولة، حتى نتمكن من استغلال موقعنا فى الفضاء الخارجى على الشكل الأمثل، وبالتالى الدول الكبيرة كلها تسعى الآن أن تمتلك الفضاء.
وكما أصبحت هناك قواعد تنظم التواجد والاستخدام للفضاء الخارجى وتنسق العلاقة بين الدول، قبل عام ٨٠ كان الفضاء ملكًا للجميع، ولكن بعد ٢٠٠٥ الفضاء لمن يصل إليه، ولذلك يجب على باقى الدول أن تتشجع للدخول فى عالم الفضاء، مشيرا إلى أن الفضاء أصبح يخدم جميع أنظمة أفرع الحياة الإنسانية.
وبإحساس الواثق قال مقرر مجلس بحوث الفضاء: سوف ندخل عصور تكنولوجيا جديدة وصناعات إلكترونية جديدة، ويتطور الطب فى عصر الفضاء مثل غرف عمليات القلب المفتوح بعيدًا عن الجاذبية الأرضية، وسنقوم بعمل جزء أمن قومى لمصر، لأن تكنولوجيا الفضاء والتقدم الذى حققته الأقمار الصناعية جعل حدود دول العالم مرئية بوضوح، ومصر من هذه الدول، وبذلك يمكننا ضبط ومراقبة حدودنا بدقة وحمايتها من أى تسلل لأفراد أو تنظيمات إجرامية، مشيرا إلى ضرورة أن تعمل الوزارات معًا لتحقيق الحلم، فكل وزارة تعمل بمعزل عن الوزارات الأخرى، وزارة الإعلام عندها أقمار النيل سات، وزارة الاتصالات مشتركة فى أكثر من قمر صناعى، وأيضا الجيش يستخدم عدة أقمار، وهذا كله منعزل، ودورنا الآن أن نجمع كل هذه الأقمار تحت مظلة واحدة والتنسيق بينها فيما يمكن تسميته بوكالة الفضاء المصرية، وأكد الدكتور يحيى أن المتبع فى كثير من الدول أن الفضاء يتبع القيادة العليا، لتكون هناك سهولة فى اتخاذ القرارات.
وأشار مقرر مجلس بحوث الفضاء إلى أن مصر بحضارتها وعلمائها وبإمكاناتها وموقعها، ينبغى أن تكون على قمة مجموعات كبيرة، ومنها وكالة الفضاء الإفريقية، وحاليا الدول الإفريقية بدأت فى تكوين وكالة فضاء خاصة بها، لكن مصر تمثل مركزًا رئيسيًا لتجميع هذه المجموعات.
وعن العوائد الاقتصادية عن دخول الفضاء قال الدكتور يحيى: هناك الكثير الذى يمكن تحقيقه من عوائد كبيرة على مصر، لأن العالم كله بيشتغل بتكتلات، فوكالة الفضاء الأوروبية حاليًا تجمع الدول الأوروبية مع بعضها، فصناعات الفضاء غالية، فوجود الدول الإفريقية فى الوكالة يعطى مصر إمكانية كبيرة لكى تقلل من تكاليف هذه الصناعة.
وأضاف أنه فى حال بدأت هذه الصناعة فى مصر سيصبح لنا تطبيقات، وسنكون قادرين على تصنيع إلكترونيات وتصديرها إلى إفريقيا ووجود تعاون مشترك، ويعود على جميع الدول باقتصاديات بحتة، مشيرا إلى أن جميع المشروعات الكبرى استخدمت الصور الفضائية والبيانات لكى تقوم بخرائط كاملة.
وعن احتمالية اصطدام أحد النيازك بالأرض وفناء البشرية، قال الدكتور عادل: قديما كان هناك تهديد بارتطام نيازك بالكرة الأرضية، أما الأن فيمكننا تدميرها قبل الوصول إلى الأرض بعد أن أصبح بمقدورنا أن نرصد كل النيازك ونحدد مدارها فى الفضاء الخارجى قبل اقترابها من الغلاف الجوى للكرة الأرضية.
قال الدكتور محمد عادل يحيى مقرر مجلس بحوث الفضاء والاستشعار عن بُعد، ورئيس الهيئة سابقا، إن علم الفضاء يدخل فى جميع مجالات الحياة، وقد أصبح لزامًا على جميع قطاعات الدولة ووزاراتها، أن تعتمد على ما يقدمه مجلس بحوث الفضاء والاستشعار عن بُعد. كما يقوم مجلس الفضاء بدعم من أكاديمية البحث العلمى، بإصدار نشرات لتستفيد منها قطاعات الدولة المختلفة، سواء هيئات المساحة فى التصوير من الفضاء أو وزارة التعدين، فى الكشف عن المعادن والثروات الطبيعية أو وزارة الزراعة والثروة السمكية فى قراءة المناخ والأرصاد.