الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. وحدة طب أسرة "بهنيا" بالشرقية مأوى للقطط والكلاب.. العاملون يهربون من المستشفى للعمل في العيادات الخاصة.. والمواطنون: "ميتين بالحياة وتصريحات المسئولين من كوكب تاني"

وحدة طب أسره بهنيا
وحدة طب أسره بهنيا بالشرقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت "البوابة" عن حلقة جديدة من مسلسل الإهمال الطبى فى مصر من داخل وحدة طب الأسرة فى قرية بهنيا التابعة لمركز ومدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، البالغ عدد سكانها نحو 180 ألف نسمة خارج نطاق الخدمة"، فالمكان "مهجور" بلا رقيب، أشبه بـ"خرابة" يسكنها الكلاب والقطط والحيوانات الضالة ويرفع شعار "الداخل مفقود والخارج مولود"، لما يعانيه من إهمال ملحوظ وقلة إمكانيات.
ويتفنن الموظفون القائمون عليه فى الهروب من عملهم يوميا تاركين المرضى دون رعاية وربما لا يستطيعون الدخول لتلقي العلاج، ثم يتوجهون لعملهم بالعيادات الخاصة التى تعد "شغلهم الشاغل" دون الاهتمام بالمكان الذة يقدم العلاج للمواطنين البسطاء.
ويعانى أهالى القرية "المنسية" أثناء ذهابهم للوحدة الصحية من التخبط وغياب الأطباء وسوء معاملة طاقم التمريض وعدم تقديم العناية الطبية اللازمة ونقص الأدوية والمعدات والإجهزة العلاجية، فضلا حجرات الأقسام التى تكسو أرضياتها القذارة ولا ترقى لأدنى النظم الإنسانية وانتشار القمامة والقاذورات فى كل مكان وانبعاث الروائح الكريهة والذباب والحشرات الطائرة من دورات المياه غير آدمية لتنتشر في أرجاء المبنى بأكمله بسبب انعدام النظافة في ظل تراخي مسئولي مديرية الشئون الصحية بالمحافظة عن إجراء جولة ميدانية لتفقد هذا "الصرح الطبي العظيم" واكتفائهم بالجلوس في مكاتبهم والتحدث لوسائل الإعلام المختلفة عن إنجازاتهم الوهمية غير الملموسة على أرض الواقع سعيًا للبقاء في مناصبهم.
وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا تجولنا في الطابق الأول من مبنى الوحدة الصحية ورصدنا كل مظاهر الإهمال فوجدنا جميع أقسامها مغلقة بـ"الأقفال" وزجاج النوافذ محطم ومقاعد انتظار المرضى متهالكة، بالإضافة إلى عدم وجود أطباء أو ممرضين نهائيا وبالصعود للطابق الثانى لم نجد به أحدا سوى عاملة تجلس برفقة صديقتها يشغلون أعمال الخياطة بـ"التريكو" وحين تلاحظ لها وجودنا في المكان همت مسرعة تجاهنا محاولة منع التصوير وبسؤالها عن مدير المكان فقالت: (هو دلوقتى مش هنا ومحدش موجود من الدكاترة ومش جايين النهارده ولو سمحت متصورش من غير إذنهم ومن الأفضل إنك تيجى بكره بنفسك تقابل أى حد فيهم).
ويقول المواطن "محمد نشأت طنطاوى" 35 عاما مزارع وأحد أهالى القرية: (إحنا هنا ميتين بالحياه ومحدش من البهوات المسئولين حاسس بينا ولما بنتعب أو حد بيتعور بيروح الوحدة عشان يتعالج مش بيلاقى قطن وشاش وميكروكروم ولا بيلاقى دكتور يعالجه أو ممرضين يدوله حقنة واشتكينا كتير لكن صوتنا مش مسموع ولا حد حاسس بينا من بتوع الصحة اللى بنشوفهم فى التليفزيون يطلعوا يتكلموا بالكدب عن حلاوة الطب فى مصر وكأننا هنا عايشين فى كوكب تانى ولما حد بيتعب بندوخ بيه السبع دوخات ومنبقاش عارفين نروح فين وبنقعد نلف بيع على عيادات على الدكاترة والمستشفيات الخاصة عشان فقدنا الأمل فى الوحدة الصحية واتأكدنا إنها عمرها ما هتقدم خدمة طبية تليق بينا عشان إحنا فلاحين غلابة محدش هيفرق معاه فى البلد نموت أو نعيش.. كلها محصلة بعضها).
وأضاف "عصام عبدالبديع محمد" 29 عاما حلاق: (الوحدة الصحية اللى هنا فى البلد وجودها زى عدمه واحنا عمرنا ما اعتمدنا عليها فى علاج أو غيره ومن الافضل ان الحكومة تستغلها وتحولها لأى مشروع تانى يجيب همه وينفع اهل البلد بدل ماهى مركونة كده زى الخزوق فى قلب البلد).
وتابع: (الواحد هنا لما بيتعب ويروح للدكتور أقل روشته بيصرفها بتعدى الـ100 جنيه وإحنا هنا اغلبنا ناس أرزقية وعلى باب الله عايشين اليوم بيومه بنجيب قوتنا بعرق جبينا، وده كله بيحصل فينا بسبب إهمال الدكاترة بتوع الوحدة الصحية اللى نايمين فى العسل ومش حاسين بينا وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم عشان إهمالهم فى شغلهم ولأنهم مش بيراعوا ربنا وسايبين الناس مرضانة طول الوقت ومحدش سائل فيهم ولا حاسس بيهم من المسئولين).
فيما طالب العشرات من أهالى القرية بإعادة هيكلة القائمين على الوحدة الصحية لتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم وتطبيق قوانين وعقوبات صارمة تصل إلى حد الفصل من العمل وإغلاق المستشفيات والعيادات الخاصة على الاطباء المقصرين الذين يتجاهلون المرضى بالمستشفيات الحكومية ولا يؤدون واجبهم وعملهم من أجل إصلاح القطاع الصحى الذى يمثل الحياة بالنسبة للمرضى البسطاء.