السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الداعية أحمد هلال لـ"البوابة نيوز": أئمة الأوقاف يحتاجون لإعادة تأهيل.. والسلفيون الأجدر على مواجهة الفكر التكفيري.. الواعظات فكرة مميزة ولكن يجب أن يتوجهن للنساء فقط

الداعية أحمد هلال
الداعية أحمد هلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشار الدواعش كان نتيجة غياب السلفيين عن الساحة الدعوية.. وأقول للأوقاف: ارفعوا أيديكم عنا
ومواقفنا الخاصة بالمرأة والجهاد تتغير بتغير المواقف ما لم تك أحكامًا
لم يُفتِ سلفي حقيقي بقتل مسيحي واحد
تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى علماء.. وشخصيات لا تستطيع التوضأ حاولت التصدي له

حرب ضروس اشتعلت مؤخرًا بين الأوقاف والسلفيين حول مَن الأجدر والأقدر على مواجهة الفكر التكفيري وتجديد الخطاب الديني، ووصلت هذه الحرب إلى مطالبة أحد دعاة الأوقاف بسجن السلفيين ومنعهم من الخطابة على أساس أنهم السبب الرئيسي لانتشار الفكر التكفيري في مصر بسبب فتاواهم المثيرة للجدل.
وردًّا على هذه الحرب كان لـ"البوابة" هذا الحوار المهم مع الداعية السلفي البارز أحمد هلال، أحد مشايخ الدعوة السلفية بالإسكندرية؛ ليردَّ على كل الاتهامات التي طالت السلفيين مؤخرًا... فإلى نص الحوار.

من وجهة نظرك ما سبب اتهام السلفيين بأنهم أساس انتشار فكر التكفير؟
 السبب وراء اتهام السلفيين أنهم سبب الفكر التكفيري هو انتساب التكفيريين للسلفية زورًا وبهتانًا، وإذا حاكمت هذا الفكر لضوابط التكفير وموانعه وشروطه لوجدتهم أبعد الناس عنه، لذلك نقول لا يثبت هؤلاء التكفيريون أمام المناظرة العلمية لمنهجهم.
ولكن البعض يدعي أن السلفيين هم أساس التحريض على القتل، وعلى سبيل المثال استهداف الأقباط؟
 التحريض على القتل فِرية مُدَّعاة من المناوئين للمنهج السلفي؛ لتشويه صورتهم، ولأنهم يستقون أحكامهم من هذه العناصر المتطرفة والتي تدعي نسبتها للسلفية، وإلا فأدبيات علماء هذا المنهج وموقفهم الشرعي لا يحتاج المنصف فيه إلى كثير جهد؛ للوقوف على الموقف السلفي من المستأمَنين والمعاهدين والذميين.
هل السلفيون يحرِّمون بناء الكنائس في مصر؟
بناء دُور العبادة محكوم بموازنات الشرع في البناء والإبقاء، وفي هذا خلاف عريض، والراجح في البناء هو الاحتكام إلى موازنات الواقع ومراعاة حال القوة والضعف والمآلات المترتبة على ذلك.
كيف تتم مواجهة الفكر التكفيري من وجهة نظرك؟
مواجهات الفكر التكفيري سواء لداعش ومن سلك مسلكهم، يكون بالحوار والمناظرات، كما فعل ابن عباس وغيره مع الخوارج فرجع منهم خلقٌ كثير يقارب الثلثين مع تعبئة الرأي العام ضد هذا التطرف من خلال المناهج الدراسية والمنابر الخطابية والندوات والمؤتمرات وإعداد الكوادر العلمية؛ للقيام بهذا الأمر؛ حتى يقوموا به على الوجه الأمثل.
لماذا هناك حرب ضروس على السلفيين من وجهة نظرك؟ 
هذا ليس بجديد على السلفية؛ لما لهم من أصول تهدم بنايات الخرافة الصوفية والخبَل العقلي للمدارس الكلامية والتشتت المعرفي لدى مروِّجي المدرسة الغربية بأطيافهم.
لكن الأزهر يشارك في هذه الحرب أحيانًا على التيار السلفي؟
حرب الأزهر على السلفيين ليس بصحيح إنما هي حرب من نماذج محسوبة على الأزهر تختزن عداء قديمًا على السلفية كمنهج، وليس العداء مؤسسيًّا من جهة الكيان الذي نحترمه ونُجلّه وإن اختلفنا معه في قضايا كلامية تبنّاها منذ القدم.
ننتقل إلى نقطة أخرى في حوارنا.. كيف ترى أئمة الأوقاف ودورهم الحالي؟
 الدعاة القائمون على منابر الأوقاف للأسف الشديد يحتاجون إلى إعادة اختبار وتأهيل؛ لمواجهة المستجدات العصرية بفكر وعلم عميق.
وسبب ضعفهم الحالي ضعف رواتبهم وعدم تفرغهم للعمل الدعوي وقلة الإمكانات التي يتطلبها هؤلاء كطلبة علم يُناط بهم التغيير والتجديد وهم أنفسهم بحاجة إلى أن يتجددوا ويغيروا ما بأنفسهم من ضعف علمي وخطابي ودعوي.
كيف يتم تجديد الخطاب الديني من وجهة نظرك؟
 تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى تحرير معنى التجديد أولًا؛ لأن المصطلح للأسف تناوله من لا يحسن أن يتوضأ بابتذال واختزال وتهكّم يخلّ بجوهره ومعناه، لذلك نرى أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى علماء يناط بهم هذا الأمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهم دينهم..) أو كما قال.. وذلك بالنظر في المناهج التعليمية وتصحيحها وتصفية التراث مما علَق به من خرافات وبدع وتنقية الحديث من الضعيف والموضوع وتنقية الفقه من الشاذ والضعيف وإنشاء المجامع الفقهية للخروج من عبث وفوضى الإفتاء بغير علم... إلخ مع التربية على كل ما سبق باختصار.
بم تطالبون الأزهر والأوقاف كي تتمكنوا كسلفيين من التصدي للفكر التكفيري؟
نطالب الأزهر والأوقاف باعتبارهما الجهات المعنية، بالسماح للسلفيين بالخطابة دون تعسف الأوقاف وتعنت وكلائها في المحافظات والقرى؛ لما نرى ونسمع من تصدٍّ ومنع وتربص واضح بالدعاة السلفيين والتصلب في الترخيص لهم بالخطابة والدعوة إلى الله.. فنرجو أن يسمحوا للسلفيين وبالأخص العناصر العلمية منهم بالخطابة والمحاضرات وللدعوة السلفية ككيان دعوي بإنشاء المعاهد العلمية وتنظيم المؤتمرات والانتشار تحت إشراف الأزهر الشريف. 
البعض يؤكد أنه في حال انتشار السلفيين ستنتشر فتاوى الدم والتحريض؟
فتاوى إهدار الدماء ليست للسلفيين وإنما لدعاة الفوضى والعنف من أدعياء السلفية، وقد سبق أن قلت إن محاكمة هؤلاء لصحيح الدين تزلزل ثوابتهم وتزهق تطرفهم وبعدها سيذوبون كما يذوب الملح في الماء لأنهم جهلة أمعنوا في الجهل لدرجة التطرف.
هل تغيرت مواقف السلفيين من بعض القضايا الشائكة كالمرأة والجهاد وغيرهما؟
موقف السلفيين من القضايا المتعلقة بالمرأة ودورها السياسي وباب الجهاد وغيرها من المسائل المعاصرة لن تتغير كحكم إذا كان الحكم متفقًا عليه بين أهل العلم ولكن الذي يتغير هو الفتوي بحسب الممكن والمتاح والمأمول والمرجوّ؛ لأن الله لم يتعبدنا إلا بالمستطاع، أما غير المستطاع والمعجوز عنه فعفو من الله، وأغلب الإشكالات المتعلقة بالنوازل المعاصرة السياسية بين السلفيين والتيارات الأخرى هو نقص معطيات الواقع لدى البعض وعدم الدقة في تحقيق مناط الفتوى والتسرع في التعامل مع الأحداث؛ إما لغلبة العاطفة لدى البعض أو الجهل لدى كثير من التيارات الفكرية بأصول وضوابط السياسة الشرعية.
كيف تقيِّم فكرة الواعظات التي أطلقتها وزارة الأوقاف؟
 فكرة الواعظات لا غبار عليها ولكن بضوابط، فكم كان لعلماء السلف من معلمات في القرآن والحديث بأعلى الأسانيد ولكن بضوابط ما ينبغي تجاوزها وإن كان ولا بد من تفعيل دور المرأة كواعظة ففي مجتمع النسوة من بني جنسها فهم أولى بها وأبعد عن الفتنة ولا نحجِّر واسعًا ما دام يتم بضوابط الشرع.
كيف ترى قصة إنشاء محمد سعيد رسلان جامعة خاصة به؟
الشيخ محمد سعيد رسلان منهجه السلفي يحتاج إلى ضبط في مسائل كثيرة تبنتها المداخلة الجامية ونختلف معهم فيها ولو أقام جامعته على هذه الأفكار لخرج لنا جيل يحمل هذه الأفكار كنسخ مكررة منه، فعلاجه وعدم تمكينه من هذا أَوْلى.
ما رسالتك للرئيس السيسي ووزير الأوقاف وشيخ الأزهر؟
رسالتي للرئيس هي تمكين الأزهر من تفعيل دوره الدعوي والتشريعي وإمداده بالإمكانات المادية التي تفعِّل دور رجاله، ومناصحته لقياداته تكون في الغرف المغلقة بعيدًا عن التناول العام؛ حفاظًا على مكانته في النفوس.
ونصيحتي للأوقاف أن ترفع أيديها عن الدعاة السلفيين وتكون منصفة في إعطاء التراخيص الدعوية الخطابية وتفسح المجال أكثر للتواجد السلفي وترشح من يقوم على اختبارهم قبل الترشح بإنصاف وعلم ودين بعيدًا عن تصفية الحسابات.
ونصيحتي لشيخ الأزهر أن يقترب أكثر من السلفيين فهم أدواته لمحاربة الأفكار المنحرفة فيقربهم منه للوقوف صفًّا واحدًا ضد الموجة العلمانية والتكفيرية والحداثية دعاة التبديد لا دعاة التجديد.
أخيرًا هل الإخوان هم أساس الفكر التكفيري في مصر؟
الفكر التكفيري له روافد عدة ،منها منهج القطبيين أحد جناحي الجماعة، وعدم اهتمام الجماعة بتعليم أبنائها أسهم في إيجاد التكفير على منصاتها فأصّلوا له من جديد على أرضية تجهل العلم والتعليم فازدادوا تطرفًا وافراطًا وتفريطًا.. وأسباب وجود الجماعات التكفيرية هو تعمُّد إفراغ الساحة الدعوية الرسمية من التواجد السلفي الوسطي العلمي المعتدل، بالإضافة إلى عدم تواجد الأزهر وسط هذه الجماعات المتطرفة الجاهلة بالعلم ومكانة العلماء.